شخصيات بارزة ترأست الحكومة الجزائرية منذ ما قبل الاستقلال

سيد أحمد غزالي - احمد أويحيى - مولود حمروش
سيد أحمد غزالي - احمد أويحيى - مولود حمروش
TT

شخصيات بارزة ترأست الحكومة الجزائرية منذ ما قبل الاستقلال

سيد أحمد غزالي - احمد أويحيى - مولود حمروش
سيد أحمد غزالي - احمد أويحيى - مولود حمروش

عرفت الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962، تعاقب 16 شخصية بارزة على رئاسة الحكومة، أحدهم خدم ثلاث ولايات غير متتالية هو أحمد أويحيى الذي حكم عليه القضاء مؤخراً، بـ15 سنة سجنا بتهم فساد. وللعلم، جاءت غالبية رؤساء الحكومات من حزب النظام، «جبهة التحرير الوطني»، ولقد تحول بعضهم إلى معارضين على إثر إبعادهم.
قبل الاستقلال، ترأس «الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية»، التي أسست بالقاهرة عام 1958، فرحات عباس، وهو أحد أبرز قادة الحركة الوطنية أيام الاستعمار. واستمرت قيادته للحكومة حتى 1961، حين خلفه بن يوسف بن خدة، وهو أحد قادة النضال الوطني، وبقي في المنصب إلى صيف 1962. وفي عهده أجريت «مفاوضات إيفيان» (سويسرا)، بين وفد «جبهة التحرير» ووفد عن الحكومة الفرنسية، انتهت بإعلان استقلال الجزائر.
جمع الرئيس الاستقلالي أحمد بن بلة، بعد استعادة الاستقلال، بين رئاسة الدولة الناشئة ورئاسة مجلس الوزراء، وذلك بدءاً من سبتمبر (أيلول) 1962 إلى يونيو (حزيران) 1965 وهو تاريخ تنظيم انقلاب عسكري عليه، دبَره ونفذَه وزير الدفاع هواري بومدين، الذي عطَل العمل بدستور 1963، وركز كل السلطات بين يديه، وأسس «مجلس الثورة» الذي قاد الجزائر بيد من حديد. ولقد خلف بومدين نفسه كرئيس للبلاد، في انتخابات نظمها عام 1975 مكّنته من التجديد لنفسه، إلى وفاته بنهاية 1978.
مع تسلّم العقيد الشاذلي بن جديد رئاسة الدولة (الجمهورية)، عين محمد بن أحمد عبد الغني رئيساً للوزراء، وبقي الأخير في المنصب إلى عام 1984، خلفه بعدها عبد الحميد براهيمي الذي تحول في وقت لاحق إلى معارض شرس.
وخلال فترة بلغ فيها الصراع أشده داخل سرايا النظام، بسبب قلة الموارد على إثر انهيار أسعار النفط عام 1986، تسلّم قاصدي مرباح، قائد جهاز المخابرات العسكرية في سبعينات القرن الماضي، رئاسة الوزراء وذلك من يونيو 1988 إلى سبتمبر من العام الموالي. وفي عهد حكومة مرباح انفجر الشارع ضد النظام مطالبا بالديمقراطية والانفتاح. وأيضاً وضع النظام دستور التعددية الحزبية والإعلامية، منهياً بموجبه حكم الحزب الواحد ممثلا في «جبهة التحرير الوطني».
تولّى مولود حمروش، العسكري التكوين، رئاسة الحكومة بعدها إلى 5 يونيو 1991، وأطاحت به «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، التي كانت قد فازت بالأغلبية في أول انتخابات بلدية تعددية (1990). وخلف حمروش في رئاسة الحكومة وزير الخارجية في الحكومة سيد أحمد غزالي، الذي كلفه الرئيس الشاذلي بتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة بنهاية 1991، أفرزت في دورها الأول غالبية كبيرة للإسلاميين. وتدخل الجيش مطلع 1992 لإلغاء نتائج الانتخابات ودفع الرئيس للاستقالة، وجرى إنهاء العمل بالدستور وحل البرلمان.
عاشت الجزائر سنوات مرعبة بعد حل «الإنقاذ» في مايو (أيار) 1992؛ إذ تشكلت جماعات مسلحة واندلع اقتتال مع قوات الأمن خلف 150 ألف قتيل. وخلال تسعينات القرن الماضي، ترأس الحكومة أربع شخصيات معروفة بقربها من صانعي القرار، هم: بلعيد عبد السلام ورضا مالك ومقداد سيفي وأحمد أويحيى، الذي أشرف على ترتيبات العودة إلى المسار الانتخابي بتنظيم الانتخابات التشريعية عام 1997.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عيّن عندما تسلم الحكم في 1999، إسماعيل حمداني رئيساً للحكومة، ثم أقاله وعين مكانه الخبير الاقتصادي أحمد بن بيتور الذي استمر في المنصب 8 أشهر فقط، واستقال بسبب خلاف مع الرئيس. وعلى الأثر، اختار بوتفليقة بدلاً عنه الأمين العام بالرئاسة علي بن فليس الذي اختلف معه أيضا وأقاله في مايو 2003. وعاد أويحيى من جديد رئيسا للوزراء، قبل أن يقيله بوتفليقة عام 2006 مفضلا عنه وزير خارجيته عبد العزيز بلخادم، الذي بقي في المنصب حتى 2008.
بعد بلخادم أعاد بوتفليقة أويحيى إلى رئاسة الوزراء، أمام دهشة الجميع، ثم أقاله بعد أربع سنوات، وعين أحد وزرائه، عبد المالك سلاّل (المسجون حاليا)، وعام 2017 عين وزير السكن عبد المجيد تبون (رئيس الجمهورية الحالي) رئيساً للوزراء، وبقي في المنصب شهرين فقط. وخلفه أويحيى العائد من جديد، حتى انفجار الشارع في 22 فبراير (شباط) الماضي ضد النظام، فاستقال وخلفه وزير الداخلية نور الدين بدوي. وبعد انتخابات الرئاسة التي أجريت في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسلّم رئاسة الوزراء عبد العزيز جرّاد، وهو أمين عام سابق لرئاسة الجمهورية.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»