دمشق تعلن استعادة السيطرة على مورك بريف حماه الشمالي.. والقصف يطال بلدات محاذية

ناشطون: طائرات النظام تستهدف حي الوعر في حمص لأول مرة

دمشق تعلن استعادة السيطرة على مورك بريف حماه الشمالي.. والقصف يطال بلدات محاذية
TT

دمشق تعلن استعادة السيطرة على مورك بريف حماه الشمالي.. والقصف يطال بلدات محاذية

دمشق تعلن استعادة السيطرة على مورك بريف حماه الشمالي.. والقصف يطال بلدات محاذية

أعلنت دمشق أمس، استعادتها السيطرة على بلدة مورك في ريف حماه الشمالي، عقب اشتباكات وصفها ناشطون بـ«الأعنف من أشهر»، شاركت فيها القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلين من قوات الدفاع الوطني الموالية لها، ضد مقاتلي الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية وآخرين يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة».
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أن وحدات الجيش «أحكمت السيطرة على معظم أحياء مدينة مورك بريف حماه الشمالي»، وذلك بعد ساعات على إعلان وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة «أحكمت السيطرة على معظم أحياء مورك بريف حماه الشمالي وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين، فيما تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المنطقة».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن القوات النظامية مدعومة بمسلحين موالين لها، «سيطرت على أجزاء واسعة من بلدة مورك، في ريف حماه الشمالي، عقب اشتباكات عنيفة مع الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة و(جبهة النصرة) (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين في القسم الشمالي من المدينة»، مشيرا إلى وقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وأطلقت قوات النظام السوري معركة لاستعادة السيطرة على ريف حماه الشمالي الخاضع لسيطرة قوات المعارضة ومقاتلي «جبهة النصرة» منذ 9 أشهر، في شهر أغسطس (آب) الماضي، بعدما أعلنت «جبهة النصرة» عن معركة للسيطرة على بلدة محردة التي تسكنها أغلبية مسيحية، وحشدت لذلك 1500 مقاتل يقودهم زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني. إزاء ذلك، كلفت قوات النظام قائدها في حلب العقيد سهيل الحسن، المعروف بـ«النمر»، شن حملة عسكرية في حماه، بعدما نقلته من موقعه كقائد لمعركة حلب. ويعد «النمر» أبرز القياديين العسكريين في القوات الحكومية السورية، إلى جانب العميد عصام زهر الدين الذي يتولى في هذا الوقت قيادة معركة دير الزور، بعد نقله من قيادة معركة حمص.
وذكر المرصد السوري، صباح أمس، أن الاشتباكات التي وقعت في حماه «كانت الأعنف منذ أشهر» بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة مورك بريف حماه الشمالي، ترافقت مع قصف للطيران المروحي والحربي على مناطق في البلدة، مشيرا إلى استعادة قوات النظام وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على كتيبة الدبابات شمال شرقي بلدة مورك، ومحاصرتها بلدة مورك في محاولة للسيطرة عليها.
وتهدف القوات النظامية، من خلال حملة عسكرية واسعة تشنها في ريف حماه الشمالي، إلى استعادة السيطرة على بلدات مهمة في المنطقة، وتتجه من الشمال إلى الغرب نحو اللطامنة وكفر زيتا التي تواصل طائرات النظام قصفها منذ 3 أشهر.
وأفاد المرصد بتعرض مناطق في بلدة كفرزيتا وقرية لطمين بريف حماه الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، كما دارت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في منطقة بالقرب من حاجز الشعيتي بريف السلمية، كما قصف الطيران المروحي مناطق بالقرب من قرية الرهجان بالريف الشرقي لحماه.
وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط قرى تلدرة والسطحيات وخنيفيس بريف حماه الشرقي، في حين نفذت قوات النظام حملة اعتقالات عند المدخل الغربي لمدينة حماه وفي بلدتي العوينة والروضة بريف حماه الغربي، طالت عددا من المواطنين. وردت قوات المعارضة باستهداف مطار حماه العسكري بالقذائف.
إلى ذلك، شنت طائرات النظام 3 غارات بالصواريخ الفراغية على حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص، كما ذكر ناشطون، قالوا إن الحي يتعرض للمرة الأولى لغارات مشابهة. وأوضحت صفحات معارضة أن القصف استهدف بناء سكنيا يقع في منطقة الوعر الجديد، مما أدى إلى سقوط «عدد كبير» من الجرحى بين المدنيين، كما أحدث دمارا في البناء الذي انهار جزء منه. وتلا القصف الجوي استهداف الحواجز العسكرية التابعة للنظام الحي بالأسطوانات المتفجرة وعربات الشيلكا.
وفي دمشق، استهدفت القوات النظامية حي جوبر بمدينة دمشق وبلدة زملكا بريفها من جهة المتحلق الجنوبي بـ4 صواريخ أرض - أرض، سمع دوي انفجارهم في أحياء دمشق الشرقية. ونشر ناشطون معارضون تسجيلا مصورا على صفحات التواصل الاجتماعي، قالوا إنه يظهر إطلاق قوات تابعة للنظام تتمركز في المنطقة الصناعية في حي القابون بدمشق، صاروخا على جوبر وانفجاره في الهواء قبل سقوطه على الحي.
وفي درعا، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، في حين قصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة خراب الشحم ومناطق أخرى في بلدتي بصر الحرير والنعيمة وطفس وعتمان.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.