هل ينقذ الشعر العالم؟

هل ينقذ الشعر العالم؟
TT
20

هل ينقذ الشعر العالم؟

هل ينقذ الشعر العالم؟

كان دوستويفسكي لا يكف، مباشرة أو تضميناً في أغلب أعماله الكبرى كالإخوة كرامازوف أو الأبله أو الجريمة والعقاب، عن طرح السؤال الذي لم تجد البشرية له جواباً لحد الآن: هل ينقذ الجمال العالم؟ لكن دوستويفسكي كان يطرح هذا السؤال الممض على نفسه أولاً، وكان مصدر عذابه الأليم، كالأسئلة الوجودية الكبرى التي قادته إلى أن يصرخ يوماً في وجه العالم بأن مشروعه القادم هو الجنون. السؤال لا يزال مطروحاً أمام البشرية، وربما أكثر إلحاحاً مما مضى في زمن الرأسمالية المتوحشة، التي شكلت «مجتمعات تقيس الناس بالأرقام والموازين، وتحدد العلاقات الإنسانية فيها بدرجة نفعها».
في روايته «هيا نشتر شاعراً»، يبدو البرتغالي أفونسو كروش واثقاً بأن الجمال، وتجسيده الأعلى الشعر، سينقذ العالم، أو على الأقل يخفف قبحه. لكنه يدرك، في الوقت نفسه، أن لا مكان للشعراء في مجتمعات كهذه، وأن زمن الشعر قد انتهى بالنسبة لها، وأنه آن الأوان لكي نشيع القصيدة إلى مثواها الأخير. بل إن هذه المجتمعات حولت الشعراء إلى بضاعة يمكن شراؤها من الأسواق.
عبر فانتازيا ليس مقنعة فنياً كثيراً، لكنها عميقة الدلالات، تطلب طفلة مراهقة من عائلتها أن تشتري لها شاعراً من السوق، كما تشتري عائلات أخرى قططاً وكلاباً. وسيكون له مكان تحت السلم، لا يشكل أكثر من مترين ونصف متر مربع. الشعراء لا يحتاجون أكبر من هذه المساحة في هذا العالم الفسيح. لا يحتاجون سوى طاولة صغيرة وأوراق وكتب. إذن، لماذا يطردهم العالم؟ البيت - العالم مهووس بالأرقام، حتى الدمع يقاس بالأرقام: تقول الطفلة المراهقة: «دمعت عيناي بمقدار مليلترين»، والابن يعشق «بنسبة سبعين في المائة»، والأب، الذي يستهلك كيلو غرامين أو ثلاثة من الضغط على الطاولة، بعد خسارة مصنعه، وبدء سياسة الشد على البطون، والأكل على المائدة «مائة غرام من عجين الكبد، و15 قطعة متنوعة بنحو 30 غراماً لكل قطعة، وشوربة قرنبيط، نحو مائتي مليلتر في كل صحن...».
من هذه النقطة، ينقل لنا كروش رسالته. من ركن الشاعر الصغير، المنزوي تحت، ستصل الكلمات إلى سكان البيت، إلى الأب المثقل الرأس بالربح والخسارة، وإلى الأم التي بدأت تتمرد على سجنها بين جدران المطبخ، وعلى الأخ «البليد» الذي دخل أخيراً قلب محبوبته بفضل قصائد الشاعر، التي نسبها لنفسه.
بدأت اللغة تمارس سحرها. ستفتح نافذة في الجدران. ستصل إلى المدرسة من خلال تلك الطفلة المراهقة، التي بدأت تبني عالمها المختلف. لم يكن على أهل البيت سوى أن يرهفوا الحواس، ويفتحوا عيونهم على سعتها ليجدوا الشعر الذي سيغيرهم، إذ «يمكننا أن نجد قصيدة في أي شيء بل يمكن أن نجدها منشورة على الأرض، أو مستلقية على زجاج النافذة. القصائد في كل مكان، وفي أغلب الأحيان تفضل الاختفاء في الأماكن الأكثر بساطة».
الشعر هنا هو نافذة على البحر، وعلى الحديقة، ولمسة يد حنونة، ونظرة ثاقبة للأشياء تخترق سطوحها الباردة إلى العمق، فنحن «حين ندرك شاعرية الحجر فإننا نحرره من تحجره». ننقذ كل شيء بالشعر. ننقذ كل شيء بالجمال كما تمنى دوستويفسكي.



«وسام المؤسس» لرجُلَي أعمال سعوديين لتطويرهما تقاطعاً في الرياض

رجلا الأعمال عبد الله الفوزان ومحمد الشايع لدى تسلّمهما «وسام الملك عبد العزيز» من الدرجة الرابعة (واس)
رجلا الأعمال عبد الله الفوزان ومحمد الشايع لدى تسلّمهما «وسام الملك عبد العزيز» من الدرجة الرابعة (واس)
TT
20

«وسام المؤسس» لرجُلَي أعمال سعوديين لتطويرهما تقاطعاً في الرياض

رجلا الأعمال عبد الله الفوزان ومحمد الشايع لدى تسلّمهما «وسام الملك عبد العزيز» من الدرجة الرابعة (واس)
رجلا الأعمال عبد الله الفوزان ومحمد الشايع لدى تسلّمهما «وسام الملك عبد العزيز» من الدرجة الرابعة (واس)

إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سلَّم المهندس إبراهيم السلطان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، رجلي الأعمال عبد الله الفوزان ومحمد الشايع، «وسام الملك عبد العزيز» من الدرجة الرابعة.

جاء ذلك تقديراً لمبادرة شركتهما في تطوير تقاطع طريقيْ الملك سلمان مع الملك فهد (شمال الرياض)، الذي يقع عليه مشروع «الأفنيوز» المملوك لها، وذلك بتكلفة تبلغ 646 مليون ريال (172 مليون دولار).

وثمَّن السلطان اهتمام القيادة بتكريم أصحاب المبادرات والإسهامات الرائدة في القطاع الخاص، التي تسهم في دعم حركة التنمية، مشيداً بالدور الكبير للقطاع الذي يعدّ شريكاً رئيسياً في مسيرة تطوير العاصمة الرياض.

ولفت إلى أن مثل هذه المشروعات والمبادرات النوعية تسهم في رفع جودة الحياة، وترتقي بمستوى الخدمات المقدمة لسكان الرياض، بما يحقق مستهدفات «رؤية السعودية 2030».