انطلاق الإجراءات الأولية لمحاكمة نتنياهو

حزبا «العمل» و«ميريتس» يقرران خوض الانتخابات القادمة بقائمة موحدة

لافتتان في الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر الماضي لرئيس حزب العمل عمير بيريز وخلفه عيساوي فريج من حزب ميرتس (رويترز)
لافتتان في الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر الماضي لرئيس حزب العمل عمير بيريز وخلفه عيساوي فريج من حزب ميرتس (رويترز)
TT

انطلاق الإجراءات الأولية لمحاكمة نتنياهو

لافتتان في الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر الماضي لرئيس حزب العمل عمير بيريز وخلفه عيساوي فريج من حزب ميرتس (رويترز)
لافتتان في الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر الماضي لرئيس حزب العمل عمير بيريز وخلفه عيساوي فريج من حزب ميرتس (رويترز)

تغلبت المعارضة الإسرائيلية على العقبات التي وضعها في طريقها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وحصلت على قرار إجرائي مهم في اللجنة المنظمة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الاثنين، يقضي برفض محاولات نتنياهو وحزبه التهرب من المحاكمة بتهم الفساد والاختباء وراء الحصانة البرلمانية.
وقررت اللجنة، أمس «تشكيل لجنة برلمانية في الكنيست مهمتها أن تنظر في طلب الحصانة الذي تقدم به بنيامين نتنياهو». وقد شهدت اللجنة نقاشات حادة وتبادل الاتهامات وحتى بعض الشتائم، وغادرها بعض نواب الليكود الحاكم، احتجاجاً علي ذلك. وقال رئيس كتلة الليكود، ميكي زوهر، باسمهم، إن «هذا القرار هو عبارة عن عملية خطف للقانون». ولكنها في النهاية صادقت على إقامة لجنة الكنيست بأكثرية 16 نائبا، مقابل معارضة 5 نواب.
وانطلق بذلك أول الإجراءات الدستورية لمحاكمة نتنياهو. وقد اعتبر الليكود هذا التطور «خطيرا». ودعا نتنياهو رفاقه رؤساء أحزاب كتلة اليمين إلى اجتماع طارئ على ضوء هذه التطورات، ظهر اليوم الثلاثاء، للتباحث في الخطوات القادمة. لكن حزب «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، هنأ اللجنة على قرارها ووعد الجمهور بأن يواصل العمل بإصرار حتى يتم بحث الطلب في الحصانة، مؤكدا أن الأكثرية ترفض إعطاءه الحصانة.
وإذا نفذ غانتس وعده ونجح فعلا في عقد جلسة للجنة، فإن هناك أكثرية واضحة ضد منح الحصانة. وسيتم تحويل الموضوع عندها إلى الهيئة العامة للكنيست. وهناك أيضا أكثرية ضد منح الحصانة. فإذا اتخذ القرار قبيل الانتخابات، فإن الكرة تنتقل إلى ساحة النيابة والقضاء، لتضع جدولا زمنيا لجلسات المحكمة. ويسعى غانتس لأن تعقد أول جلسة قبيل الانتخابات، حتى يرى الجمهور كيف يجلس رئيس الوزراء في قفص الاتهام.
المعروف أن نتنياهو هو الذي كان قد تقدم بطلب الحصانة، ولكنه حاول ورفاقه بكل قوتهم وبمختلف الطرق منع البحث في هذا الطلب وانتظار نتائج الانتخابات القادمة، المزمع إجراؤها في 2 مارس (آذار) القادم. وتوجهوا إلى المحكمة، لهذا الغرض، لكن المحكمة رفضت منع الإجراءات وطلبت سماع كل الأطراف يوم غد الأربعاء من دون أن تعطل إجراءات الكنيست.
ويخطط نتنياهو أن يدير معركة انتخابات قوية تعيده إلى الحكم على رأس حكومة يمين من 61 نائبا من دون حزب أفيغدور ليبرمان. ففي حالة كهذه سيتقدم بطلب حصانة أخرى ويحظى بها ويتمكن من عرقلة محاكمته بتهم الفساد الثلاث التي تنتظره في المحكمة. ولهذا الغرض يسعى لتوحيد قوى اليمين من جميع الأحزاب التي تقف على يمينه، خصوصا بعد أن نجحت قوى اليسار في توحيد صفوفها. ولم يبق سوى يومين (حتى منتصف ليلة الأربعاء - الخميس) لترتيب وتسليم القوائم الانتخابية. ويحاول نتنياهو إقناع قادة الأحزاب بالتنازل عن المصالح الضيقة والتوجه إلى الوحدة، و«إلا فإن اليمين سيخسر الحكم لصالح اليسار».
ولكن أحزاب اليمين المتطرف تواجه مصاعب في التوصل إلى اتفاق يوحدها في قائمة واحدة. وما يخيف نتنياهو، هو ألا تتجاوز إحدى قوائم اليمين نسبة الحسم، البالغة 3.25 في المائة من الأصوات الصحيحة، وبالتالي ضياع أصوات وخسارة مقاعد في الكنيست. وقال وزير المواصلات، بتسلئيل سموتريتش، الذي يرأس حزب «الوحدة القومية» اليميني المتطرف، إنه بعد الوحدة في اليسار، وحتى من دونها، علينا جميعا أن نتحد. واليوم أيضا أنا أواصل السعي إلى هذه الغاية، بأي طريقة ومن أي اتجاه كان. فاليمين لن يغفر لمن يمنع هذه الوحدة ويتسبب بضياع عشرات آلاف الأصوات، كما حصل لنا في انتخابات أبريل (نيسان) الماضي.
من جهة ثانية، أعلن رئيس تحالف «العمل - جيشر»، عمير بيرتس، ورئيس حزب ميرتس، نتسان هوروفيتس، أمس الاثنين، خوض الانتخابات الثالثة للكنيست، في قائمة واحدة تجمعهما. وحسب الاتفاق، فإن بيرتس سيرأس القائمة، فيما ستحل شريكته ورئيسة حزب «جيشر»، أورلي ليفي أبيكاسيس، في المكان الثاني، وهوروفيتس في المكان الثالث. وستكون بطاقة الاقتراع لهذا التحالف بالأحرف «أ م ت» وهي بطاقة حزب العمل التقليدية.
وبهذا، يتوقع اليسار أن يحقق زيادة عن قوته الحالية (6 للعمل و5 لميرتس)، لضمان تحالف قوي وراء غانتس يضمن إسقاط حكم نتنياهو. وهو بحاجة إلى 61 مقعدا لهذا الغرض ويفضل أن تأتيه من أحزاب التكتلات اليسارية أو العربية، من دون ليبرمان. فقد منع ليبرمان تشكيل حكومة كهذه في الانتخابات الأخيرة.
إلا أن هناك مشكلتين سيواجههما هذا التحالف، إذ استبعد الطرفان عضو الكنيست ستاف شبير، رئيسة حزب الخضر، التي كانت ضمن التحالف مع ميرتس، وأبعدا النائب العربي الوحيد في تكتلهما، عيساوي فريج، إلى المرتبة 11 التي لا تعتبر مضمونة. وقد خرج كل من شبير وفريج ضد القائمة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.