مصر تعيد تمركز قواتها الجوية ضمن مناورة شملت الحدود مع ليبيا

الجيش نفّذ 3 تدريبات خلال أسبوعين

TT

مصر تعيد تمركز قواتها الجوية ضمن مناورة شملت الحدود مع ليبيا

لليوم الثاني على التوالي، وللمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين، أعلن الجيش المصري، أمس، عن إجراءات تدريبية ضمن مناورة أطلق عليها اسم «قادر 2020»، التي تضمنت مشاركة مختلف أسلحته، وكان من مسارحها حدود بلاده البرية الغربية مع ليبيا.
وأعلن الناطق باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، أمس، أن «القوات الجوية أعادت تمركز طائراتها من مختلف الطرازات، والقواعد العسكرية، لتقديم الحماية الجوية للعناصر المشاركة في المناورة على مختلف الاتجاهات، وتنفيذ عدد من طلعات الاستطلاع».
وتأتي تلك التحركات في أعقاب تلويح برلماني مصر وليبيا، أول من أمس، بـ«دور عسكري» يتضمن اللجوء لـ«القوات المسلحة المصرية» لصد «التدخل الأجنبي التركي» في طرابلس، وهو ما أعلنت القاهرة، مراراً، رفضها له، وعدّته «تهديداً» لاستقرار المنطقة.
ووفق الجيش المصري، فقد «نفذت المنطقة الغربية العسكرية، (أمس) عدداً من الأنشطة على امتداد الحدود البرية والساحلية، بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وقوات حرس الحدود، حيث تم رفع درجات الاستعداد القتالي للتشكيلات والقواعد العسكرية، مع تنفيذ خطة (الفتح الاستراتيجي) لعناصر المنطقة الغربية على كل المحاور والاتجاهات، وتنفيذ كثير من المشروعات التكتيكية بجنود، بالذخيرة الحية باشتراك عناصر القوات الجوية والدفاع الجوي، وتأمين السواحل البحرية والبرية، بالتعاون مع القوات البحرية وقوات حرس الحدود».
وفي الرابع من الشهر الحالي، أعلن الجيش المصري «تنفيذ عملية برمائية كاملة بإحدى مناطق البحر المتوسط، وذلك من خلال حاملة المروحيات (جمال عبد الناصر)، ومجموعتها القتالية التي شملت فرقاطتين ولنشات صواريخ»، بينما أفاد، أمس، بإجراء «تدريب مشترك لتأمين ساحل البحر المتوسط لصد إبرار (إنزال) بحري معادٍ بالتنسيق مع القوات البحرية والجوية وقوات حرس الحدود والقوات الخاصة».
وبحسب ما أفاد المتحدث العسكري، فإن القوات المشاركة في المناورة نفذت مهامها لـ«تأمين المصالح الاقتصادية في مسرحي عمليات البحرين: الأحمر والمتوسط، وأتمت إعمال النقل الاستراتيجي لقوات الصاعقة في اتجاهات عملها، وعمليات الإبرار والإسقاط لقوات المظلات، وتقديم المعاونة الجوية باستهداف البؤر الإرهابية، بالتعاون مع التشكيلات التعبوية، مع الاستعداد لتنفيذ مهام الإخلاء الطبي والبحث والإنقاذ». كما تضمنت التدريبات لقوات المظلات كذلك «رفع درجات الاستعداد، وإسقاط عناصر قفز حر بواسطة هليكوبتر متمركزة على سطح حاملة المروحيات طراز (ميسترال) وتكليفها بمهمة تأمين رأس الشاطئ».
وأعلن المتحدث العسكري المصري أن قوات حرس الحدود أمنت، أمس، بالتعاون مع القوات الجوية، الحدود والسواحل المصرية، كما نفذت أنشطة تضمنت «إحباط محاولة هجرة غير شرعية عبر ساحل البحر المتوسط».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».