«ليلة القبض على سليماني»... شبكة مخبرين وقاعدة العديد

تفاصيل جديدة عن العملية التي قتلت قائد الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني

قاسم سليماني في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» الإيراني مع المرشد علي خامنئي عام 2016 (أ.ب)
قاسم سليماني في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» الإيراني مع المرشد علي خامنئي عام 2016 (أ.ب)
TT

«ليلة القبض على سليماني»... شبكة مخبرين وقاعدة العديد

قاسم سليماني في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» الإيراني مع المرشد علي خامنئي عام 2016 (أ.ب)
قاسم سليماني في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» الإيراني مع المرشد علي خامنئي عام 2016 (أ.ب)

بعد مضي أسبوع على مقتله، يتواصل كشف المزيد من التفاصيل عن عملية القضاء على قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، وكان آخرها الكشف عن وجود غرفة عمليات لإدارة الغارة الجوية في قطر.
ورغم مقتل سليماني قرب مطار بغداد في غارة جوية أميركية يوم 3 يناير (كانون الثاني) 2019، فإن العملية قد انطلقت استخباريّاً من مطار دمشق، حيث كان هناك مخبرون تابعون لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) أبلغوا قياداتهم بتوجه سليماني إلى بغداد، بحسب تقارير لشبكة «إن بي سي نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» ومحطة «فوكس نيوز».
وبمجرد هبوط طائرة تابعة لـ«أجنحة الشام» من طراز «إيرباص - إيه 320» في مطار بغداد، أكد المخبرون في مطار بغداد المعلومات التي تلقوها من دمشق. بعدها، انطلقت ثلاث طائرات أميركية من دون طيار إلى وجهتها نحو المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة. وكانت كل طائرة مسلحة بأربعة صواريخ من طراز «هيل فاير»، بحسب «إن بي سي».
وبينما كانت تتحضر الطائرات لتنفيذ الغارة، كان المسؤولون الأميركيون يشاهدون عبر شاشات كبيرة، صعود أبو مهدي المهندس، نائب رئيس قوات الحشد الشعبي لتحية سليماني الذي كان يترجل من طائرته، وذلك في تمام الساعة الواحدة من منتصف الليل، حيث كانت ألوان الشاشة تعمل بالأبيض والأسود، ولا تظهر تفاصيل الوجوه بسبب استخدام الأشعة فوق الحمراء.
على الناحية الأخرى، كانت مديرة «وكالة الاستخبارات المركزية»، جينا هاسبل، تتابع العملية من مقرها بمدينة لانغلي بولاية فيرجينيا الأميركية، في حين كان يتابع وزير الدفاع مارك إسبر من مكان آخر. كما كان هناك عرض للعملية في البيت الأبيض دون وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كان في فلوريدا آنذاك.
وأظهرت الشاشات مسؤولين كبيرين يدخلان سيارة «سيدان» بدأت في السير، في حين صعد الباقون في حافلة صغيرة أسرعت للحاق بها. بدأت الطائرات من دون طيار تتبع المركبات بعد انطلاقها نحو مخرج المطار، فيما سعى خبراء الإشارة إلى تأكيد هوية من بداخلها. وفي ذلك الوقت تقدمت الحافلة الصغيرة أمام السيارة التي كانت تقل سليماني وسط حركة مرور خفيفة. ومع تأكيدات المصادر على الأرض، تمكّن المشرفون على العملية من مقر القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في العاصمة القطرية الدوحة، من التخلص من أي شكوك حول هوية مَن كانوا في السيارات. وعقب التأكد النهائي تم إعطاء الأمر بإطلاق أربعة صواريخ على السيارات، في عملية لم ينجُ منها أحد.
وأوضح مسؤولون أن الطائرات من دون طيار لم تكن صامتة، لكن في بيئة مثل بغداد يصعب تمييز صوتها، ولم يكن ركاب السيارة على دراية بأنهم مستهدفون. من جهتها، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير تحت عنوان «سبعة أيام من يناير: كيف دفع ترمب العلاقة مع إيران إلى حافة الحرب»، تطورت الأحداث بين الولايات المتحدة وإيران، في الأيام وحتى الشهور التي سبقت مقتل سليماني. ويروي التحقيق الساعات الأخيرة التي سبقت استهداف سليماني بعد خروجه من مطار بغداد قادماً من دمشق، وكيف كان من الممكن تأجيل العملية لو لم يصعد سليماني في طائرة «أجنحة الشام».
وفي تحقيق خاص لشبكة «فوكس نيوز»، فإن فريقاً أمنياً وعسكرياً أميركياً كان على أرض المطار ولحق بموكب سليماني بعد خروجه منه، وبقي على مسافة تقل عن كيلومتر واحد وراءه، وصل في أقل من دقيقة أو دقيقتين بعد تنفيذ الضربة، حيث التقط صوراً خاصة عرضتها الشبكة، حيث تأكد من هوية سليماني ومن أشيائه الخاصة، بينها مسدسه الخاص وهاتفه والخاتم في إصبعه.
وأوضح تقرير «نيويورك تايمز» أن عملية قتل سليماني دفعت الولايات المتحدة إلى حافة الحرب مع إيران، ووضعت العالم تحت الإنذار. لكنها تؤكد أن التخطيط بشكل سرّي للعملية بدأ قبل أشهر، ما جعل الأيام التي تلت قرار ترمب الجريء بقتل سليماني، الفصل الأكثر خطورة في عهده.
ويؤكد التقرير أن ترمب حافظ في الوقت نفسه على قناة خلفية عبر حلفاء واشنطن لإبقاء الأزمة تحت السيطرة، عبر وسطاء كثيرين، على رأسهم سويسرا التي لعبت دوراً رئيسياً في تبادل الرسائل بين الطرفين. وتضيف أنه مقابل التوتر الذي عاشه العالم وغضب الحلفاء الغربيين بسبب عدم تبليغهم بما تخطط له، أمرت إدارة ترمب بإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة، وكانت تستعد لتنفيذ خطط لضرب سفينة قيادة وسيطرة إيرانية تلعب دوراً كبيراً في قيادة هجمات الزوارق الإيرانية السريعة، والقيام بهجوم إلكتروني لتعطيل قطاع النفط والغاز الإيراني جزئياً، إذا ما ردت إيران بشكل «غير مدروس».
وجاء الرد محدوداً، عبر إطلاق 16 صاروخاً أحدثت أضراراً بسيطة، لكن الأهم أنها لم تؤدّ إلى إصابات بشرية. ويقول التقرير إن المواجهة كان من الممكن أن تحصل في أي وقت، خصوصاً أن الصراع بين واشنطن وطهران بدأ بعيد اجتياح العراق عام 2003، ومحاولة إيران الاستئثار بالسلطة والتأثير. فالهجمات التي نُفّذت ضد القوات الأميركية على يد ميليشيات تدعمها طهران في الأشهر الأخيرة، كان من الممكن أن تبقى من دون رد، لأنها كانت تثير التوتر أكثر من الأضرار، لو لم يقتل وليد حميد المتعاقد الأميركي من أصل عراقي، وجرح آخرين.
لكن ذلك لم يكن مهمّاً لترمب وفريقه؛ فموت المتعاقد وضع الرئيس الذي أوقف ضربة انتقامية قبل 10 دقائق من تنفيذها في يونيو (حزيران) الماضي، ليتجنب الاستفزازات الإيرانية، في موقف صعب. في ذلك الوقت أبلغه مستشاروه بأن إيران ربما تفسر تردده ضعفاً، ولإعادة إرساء الردع، يجب أن يأذن برد صارم.
ومن منتجعه في مار لاغو بفلوريدا، وافق ترمب على ضرب خمسة مواقع في العراق وسوريا بعد يومين، مما أسفر عن مقتل 25 عضواً على الأقل من كتائب «حزب الله»، وجرح 50 آخرين. ورصدت الاستخبارات الأميركية مكالمات واتصالات لكتائب «حزب الله»، سبقت ولحقت الهجوم على القاعدة «ك 1». وبعدما نفذت الطائرات الأميركية هجماتها على مواقع وقواعد تلك الميليشيات، رصدت أجهزة الاستخبارات اتصالات إضافية كانت تشير إلى أن التصعيد سيستهدف السفارة في بغداد. وهو ما جرى في 31 من ديسمبر (كانون الأول)، حيث توجه أعضاء تلك الميليشيا إلى السفارة في محاولة لاقتحامها، ما ذكّر بعملية الاستيلاء على السفارة في إيران عام 1979، أو هجوم 2012 على القنصلية في بنغازي.
على مدار الثمانية عشر شهراً الماضية كانت هناك مناقشات حول ما إذا كان سيتم استهداف سليماني. وبسبب صعوبة تنفيذ ذلك في إيران، فكر المسؤولون في ملاحقته خلال إحدى زياراته المتكررة إلى سوريا أو العراق، وركزوا على زرع عملاء في سبعة كيانات مختلفة للإبلاغ عن تحركاته: الجيش السوري و«قوة القدس» في دمشق و«حزب الله» في دمشق ومطاري دمشق وبغداد وقوات «حزب الله» وقوات التعبئة الشعبية في العراق.
ومع تصاعد التوتر مع إيران في شهر مايو (أيار) الماضي، طلب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، من الوكالات العسكرية والاستخباراتية، وضع خيارات جديدة لردع إيران. وكان من بينها قتل سليماني وغيره من قادة «الحرس الثوري»، حيث تزايد العمل بعدها لتعقب رحلاته، وفقاً للصحيفة الأميركية.
وبحلول سبتمبر (أيلول)، تم انضمام القيادة المركزية للولايات المتحدة والقيادة المشتركة للعمليات الخاصة إلى التخطيط لعملية محتملة ضد سليماني، حيث نوقشت أمكنة مختلفة بعضها في سوريا وبعضها في العراق. لكن سوريا كانت أكثر تعقيداً بسبب عدم تمتع الجيش الأميركي بحرية تحرك، ولأن سليماني يقضي معظم وقته مع ضباط «حزب الله»، ولم يرغب المسؤولون في زجهم بهذه العملية والمجازفة بتصعيد جديد مع إسرائيل.
وينقل تقرير الصحيفة عن مسؤول قوله إن المخبرين الذين تم تجنيدهم في سوريا والعراق بالإبلاغ عن تحركات سليماني، كانوا يؤكدون كيفية استخدامه عدداً من شركات الطيران وشراء أكثر من بطاقة على رحلات متعددة للتمويه، وصعوده في اللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة، وجلوسه في الصف الأمامي ليتمكن من الخروج سريعاً. انطلق سليماني في رحلته الأخيرة ليلة رأس السنة الميلادية، متوجهاً إلى دمشق، ثم توجه بالسيارة إلى لبنان للقاء حسن نصر الله زعيم «حزب الله»، قبل العودة إلى دمشق في ذلك المساء. وقال نصر الله، في خطاب لاحق: «حذرت الجنرال سليماني من أن وسائل الإعلام الأميركية تركز عليه وتنشر صوره»، وأضاف: «لقد كان هذا إعداداً إعلامياً وسياسياً لاغتياله».
لكن كما يتذكر، ضحك سليماني وقال إنه «في الواقع كان يأمل أن يموت شهيداً»، وطلب من نصر الله «أن يصلي لذلك». في الجهة الأخرى كانت مديرة «سي آي إيه» تستعرض معلومات استخبارية تشير إلى أن سليماني كان يستعد للعودة من سوريا إلى العراق. وبحسب معلومات إضافية، كان هناك تأكيدات أن سليماني يعمل على شن هجوم واسع النطاق يهدف إلى طرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط. وتضيف «نيويورك تايمز» أن كل المعلومات كانت تشير إلى خطط مقلقة، وليس إلى تهديدات وشيكة، رغم تأكيدات مايك بومبيو، يحضّر لها سليماني في لبنان واليمن والعراق لمهاجمة السفارات والقواعد الأميركية.
بومبيو أكد لاحقاً أن مثل هذا الهجوم قد يقتل المئات، إلا أن مسؤولين آخرين قالوا إنهم ليس لديهم معلومات استخباراتية محددة تشير إلى ذلك.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.