المنظمة تحذّر من إغلاق مدارس «أونروا» في القدس الشرقية

خلال مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب نابلس أول من أمس (د.ب.أ)
خلال مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب نابلس أول من أمس (د.ب.أ)
TT

المنظمة تحذّر من إغلاق مدارس «أونروا» في القدس الشرقية

خلال مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب نابلس أول من أمس (د.ب.أ)
خلال مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب نابلس أول من أمس (د.ب.أ)

حذّرت منظمة التحرير الفلسطينية من إقدام «سلطة الاحتلال» (إسرائيل)، على إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (أونروا) في القدس الشرقية، قائلة إن ذلك يدخل في إطار تصفية القضية الفلسطينية، تنفيذاً لما يسمى «صفقة القرن»، كما تشكّل جزءاً من الهيمنة الإسرائيلية على اللاجئين، وعلى العملية التعليمية بكاملها في القدس.
وثمّنت اللجنة التنفيذية للمنظمة مواقف دول العالم التي صوتت بغالبية ساحقة لمشروعات القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصاً تجديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (U.N.R.W.A) حتى تتمكن من تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين من الجوانب كافة، إلى حين حل قضيتهم استناداً للقرار 194.
كما أجرت المنظمة نقاشات معمقة حول «ممارسات وإجراءات سلطة الاحتلال (إسرائيل)، التي ترقى إلى جرائم حرب ضد شعبنا الفلسطيني، خصوصاً الضم وتسجيل الأراضي الفلسطينية المحتلة لدى وزارة العدل الإسرائيلية»، واستمرار إدارة الرئيس دونالد ترمب «في محاولة شرعنة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ودعم نوايا سلطة الاحتلال في ضم أراضي دولة فلسطين المحتلة، التي كانت آخرها تصريحات وزير الخارجية مايك بامبيو، والتي أعلن فيها أن الاستيطان الإسرائيلي لا يتعارض مع القانون، بل على العكس يدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الأمام، وكذلك تصريحات السفير الأميركي ديفيد فريدمان، التي أعلن من خلالها تأييد بلاده للضم والاستيطان وتهويد القدس».
ودانت اللجنة التنفيذية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً في مدينة القدس المحتلة وما حولها، التي شملت تحويل بلدة العيسوية إلى «سجن كبير»، وإلى اعتقال محافظ القدس، وعضو اللجنة التنفيذية، ورجال دين، وأمين سر حركة «فتح»، واعتقال طاقم «تلفزيون فلسطين»، وغيرها من الممارسات «المخالفة للاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي والشرعية الدولية»، إضافة إلى الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وبؤرة استيطانية في قلب مدينة الخليل، و«سرقة الكرفانات التي قامت منظمة (أوتشا) التابعة للأمم المتحدة بتوفيرها للبدو في بلدة العوجا في محافظة أريحا والأغوار».
كان مجلس بلدية الاحتلال في القدس قد صادق على مخطط لإقامة مجمع مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية في منطقة مخيم شعفاط وقرية عناتا، لتكون بديلاً من مدارس «أونروا». وستتم إقامة هذا المجمع في الأراضي المحتلة عام 1967 الخاضعة لمنطقة نفوذ بلدية الاحتلال، وتم رصد ميزانية للمخطط قدرها 7.1 مليون شيقل (الدولار الأميركي يساوي 3.5 شيقل).
وتعمل إسرائيل من أجل إخراج «أونروا» من القدس ضمن الخطة الأميركية لإغلاق الوكالة الدولية. وقطعت الولايات المتحدة الأموال عن «أونروا» ما جعلها تواجه مصاعب في ميزانيتها.
ويقول الأميركيون والإسرائيليون إن بقاء «أونروا» ساهم في إطالة أمد مشكلة اللاجئين لا في حلها. وكان لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أثر بالغ الأهمية في حياة اللاجئين من خلال توفير الخدمات والحماية لهم.
وتوفر «أونروا»، التي تأسست عام 1949، خدمات التعليم والصحة والإغاثة، فضلاً عن الإسكان والمساعدات المالية الصغيرة لأكثر من 5 ملايين لاجئ مسجلين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، إضافة إلى الأردن ولبنان وسوريا.
وعلى الرغم من الهجوم الأميركي - الإسرائيلي، تم تمديد التفويض لوكالة «أونروا» حتى 30 يونيو (حزيران) عام 2023 بأغلبية 169 صوتاً، وامتناع 9 عن التصويت ومعارضة الولايات المتحدة وإسرائيل.
وشدد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على وجوب استمرار عمل وكالة «أونروا». وقال عريقات «إن أمامنا الكثير من العمل من أجل استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتفويضها، وتقديم الدعم اللازم لها لمواصلة تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الوطن ومخيمات اللجوء، إلى حين حل قضيتهم حلاً عادلاً، وفقاً للقرار الأممي 194». ووسط أزمة مالية وغموض سياسي، تكرر القيادات الفلسطينية التحذير من وقوع اضطرابات إذا اختفت خدمات «أونروا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.