فيرمينو يثبت أنه رجل انتصارات ليفربول خارج ملعبه

المهاجم البرازيلي سجل 9 أهداف هذا الموسم جميعها على ملاعب الخصوم و5 منها كانت حاسمة للفوز

فيرمينو يحتفل بهدفه الذي منح ليفربول الانتصار على توتنهام (أ.ف.ب)
فيرمينو يحتفل بهدفه الذي منح ليفربول الانتصار على توتنهام (أ.ف.ب)
TT

فيرمينو يثبت أنه رجل انتصارات ليفربول خارج ملعبه

فيرمينو يحتفل بهدفه الذي منح ليفربول الانتصار على توتنهام (أ.ف.ب)
فيرمينو يحتفل بهدفه الذي منح ليفربول الانتصار على توتنهام (أ.ف.ب)

كانت هناك لحظة مضحكة في استاد توتنهام هوتسبر بعد المباراة التي حقق فيها ليفربول الفوز على أصحاب الأرض بهدف دون رد، حيث ركض فريق التصوير للتركيز على روبرتو فيرمينو الذي أحرز هدف اللقاء الوحيد، بينما كان النجم البرازيلي قد خلع قميصه وذهب لتحية الجمهور واختفى.
لم يتمكن طاقم التصوير من التقاط الصورة بالشكل الذي يريده، نظراً إلى أن فيرمينو قد اختفى خلف العديد من الأجساد الأخرى، وكان يعانق زميله في الفريق شيردان شاكيري، كأنه يتهرب بكل الحيل الممكنة وبخبرة كبيرة من التقاط تلك الصورة له بمفرده. وفي النهاية، ظهر في خلفية الصورة سيدة ترتدي حذاءً بنياً ورجلاً يرتدي قبعة مزركشة. فهل حصل طاقم التصوير على اللقطة المناسبة؟
في الحقيقة، أعتقد أن هذه الصورة تعبّر تماماً عن شخصية فيرمينو، حيث إن اللاعب البرازيلي دائماً ما يحب الجماعة والتعاون واللعب الجماعي ويبتعد كل البعد عن الفردية، ولذا يعد هو القلب النابض لفريق ليفربول في الوقت الحالي.
وبينما كان فيرمينو يغادر الملعب، احتضنه شخص آخر يرتدي معطفاً أسود اللون، وكان هذا الشخص هو المدير الفني لتوتنهام هوتسبر جوزيه مورينيو، الذي يدرك جيداً قيمة اللاعب البرازيلي الذي كان سبباً في فوز فريقه والحصول على ثلاث نقاط ثمينة في صراع الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يسعى ليفربول للفوز به للمرة الأولى منذ 30 عاماً.
وتجب الإشارة إلى نقطتين فيما يتعلق بالمباراة، الأولى هي أن توتنهام هوتسبر لعب الشوط الأول بتحفظ كبير بسبب الرهبة من سمعة واسم ليفربول والنتائج الرائعة التي حققها في الآونة الأخيرة، لذا ظهر منكمشاً ومعتمداً على المرتدات فقط.
لقد بدأ مورينيو المباراة بتشكيلة تضم خمسة مدافعين، وجعل المشاهد يشعر بأنه يلعب بمدافعين في مركز الظهير الأيمن، الأول هو الإيفواري سيرج أورييه، الذي كان المدرب البرتغالي يمنحه الحرية في بعض الأوقات للتقدم للأمام، والثاني هو اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً والذي يشارك لأول مرة مع السبيرز، جافيت تانغانغا، وفي الجانب الآخر طلب مورينيو من الظهير الأيسر عدم التقدم على الإطلاق.
وأمام ذلك وجد ليفربول الفرصة للضغط وظهر بشكل رائع للغاية في الشوط الأول للدرجة التي حرمت لاعبي توتنهام من التقدم للأمام وتشكيل أي خطورة على حارس مرماه أليسون بيكر.
وبعد مرور دقيقتين فقط كان ليفربول على وشك إحراز هدف التقدم، لولا براعة المدافع الشاب تانغانغا وإخراجه الكرة من على خط التماس، وكانت هذه الفرصة المحققة للنجم البرازيلي روبرتو فيرمينو، الذي سدد الكرة بذكاء لدرجة أن لاعب خط وسط توتنهام هوتسبر، كريستيان إريكسن، كان يبدو مذهولاً من روعة هذه اللعبة. وهذا هو الشيء الثاني الذي أود أن أشير إليه، وهو روعة وبراعة فيرمينو وأداؤه القوي في المباريات التي يلعبها ليفربول خارج ملعبه، حيث كان يقاتل كالمحاربين داخل الملعب وقاد الفريق للحصول على ثلاث نقاط ثمينة من توتنهام.
وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 37 من عمر اللقاء، تتويجاً للهجوم الشرس الذي شنه لاعبو ليفربول على مرمى سبيرز، والذي جعل مدافعي توتنهام عاجزين تماماً عن التقدم للأمام.
وأعاد جوردان هندرسون الكرة بقوة إلى الأمام لتصل إلى محمد صلاح، الذي مرر الكرة إلى فيرمينو، الذي راوغ المدافع بمهارة فائقة ومهّد الكرة أمام قدمه اليسرى قبل أن يسددها بقوة في الشباك.
ودائماً ما يثبت فيرمينو أنه لاعب حاسم في المواجهات الصعبة واللقاءات التي يلعبها فريقه خارج ملعبه. وكان هذا هو هدفه التاسع هذا الموسم، والغريب أنه أحرز هذه الأهداف التسعة خارج ملعب آنفيلد. وكان خمسة من بين هذه الأهداف التسعة هي أهداف الفوز، وهو ما يظهر مستوى هذا اللاعب الكبير في المباريات الحاسمة والصعبة.
وعلاوة على ذلك، لا يكتفي فيرمينو بالقيام بواجباته الهجومية، لكنه يقوم بواجباته الدفاعية على النحو الأمثل، ودائماً ما يعود إلى خط الوسط وخط الدفاع لمساعد فريقه في استعادة الكرة ونقل اللعب من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، وهناك لقطة توضح هذا الأمر تماماً، والتي كانت بالتحديد في الدقيقة 72 من عمر اللقاء، عندما انطلق الظهير الأيسر للريدز، أندي روبرتسون، وأرسل كرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء بحثاً عن رأس فيرمينو، لكن اللاعب البرازيلي كان على بُعد 30 ياردة كاملة في الخلف لأنه كان يؤدي الدور الدفاعي كما ينبغي.
وكانت بعض التقارير تشير خلال الصيف الماضي إلى أن ليفربول ربما يشتري نجماً جديداً في خط الهجوم، من أجل زيادة الفعالية الهجومية للفريق. لكن ابتعاد فيرمينو عن الأضواء يخفي حقيقة أنه الجزء الأفضل والمثالي في التشكيلة الحالية لليفربول، حيث يتميز بالقدرة على تمرير الكرة بكل دقة والاستحواذ عليها بشكل رائع والتحرك الواعي في عمق الملعب والتحكم في الكرة بكلتا قدميه، وهو ما يعني أن هذا اللاعب قد أضاف إلى الخط الأمامي نفس القوة التي أضافها المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك لخط الدفاع.
لكن ما المركز الذي يلعب به فيرمينو؟ لقد تم وصفه بأنه «مهاجم وهمي»، لكن هذا الوصف لا يعطيه حقه في حقيقة الأمر، لأننا نراه يلعب كمهاجم صريح وكصانع ألعاب وكمحور ارتكاز وكجناح؛ وهو ما يعني أنه مهاجم فذّ من طراز رفيع بالشكل الذي تطلبه كرة القدم الحديثة.
وقد تحسن أداء توتنهام هوتسبر بشكل ملحوظ في شوط المباراة الثاني، وكان بإمكانه بسهولة أن يدرك التعادل. وكان من الجيد أن نشاهد مورينيو وهو يقفز بجوار خط التماس ويطلب من لاعبيه التقدم للأمام ومتحمساً للغاية بالهجمات التي يشنها لاعبوه على مرمى الريدز. لكن ذلك لم يكن كافياً، حيث تمكن لاعبو ليفربول من قيادة المباراة إلى بر الأمان والخروج بفوز ثمين بهدف من توقيع فيرمينو، الذي أثبت مجدداً أنه رجل المواقف الصعبة.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.