{ناسا} تحيي ذكرى ملكة مصرية بصورة لمجرة خرزية

تظهر في نصف الكرة الشمالي على بعد 45 مليون سنة ضوئية

المجرة «NGC 4455» (ناسا)
المجرة «NGC 4455» (ناسا)
TT

{ناسا} تحيي ذكرى ملكة مصرية بصورة لمجرة خرزية

المجرة «NGC 4455» (ناسا)
المجرة «NGC 4455» (ناسا)

بينما يستخدم الخرز الملون اللامع في زخرفة وتطريز الملابس، فهناك مشهد مشابه على بعد 45 مليون سنة ضوئية، يتجسد في مجرة حلزونية تبدو مثل حبات من الخرز الملون التي تزين كوكبة تقع في نصف الكرة الشمالي، تسمى «Berenice›s Hair» أي «شعر برنيكي»، تكريماً للملكة المصرية» برنيكي الثانية (266 - 267 قبل الميلاد). والتقطت صورة لهذه المجرة التي تسمى «NGC 4455» بواسطة كاميرا متقدمة في تلسكوب هابل الفضائي، التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، التي وضعت الصورة على موقعها في مطلع الشهر الجاري، تذكيراً بالكوكبة التي تقع داخلها هذه المجرة.
وقالت الوكالة الأميركية في تعليق مصاحب للصورة، إنّ هذه الكوكبة هي الوحيدة التي سميت باسم شخص حقيقي من التاريخ تكريماً له، وهي الملكة «برنيكي الثانية»، زوجة الملك بطليموس الثالث، والمولودة في مصر سنة 280 قبل الميلاد، والتي حكمت مصر، نيابة عن زوجها، إبان الحرب السورية التي قادها ضد الملك أنتيوخوس الثالث.
ويبدو أنّ هناك علاقة بين شكل المجرة التي تبدو مثل حبات الخرز التي تزين الكوكبة، والقصة الأسطورية التي ارتبطت بالملكة «برنيكي» الثانية، التي اشتهرت بجمال الشعر، غير أنّ ذلك لم يمنعها وفق الأسطورة من التضحية بخصلة شعرها وتقديمها قربانا للإلهة «أفروديت» أملاً في عودة زوجها من حملته بسلام.
وتقول الأسطورة التي نقلها الموقع الإلكتروني لـ«ناسا»، إنّ الخصلة اختفت من المعبد وفُسّر ذلك بأنّها صعدت إلى السماء لتصبح نجماً يحمل اسم الملكة.
ويقول د.محمد غريب، أستاذ التاريخ اليوناني والروماني في جامعة الزقازيق لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ عالم الفلك والرياضيات اليوناني كونون ساموس هو من وثّق هذه الأسطورة بتسمية الكوكبة السماوية باسم (شعر برنيكي)، ثم احتفى شاعر البلاط الملكي (كاليماخوس) بهذه التسمية في قصيدة شعرية، كانت موضعاً لسخرية الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب (1688 - 1744) الذي اشتهر بقصائده الهجائية، والذي كتب قصيدة يسخر فيها من هذه الأسطورة.
ورغم أنّ العرب أطلقوا على هذه الكوكبة اسم «الهلبة»، فإنّ الاسم العلمي الذي ارتبط بها هو «شعر برنيكي»، نسبة إلى تسمية (كونون ساموس)، كما يؤكد د.غريب.
وتعد المجرة التي تبدو مثل حبات الخرز الملون من أبرز علامات هذه الكوكبة الشمالية، وقد اكتشفها في أبريل (نيسان) عام 1785 الفلكي البريطاني ويليام هيرشل، وضمها الفلكي البريطاني «جون لويس إميل دراير» عام 1888 إلى الفهرس العام للسدم والعناقيد النجمية، الذي يحتوي على سبعة آلاف و840 جرما سماويا في نصف الكرة الشمالي وُصفت بدقة كبيرة، وتعرف بأجرام NGC.


مقالات ذات صلة

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.