جون ماكغين... كل ما يطمح إليه أستون فيلا

اللاعب الاسكوتلندي الدولي الذي سجل الهدف الذي حمل فريقه للممتاز ما زال هو الأمل للإبقاء على ناديه بين الكبار

جون ماكغين أثبت براعته مع أستون فيلا وبات مطلوباً في أندية القمة
جون ماكغين أثبت براعته مع أستون فيلا وبات مطلوباً في أندية القمة
TT

جون ماكغين... كل ما يطمح إليه أستون فيلا

جون ماكغين أثبت براعته مع أستون فيلا وبات مطلوباً في أندية القمة
جون ماكغين أثبت براعته مع أستون فيلا وبات مطلوباً في أندية القمة

عادة ما تجد الأندية التي صعدت إلى الدوري الممتاز نفسها في النصف الأسفل من جدول ترتيب البطولة بعد نصف مباريات انطلاق الموسم التالي.
ومع هذا، أثبتت الأندية الثالثة المنضمة حديثاً للبطولة هذا الموسم أنها ستنافس بقوة في الدوري الممتاز. من جانبه، قدم شيفيلد يونايتد بداية رائعة - وارتقى مع الوصول إلى نصف الموسم للمركز الثامن، وتفصله نقطتان فقط عن مانشستر يونايتد الخامس، بينما يحتل أستون فيلا ونوريتش سيتي المركزين 17 و20، على جانبي خط الهبوط.
والملاحظ أن عدداً من اللاعبين قدموا أداءً مبهراً في صفوف شيفيلد يونايتد ونوريتش سيتي، بينما بدا أستون فيلا أكثر اعتماداً بكثير على أداء لاعب واحد. قبل انطلاق الموسم، توقع غالبية عاشقي كرة القدم أن يكون ذلك اللاعب جاك غريليش، الذي عاد من الإصابة الموسم الماضي ليسهم في الفوز التاريخي لأستون فيلا على امتداد 10 مباريات متصلة. وكان اللاعب خريج أكاديمية النادي بمثابة القلب النابض للفريق خلال فترة السعي الحثيث نحو الصعود، لكن لاعب خط الوسط الآخر بالفريق، جون ماكغين، كان نجم ركلات الترجيح خلال مباراة الترقي النهائية أمام ديربي، وأحرز هدف الفوز وحصل على لقب أفضل لاعب بالمباراة على أرض استاد ويمبلي.
كان «سوبر» جون قد انضم إلى «سوبر» جاك في أستون فيلا في صيف 2018 وسرعان ما عشقته الجماهير بشدة. ويبدو اللاعب من النمط الذي يستحيل على الإنسان ألا يسقط في حبه والتجسيد النموذجي لكل ما تعنيه الجماهير بالحديث عن «اللاعب الحلم» لأي مدرب. داخل الملعب، يجري اللاعب بمعدل يقارب درجة الإنهاك حرفياً، إضافة إلى تميزه بأسلوب متميز في الجري يسهل تمييزه من بين ألوف اللاعبين. وبمرور الوقت، يبدو اللاعب البالغ 24 عاماً على مقربة أكبر وأكبر من شباك الخصم. في خضم كل ذلك، يتميز ماكغين بقدرة متميزة على الحفاظ على ثباته، حتى في ظل الضغوط، ويبدو قادراً على تخفيف أي ضغوط يتعرض لها فريقه.
بوجه عام، لا يبدو ماكغين شبيهاً بلاعبي كرة القدم المعاصرين، ولا يبدو أنه يعبأ بهذا الأمر، وإنما من الواضح أن اللاعب الدولي الاسكوتلندي يشعر بسعادة أكبر في تبادل المزاح مع أقرانه بالفريق. وقد نجح في الفوز بقلوب جماهير أستون فيلا وكذلك قلوب أقرانه داخل غرفة تبديل الملابس. ويعكف اليوم على بناء صداقة وثيقة مع غريليش الذي يعد بالتأكيد واحداً من لاعبي الدوري الممتاز الذين يولون أهمية كبيرة لصورتهم على الصعيد العام.
في المقابل، نجد أن ماكغين يعد بمثابة كتلة من النشاط والعزيمة الخالصة داخل الملعب على نحو أكسبه مكاناً مستحقاً بين نخبة لاعبي الدوري الممتاز. والملاحظ أن اللاعب نجح بسهولة في الارتقاء بمستوى أدائه بما يتوافق مع منافسات الدوري الممتاز. جدير بالذكر أن ماكغين سجل هدفه الثالث خلال الموسم ما جعله أحد أبرز لاعبي النادي خلال بطولة الدوري حتى الآن.
وكانت تلك المرة الثالثة خلال هذا الموسم التي يفقد خلالها أستون فيلا بعدما كان متقدماً في مباراة، وسجل ماكغين أهدافاً في جميع المباريات الثلاثة. ومن المؤكد أن اللاعب يشعر بالسعادة لمشاركته في بداية الموسم، حتى وإن كان أداؤه المتألق لم يكافأ بالنتائج المستحقة بعد. وكان ماكغين اللاعب الأكثر تميزاً في صفوف الفريق في نصف الموسم، ونجح في الحصول على لقب أفضل لاعب خلال 4 مباريات في أول 10 لقاءات خاضها ناديه بالدوري الموسم الحالي. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يحصل أي لاعب آخر في الدوري على هذا التكريم أكثر عن مباراتين.
وخلال الفترات التي بدا معين أستون فيلا من الأفكار فارغاً، الأمر الذي تكرر كثيراً هذا الموسم على نحو أثار ضيق المدرب دين سميث بالتأكيد، كثيراً ما تدخل ماكغين ليطلق كرة نارية من مسافة بعيدة باتجاه مرمى الخصم، أو انطلق في جري محموم يثير الحماس في نفوس الجماهير بالمدرجات. في الواقع، نجح اللاعب في العمل كقوة توحد صفوف اللاعبين والجماهير معاً داخل فيلا بارك.
وفي وقت أصبحت فيه الأدوار المتخصصة ظاهرة شائعة في وسط الملعب، يبدو ماكغين لمحة من الماضي القريب. في الحقيقة، يضطلع اللاعب بكل شيء، ولا يمكن التشكيك في فاعليته، رغم افتقاره إلى الخبرة بعض الأحيان. صوب اللاعب الكرة باتجاه المرمى (21) وراوغ (23) وأظهر مهارة التحكم بها (16) أكثر من أي من زملائه. وتبدو هذه الأرقام متميزة على مستوى الدوري الممتاز ككل، فهو يحتل المركز السادس من حيث عدد الكرات التي صوبها على المرمى، والـ10 من حيث المراوغة، والـ11 من حيث التحكم بالكرة. وعلى رأس ذلك، يعدّ غريليش (28) وويلفريد زاها (24) اللاعبين الوحيدين اللذين ارتكب بحقهما عدد مخالفات أكثر من ماكغين (23).
ومن المؤكد أن مثل هذا الأداء المتألق لن يمر مرور الكرام دون أن يلحظه أحد. وقد جرى بعض الاتصالات على استحياء من جانب مانشستر يونايتد خلال الصيف، وهي أنباء تعامل معها البعض بسخرية آنذاك، لكنها بالتأكيد تبدو أكثر منطقية الآن. كما يعدّ بريندان رودجرز مدرب ليستر سيتي من أكثر المعجبين بماكغين وسعى سعياً حثيثاً لضم اللاعب عندما كان مدرب سلتيك الاسكوتلندي، وما زال إلى الآن يبدي اهتمامه به. وبالتأكيد خسارة سلتيك لماكغين كانت مكسباً كبيراً لأستون فيلا. وبخصوص أستون فيلا، فإن ماكغين يشكل بالتأكيد صفقة القرن، ويكفي أنه صاحب الهدف الذي حمل النادي للدوري الممتاز.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».