حشود غاضبة في طهران تندد بـ«الحرس الثوري» بسبب إسقاط طائرة الركاب

إيران تعهدت لأوكرانيا بمحاسبة المسؤولين > استياء في وسائل الإعلام بعد بيان رسمي عن خلل فني

لافتة تطالب مسؤولين بالاستقالة وسط مظاهرة منددة بإسقاط طائرة الركاب وسياسات النظام وسط طهران مساء أمس (أ.ب)
لافتة تطالب مسؤولين بالاستقالة وسط مظاهرة منددة بإسقاط طائرة الركاب وسياسات النظام وسط طهران مساء أمس (أ.ب)
TT

حشود غاضبة في طهران تندد بـ«الحرس الثوري» بسبب إسقاط طائرة الركاب

لافتة تطالب مسؤولين بالاستقالة وسط مظاهرة منددة بإسقاط طائرة الركاب وسياسات النظام وسط طهران مساء أمس (أ.ب)
لافتة تطالب مسؤولين بالاستقالة وسط مظاهرة منددة بإسقاط طائرة الركاب وسياسات النظام وسط طهران مساء أمس (أ.ب)

بعد ساعات قليلة من إعلان الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، نزلت حشود من الإيرانيين إلى شوارع العاصمة طهران للتنديد بقوات «الحرس الثوري» وأحرقوا صور قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني، بعد أسبوع على مقتله في العراق.
وأصدر كبار المسؤولين الإيرانيين بيانات تطالب بمحاسبة المسؤولين، بعد نفي رسمي على مدى 72 ساعة على إسقاط الطائرة.
وأقر مسؤول الوحدة الصاروخية والدفاعات الجوية في «الحرس الثوري» أمير حاجي زاده أمس، بأن قواته أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية فجر الأربعاء، بينما كان يقود عملية إطلاق الصواريخ على قاعدتين للقوات الأميركية على الأراضي العراقية.
وظلت إيران أياماً تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة. وقبل «الحرس الثوري»، صدر الاعتراف الأول عن القوات المسلحة الإيرانية التي تحدثت عن «خطأ بشري» تسبب في كارثة الطائرة. وقالت في بيان نشرته وكالة «إيرنا» الرسمية، إن الطائرة بدت «هدفاً معادياً (...) وأصيبت بطريقة غير مقصودة». وأضاف: «في وضع أزمة ويتسم بالحساسية، أقلعت الرحلة الأوكرانية رقم 752 من مطار الخميني (في طهران)، الطائرة وعند الانعطاف دخلت بطريقة خاطئة في دائرة هدف معادٍ بعد أن اقتربت من مركز عسكري حساس تابع للحرس الثوري»، بينما كان «الجيش في تلك اللحظات في أعلى مستويات التأهب».
وتعارض بيان الأركان المسلحة مع بيان سابق لمنظمة الطيران الإيرانية بشأن عدم خروج الطائرة من مسار الطيران.
وقُتل 176 شخصاً معظمهم إيرانيون وكنديون وبينهم أيضاً أوكرانيون وسويديون وبريطانيون وأفغان كانوا على متن طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية.
وانتشر تسجيل فيديو من 20 ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسماً يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع، ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوانٍ، سمع دوي انفجار.
وقال حاجي زاده في مؤتمر صحافي إن الأركان المسلحة الإيرانية قبلت وقوع «خطأ إنساني» في تحطم الطائرة الأوكرانية بعد لحظات على إقلاعها من مطار الخميني الدولي في جنوب غربي طهران، قبل أن يعلن مسؤولية قواته في إسقاط الطائرة.
وأوضح حاجي زاده أنه تمنى «الموت» بعد تأكده من إسقاط الطائرة، مشيراً في الوقت نفسه إلى استمرار التحقيق من الأجهزة العليا والقضاء الإيراني.
وحاول حاجي زاده تخفيف الإحراج عن منظمة الطيران الإيرانية والأجهزة المسؤولة عن سلامة الطيران، بعدما أصرت تلك الجهات على نفي التقارير بشأن إصابتها بصواريخ من منظومة الدفاع الجوي الإيراني، رغم الأدلة التي تم تداولها منذ الأربعاء. ولكن المسؤول العسكري قال إن إعلان النتائج يأتي بعد تشكيل لجنة تحقيق لفترة 48 ساعة.
وبحسب رواية حاجي زاده، فإن الطائرة كانت على بعد 19 كيلومتراً على منظومة الصواريخ. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن حاجي زادة قوله إن الحرس ظن أن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها في إيران صاروخ كروز، مشيراً إلى إسقاط الطائرة بصاروخ قصير المدى. وقال إن الوحدة المسؤولة عن إطلاق الصاروخ كان أمامها 10 ثوانٍ بعدما اعتقدت أنه صاروخ كروز.
ونبه حاجي زاده إلى أن قوات طلبت أن تكون «السماء الإيرانية خالية من الطيران»، مشيراً إلى أن تلك الوحدة استقرت في الموقع قبل 24 ساعة على إطلاق الصاروخ. وأضاف: «كان يمكن أن تقرر الوحدة إطلاق (الصاروخ) أو عدم الإطلاق، (لكنها) اتخذت القرار الخاطئ».
وأوضح في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي أنه «كان صاروخاً قصير المدى انفجر قرب الطائرة. لذلك تمكنت الطائرة» من مواصلة التحليق لمدة قصيرة، موضحاً أنها «انفجرت عندما اصطدمت بالأرض». وقال: «أتحمّل المسؤولية كاملة (عن هذه الكارثة) وسأقبل أي قرار يتمّ اتخاذه بهذا الشأن»، مضيفاً: «تمنيت الموت، ليتني متّ ولم أسمع بمثل هذا النبأ»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفشلت تعازي المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة، بحسب «رويترز».
ووجه المرشد الإيراني علي خامنئي أمس، باتخاذ الإجراءات اللازمة إثر ثبوت «الخطأ البشري» للحرس الثوري. ونقلت وكالات إيرانية أنه «بعد سقوط طائرة الركاب الأوكرانية، بدأ المسؤولون على الفور التحقيقات اللازمة لمعرفة أسباب الحادث، وبعد أن ثبت لكبار القادة العسكريين حدوث خطأ بشري بعد أقل من 48 ساعة من الحادث، تم إطلاع المرشد ورئيس الجمهورية بالأمر».
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن بلاده تشعر بأسف «عميق» لإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، معتبراً ذلك «مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر». وأشار إلى أن «التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية وموت 176 شخصاً بريئاً»، موضحاً أن «التحقيقات مستمرة لتحديد» المسؤولين «وإحالتهم إلى القضاء».
ووعد الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأوكراني بإحالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بواسطة صاروخ «إلى القضاء». ونقلت الرئاسة الأوكرانية عن روحاني قوله خلال اتصال هاتفي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن «جميع الضالعين في الكارثة الجوية ستتم إحالتهم إلى القضاء».
قبل ذلك، قدّم وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف السبت «اعتذارات» بلاده عن الكارثة طائرة البوينغ الأوكرانيّة من دون أن يعفي واشنطن من المسؤولية. وكتب ظريف في تغريدة على «تويتر»: «يوم حزين». وأضاف أن «خطأ بشريّاً في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأميركية أدى إلى الكارثة».
ويلمح ظريف بذلك إلى التوتر الذي تلا مقتل سليماني في ضربة أميركية في بغداد، بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل إطلاق صواريخ على قاعدتين تضمان جنوداً أميركيين في العراق.
وأعلن البرلمان الإيراني عن عقد اجتماع مغلق اليوم بحضور قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي لمناقشة سقوط الطائرة الأوكرانية.
وأظهرت تسجيلات متعددة تداولها ناشطون، تجمهر عدد كبير من طلاب جامعات طهران، في محيط جامعة أمير كبير وسط العاصمة الإيرانية، ضد ما عدّوه التستر على تفاصيل إسقاط الطائرة. وردد المتظاهرون شعارات تندد بدعم المرشد الإيراني لما وصفوه بـ«جرائم الحرس الثوري». وقالت «رويترز» إن مجموعة من المحتجين الإيرانيين طالبت خامنئي بالتنحي. وأظهرت لقطات مصورة على «تويتر» مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران وهم يهتفون «ارحل ارحل أيها المرشد (خامنئي)». وردد أيضاً «الحرس الثوري عار لنا». ووصفوا جنرالات «الحرس الثوري» بـ«الكذابين».
ومن ضمن الهتافات ردد طلاب «الموت للكذاب» و«الموت للولاية على سنين من جرائم الموت» و«لم نقدم قتلى (في الاحتجاجات) لكي نمتدح القائد القاتل». كما طالبت هتافات أخرى باستفتاء عام على غرار استفتاء 1979 بعد الثورة والذي أقر نظام ولاية الفقيه نظاماً رسمياً للبلاد.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين على «الحرس الثوري».
وكانت طهران نفت حتى الآن بشكل قاطع فرضية رجحتها دول عدة خصوصاً كندا، بأن الطائرة أصيبت بصاروخ.
وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد، وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية.
وانتشر تسجيل فيديو من 20 ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسماً يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوانٍ، سمع دوي انفجار.
وأكدت وكالة «إيسنا» الحكومية نزول الإيرانيين الغاضبين إلى الشارع ووصفتهم بـ«الطلاب المتضامنين مع أسر الضحايا». كما نقلت الوكالة مجموعة من الصور للإيرانيين الذين أوقدوا شموعاً تضامناً مع الضحايا.
ونقلت وكالة «فارس» أكبر وسائل الإعلام التابعة لـ«الحرس الثوري» أن المحتجين رددوا شعارات مناوئة لكبار المسؤولين بعد الاعتراف بإسقاط الطائرة.
وقال رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده: «هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تُصَب بصاروخ». وأضاف أن التحقيق «سيتطلب وقتاً»، محذراً من كل تكهنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين عثر عليهما الأربعاء.
كما حض حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة على «تويتر» الجمعة، وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج، إلى «عدم المشاركة في الحرب النفسية» على إيران في هذه القضية.
ورجحت الولايات المتحدة أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنّ بلاده تعتبر أنّ الطائرة تعرضت «على الأرجح» لصاروخ إيراني.
في غضون ذلك، نشرت وكالة «إيسنا» الحكومية عدداً من الأسئلة أمس، وقالت إنها بحاجة إلى أجوبة من المسؤولين. وتساءلت عن أسباب صمت المسؤولين والأجهزة حول إسقاط الطائرة، ما تسبب باتهام المسؤولين بـ«الكذب».
وقالت: «من المسؤول الرئيسي عن التستر وتضرر ثقة الرأي العام إزاء المسؤولين ووسائل الإعلام في البلد». وأضافت: «كيف يمكن تفادي هذا الخطأ الفادح؟». وتابعت: «ما السبب الأساسي في التسريع بإعلان وجود خلل فني وراء إسقاط الطائرة من قبل المسؤولين في الساعات الأولى من الحادث».
وفي إشارة إلى «الحرس الثوري»، قالت الوكالة إن «المركز العسكري بحسب بيان الأركان المسلحة قريب إلى درجة من المطار ولم يعلم بحركة الطيران؟ وذلك في وقت كانت تجري فيه أهم عملية صاروخية للحرس الثوري؟». وكررت الوكالة سؤالاً انتشر كثيراً أمس في شبكات التواصل الاجتماعي حول أسباب عدم حظر الطيران، بينما كانت إيران تنوي القيام بعملية صاروخية.
وقال الصحافي رضا حقيقت نجاد عبر «تويتر»، إن «الحرس كان يعلم أن دفاعاته الجوية قتلت عشرات الإيرانيين الأبرياء، ولكنه احتفل لـ3 أيام بإطلاق الصواريخ باتجاه الأعداء. لا يوجد أكثر كراهية وعداء ضد الإيرانيين من هذا. من أين جئتم». وقال في تغريدة أخرى: «الناس شككوا. أميركا قدمت معلومات وشبكات التواصل ووسائل الإعلام تابعت. أوكرانيا وكندا أصرتا، وعندما تحولت إلى ضغوط قصوى، اعترف النظام بالخطأ، بعد ذلك وصفوها بأنها الصدق وتقبل المسؤولية».
وقال الناشط السياسي مصطفى تاج زادة وهو نائب وزير الداخلية في الشؤون الأمنية في زمن الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي: «كنت نائباً للوزير في حكومة محمد خاتمي وفي زمن الحرب في حكومة ميرحسين موسوي. لست غير مطلع على الشؤون الحكومية، لكن رغم ذلك أعترف بأنني لم أصدق إطلاقاً هذا القدر من الكذب والتعتيم والخداع في الجمهورية الإيرانية. كيف ولماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟ متأسف بعمق وأعتذر من الشعب».



ترمب يأمل اتفاقاً مع إيران لتجنب ضرب مواقعها النووية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يأمل اتفاقاً مع إيران لتجنب ضرب مواقعها النووية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

أفصح الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن المزيد بشأن سياسته مع إيران، وفي حين أعرب عن أمله التوصل إلى اتفاق و«تجنب توجيه ضربات»، قال إنه يرى هذا البلد «دولة دينية خطيرة»، محذراً من «كارثة» إذا حصل على سلاح نووي.

تصريحات ترمب التي أدلى بها ليل الخميس، جاءت بعد مواقف هادئة نسبياً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي قال إن بلاده «لا تخوض حرباً مع العالم، وتريد السلام».

وكان ترمب قد اكتفى، يوم التنصيب من داخل البيت الأبيض الاثنين الماضي، بالقول إن «إيران بلد مفلس وعاجز»، في حين أبدى اهتماماً بملفات داخلية وقضايا دولية مثل الحرب الروسية - الأوكرانية، والعلاقة مع الصين.

وأخيراً، قال ترمب إنه يأمل تجنب توجيه ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية والتوصل إلى «اتفاق» مع طهران.

ورداً على سؤال طرحته صحافية عما إذا كان سيدعم توجيه ضربات ضد هذه المواقع، أجاب ترمب بأنه سيناقش المسألة مع «أشخاص رفيعي المستوى جداً»، دون أن يحدد مَن هم أو متى، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال ترمب: «سيكون من الجيد حقاً أن نتمكن من حل هذه المشكلة دون الحاجة إلى اتخاذ هذه الخطوة الإضافية (...) علينا أن نأمل أن تبرم إيران اتفاقاً، وإذا لم تفعل فلا أعتقد أن هذه مشكلة أيضاً».

وكان ترمب يتحدث من المكتب الرئاسي في البيت الأبيض بعد توقيعه عدداً من الأوامر التنفيذية.

دولة خطيرة

لاحقاً، وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أشار ترمب إلى أن إيران والصين وروسيا هم أعداء جيوسياسيون لأميركا، مضيفاً أن وضع إيران، باعتبارها حكومة دينية، يجعلها أكثر خطورة، وأن التوصل إلى اتفاق مع الصين أو كوريا الشمالية أسهل من التوصل إلى اتفاق مع طهران.

وأكد ترمب أن «الوضع مع إيران مختلف تماماً. إنها حكومة دينية وخطيرة جداً. يجب أن نرى مدى خطورتها. إنه وضع معقد للغاية يمكن أن يخلق مشكلة كبيرة».

كما كرر ترمب ادعاءه بأن انتخابات 2020 لم تكن نزيهة، قائلاً: «لو كانت الانتخابات السابقة نزيهة وأصبحت رئيساً، لكنا قد توصلنا إلى اتفاق مع النظام الإيراني بعد أسبوع واحد من الانتخابات، ولما كانت لديهم القدرة على الوصول إلى السلاح النووي».

وأثناء حديث دونالد ترمب عن الشعب الإيراني، وصفه بأنه «شعب رائع»، وقال: «أريد للإيرانيين أن يكون لديهم بلد عظيم. لديهم إمكانات هائلة. الشعب الإيراني رائع. ولكن الشيء الوحيد الذي أقوله هو أن طهران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».

ولم يستبعد الرئيس الأميركي إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلاً: «هناك طرق للتوصل إلى اتفاق مع طهران يكون موثوقاً تماماً. إذا كان هناك اتفاق، يجب أن يكون قابلاً للتحقق تماماً. إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».

وحذّر ترمب من أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيشعل سباقاً نووياً في المنطقة، قائلاً: «إذا حصلت طهران على سلاح نووي، ستسعى بقية الدول أيضاً لامتلاك أسلحة نووية، وسيتحول الوضع بأكمله إلى كارثة».

ترمب يستمع إلى ستيف ويتكوف خلال مؤتمر صحافي بمارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ب)

دور ويتكوف في المفاوضات

في سياق متصل، نفى ترمب أن يكون ستيف ويتكوف ممثله في مفاوضات الشرق الأوسط، لكنه قال: «لا، لكنه سيكون جزءاً من الفريق بالتأكيد. إنه مفاوض رائع وشخص محبوب للغاية».

وأفاد موقع «أكسيوس» الإخباري بأن دبلوماسيين إيرانيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين كباراً خلال لقاء في جنيف، برغبتهم في بدء مفاوضات حول اتفاق نووي جديد يختلف عن الاتفاق النووي السابق.

وبحسب التقرير، طلب الإيرانيون من الأوروبيين إيصال هذه الرسالة إلى واشنطن، مؤكدين أنهم ينتظرون طرحاً أو اقتراحاً جديداً من الجانب الأميركي.

وذكر الموقع أن اللقاء جرى قبل 10 أيام بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي.

وكان «أكسيوس» و«فايننشيال تايمز» قد ذكرا سابقاً أن ترمب يرغب في اختبار الدبلوماسية لحل النزاعات مع طهران قبل تصعيد الضغوط عليها، عبر تعيين ويتكوف.

القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي (دفاع برس)

صبر إيران الاستراتيجي

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد قال في معرض إشارته إلى التهديدات التي يطلقها مَن وصفهم بـ«أعداء الشعب الإيراني»، إن بلاده «لن تتراجع أمام التهديد والعقوبات، ولا تخوض حرباً وشجاراً مع العالم».

وتخشى إيران من عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي لمستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة.

من جهته، قال القيادي في «الحرس الثوري» وعضو مجلس «تشخيص مصلحة النظام» في إيران، محسن رضائي: «لقد هُزم الأعداء في الساحات السياسية والعسكرية أمام إيران، وهم يركزون الآن على الحرب الاقتصادية ضدنا»، في إشارة إلى التهديدات الأميركية.

وأضاف رضائي: «إن صبر إيران الاستراتيجي عقلاني ويستند إلى المنطق، ومن الأنسب ألا يختبر الأعداء قوتنا».