كوريا الجنوبية تتوقف عن شراء النفط الإيراني

TT

كوريا الجنوبية تتوقف عن شراء النفط الإيراني

أظهرت بيانات أولية من الجمارك الكورية الجنوبية، أمس (الثلاثاء)، عدم استيراد سيول أي كميات من النفط الخام الإيراني في ديسمبر (كانون الأول)، ولا قبل عام.
وكوريا الجنوبية خامس أكبر مشترٍ للخام في العالم، استوردت 12 مليون طن من الخام الشهر الماضي، مقارنةً مع 12.4 مليون طن قبل سنة، وفقاً للأرقام الصادرة من الجمارك.
تصدر البيانات النهائية لواردات كوريا الجنوبية من النفط الخام في وقت لاحق من الشهر عن مؤسسة النفط الوطنية الكورية. وتُعد أرقام المؤسسة معيار الصناعة فيما يتعلق بواردات كوريا من الخام.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، أمس، عن ثقته بانتعاش صادرات بلاده هذا العام، وأن يحقق الاقتصاد الكوري الجنوبي قفزة إلى الأمام.
وجاءت تصريحات مون التي نقلتها وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، في مؤتمر صحافي عُقد بمناسبة العام الجديد، حيث سجلت البلاد زيادة في صادراتها خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري.
وقال مون إن هناك علامات على تحسن الصادرات منذ شهر ديسمبر الماضي، كما زادت الصادرات بنسبة 5.3% خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري.
وأكد ثقته بأن يرتفع المتوسط اليومي للصادرات في هذا الشهر، رغم أن الصادرات لشهر يناير (كانون الثاني) قد لا تحقق نمواً على أساس سنوي على خلفية عطلة عيد رأس السنة القمرية الجديدة التي توافق الفترة الممتدة بين 24 و27 من يناير.
وكان من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الكوري الجنوبي في العام الماضي أضعف نمو سنوي له منذ 10 سنوات، متأثراً بالحرب التجارية الطويلة بين الولايات المتحدة والصين، والركود الدوري في قطاع شرائح الذاكرة.
وانخفضت الصادرات الكورية الجنوبية بواقع 10.3% على أساس سنوي في عام 2019 لتسجل 542.4 مليار دولار، وفقاً لبيانات الحكومة. وسط فتور في التجارة العالمية، وهو أكبر هبوط في عشر سنوات وثالث أسوأ انخفاض سنوي في التاريخ الحديث للبلاد.
وكانت وزارة التجارة الكورية، قد توقعت تعافي الصادرات في 2020 لتسجل نمواً بنحو 3% بما يعكس تعافياً لا يزال هشاً في التجارة العالمية بينما لا تزال الاقتصادات الكبرى في مسار تباطؤ بعد سنوات من نمو متواصل.
وأشارت البيانات إلى أن الصادرات من رابع أكبر اقتصاد في آسيا انكمشت بنسبة 5.2% على أساس سنوي في الشهر الأخير من 2019 وهو أبطأ هبوط منذ انخفاض بلغ 2.1% في أبريل (نيسان) 2019 ويعادل تقريباً نصف متوسط معدل الانخفاض الذي شهدته الصادرات في الأشهر الستة السابقة.
وتراجعت الواردات 0.7% على أساس سنوي في ديسمبر مقارنةً مع هبوط بلغ 13.0% في نوفمبر (تشرين الثاني). وأظهرت البيانات زيادة قدرها 3.3% في الصادرات إلى الصين، أكبر سوق لصادرات كوريا الجنوبية، في ديسمبر وهو أول نمو في 14 شهراً. وكوريا الجنوبية هي أكبر مصدّر في العالم للرقائق الإلكترونية والهواتف الذكية والسيارات والسفن.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.