إيران ترمم حاملة طائرات وهمية لتنفيذ تدريبات عليها

TT

إيران ترمم حاملة طائرات وهمية لتنفيذ تدريبات عليها

نشر موقع «بزنس إنسايدر» صوراً عن طريق الأقمار الصناعية أظهرت استكمال إيران لعمليات الإصلاح التي باشرتها على سطح سفينة في شكل حاملة طائرات وهمية، بعد أن كانت تعرضت لأضرار خلال تدريبات عسكرية أجرتها عام 2015.
وصممت طهران نموذجاً عن حاملات الطائرات الأميركية من طراز «نيميتز» لأغراض تدريبية، بحسب ما أفادت به شبكة «سي إن إن» في تقرير نشرته عام 2014، وفي حين لم يتم التأكد من الأهداف الحقيقية وراء الأعمال الجارية على حاملة الطائرات المزيفة في ميناء بندر عباس، إلا أن الصور التي نشرها موقع «بزنس إنسايدر» تظهر أن إيران تقوم فعلاً بإعادة بناء وإصلاح الأضرار التي لحقت بالمجسم الزائف بهدف تأهيله لإجراء تدريبات جديدة، بحسب الموقع.
وبدا المجسم الذي صمم في ميناء بندر عباس قبل ست سنوات، من خلال تلك الصور وكأنه شبه جاهز لمناورات عسكرية جديدة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي قبل شهر فقط من بدء إعادة ترميم مجسم حاملة الطائرات، هدد قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، اللواء أمير علي حاجي زاده، القواعد الأميركية المتواجدة في المنطقة وكذلك حاملات الطائرات التابعة لها، وهو ما يشير إلى أن طهران لم تتوقف عن مراقبة المصالح والأهداف الأميركية في المنطقة في محاولة لاستهدافها إذا تطلب الأمر ذلك، رغم توقيعها الاتفاق النووي مع أميركا خلال ولاية الرئيس باراك أوباما.
وبحسب شبكة «سي إن إن» ققد أعلن علي حاجي زاده في ذلك الوقت «يجب أن يعلم الجميع أن كل القواعد الأميركية وحاملات طائراتها وحتى التي تقع على مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر من إيران هي في نطاق صواريخنا».
وبعد مقتل الجنرال قاسم سليماني على أيدي القوات الأميركية بعد هجوم الميليشيات الإيرانية على السفارة الأميركية في بغداد، أطلقت الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، صواريخ باليستية متوسطة المدى، على مواقع القوات الأميركية في قاعدتين جويتين في العراق، ولم تسفر عن خسائر بشرية.
ونقلت «سي إن إن» عن الأدميرال علي فدوي، الذي كان يشغل منصب قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، قبل سنوات، قوله إن إيران لم توقف يوماً مراقبتها للأسلحة والمعدات الأميركية، واعتبارها هدفاً لتدريباتها العسكرية. وقال حينذاك «لقد صنعنا غواصات وسفناً ومدمرات مماثلة للمدمرات والسفن الحربية الأميركية لسنوات طويلة، وأن قواته تمارس التدريبات نفسها على حاملات الطائرات»، مشيراً إلى أن الهدف «إغراق وتدمير السفن الحربية الأميركية».
وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أعلنت إيران أنها دمرت مجسماً لحاملة طائرات وهمية خلال مناورات حربية في الخليج العربي. وقالت وسائل إعلام إيرانية وقتها، إن السفينة دمرت بصواريخ أطلقت من «عشرات الزوارق التابعة للحرس الثوري الإيراني».
وكان تقرير لـ«سي إن إن» أكد في ذلك الوقت، أنه لم يتم تدمير حاملة الطائرات الوهمية بشكل كامل، بل تضرر أجزاء منها فقط.
يذكر أن حاملة الطائرات الأميركية من طراز «نيميتز»، راسية الآن في منطقة الخليج. وقررت إيران أخيراً مباشرة أعمال الصيانة والإصلاحات للمجسم في الخريف الماضي، بعد تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، التي نشرت حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لنكولن وآلاف القوات الإضافية في منطقة القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن مواجهة إيران.
وتوقع خبراء، أن يتم استخدام حاملة الطائرات الوهمية في مناورات جديدة تستعد إيران للقيام بها في الربيع المقبل، حيث يتوقع أن تستخدم صواريخ كروز وتنفذ هجمات من قوارب صغيرة وطائرات من دون طيار في تلك المناورات.



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.