الحكومة المصرية تكثّف جهودها لتطوير المناطق العشوائية

TT

الحكومة المصرية تكثّف جهودها لتطوير المناطق العشوائية

تواصل الحكومة المصرية تكثيف جهودها لتطوير المناطق العشوائية، التي تشكل أحد التحديات الكبيرة في مجال الإسكان والعقارات. وبالإضافة إلى إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، تعمل الحكومة على تطوير المساكن القائمة بالفعل في مناطق، صنف بعضها على أنها مناطق شديدة الخطورة ولا تصلح للسكن.
وقالت مصادر مطلعة إن «الحكومة تأمل في القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030». وفي هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس: «أهمية متابعة الجداول الزمنية لتنفيذ وتسليم وحدات الإسكان الاجتماعي والمتوسط، وتطوير المناطق العشوائية، التي تنفذها وزارة الإسكان»، مشيراً إلى أن «الدولة حققت طفرة كبيرة في هذه الملفات، وهناك شهادات دولية بذلك». وسبق أن افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدداً من المناطق العشوائية، التي تم الانتهاء من تطويرها، مثل منطقة «روضة السيدة» بوسط القاهرة، التي كانت تعرف باسم «تل العقارب»، ومشروع «بشائر الخير 2» في الإسكندرية، الذي أقيم بمنطقة «غيط العنب».
وعقد مدبولي اجتماعاً أمس مع الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية؛ لمتابعة عدد من ملفات عمل الوزارة، وذلك بحضور نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية خالد عباس، ونائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن عبد المطلب ممدوح، ومساعد نائب رئيس الهيئة للشؤون المالية والإدارية أحمد سعيد. وكلف رئيس الوزراء بتكثيف الأعمال بمشروع «الحديقة المركزية» بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيراً إلى أن هذا المشروع «يُعد نقلة حضارية كبرى، وسيكون متنزهاً لمختلف شرائح المجتمع»، ومؤكداً على «ما يتمتع به مشروع الحدائق المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة من أهمية تجعله أحد أهم العلامات المميزة التي يتم تنفيذها بالعاصمة؛ حيث سيسهم في خلق بيئة جديدة، وتحقيق جودة الحياة للمواطنين على أعلى مستوى، وسيضفي قيمة كبيرة على المناطق المحيطة به».
وكلف مدبولي خلال الاجتماع بالترويج للمشروعات التي سيتم تنفيذها بمنطقتي «مجرى العيون»، و«عين الصيرة» بضاحية مصر القديمة بوسط القاهرة، اللتين يتم تطويرهما حالياً، وطرحها على عدد من المستثمرين. فيما أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أن «هناك تواصلاً مع عدد من المطورين العقاريين والمستثمرين السياحيين حول هذا الملف».
وقدم وزير الإسكان عرضاً موجزاً عن موقف مشروع «ممشى أهل مصر»، الذي تموله الوزارة، وتقوم بتنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ حيث أوضح أن «المشروع يستهدف إنشاء لسان مشاة على النهر ومسرح مكشوف للحفلات، ضمن مشروع تطوير الواجهات النيلية من مدينة أسوان حتى القاهرة، سعياً لإعادة الوجه الحضاري لمختلف المناطق المطلة على النيل، إلى جانب المساهمة في زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والأماكن المفتوحة في تلك المناطق، فضلاً عن إتاحة مزيد من أماكن الجذب السياحي.
، تماشياً مع مختلف المدن العالمية، التي تقع على أنهار ومجارٍ مائية، والتي تقوم بمثل هذه المشروعات».
في سياق آخر، أكد أمس رئيس الوزراء المصري أن «الحكومة نجحت في حل ملفات كثيرة، وعلاج مشكلات ذات آثار زمنية طويلة، مثل مشكلات التشابكات المالية، وغيرها»، لافتاً إلى أن «ملف تحويل الدعم العيني إلى النقدي المشروط، تم طرحه منذ فترة، وستبدأ الحكومة في دراسته، بالتنسيق مع عدد من الجهات، للاتفاق على الآليات الخاصة بتنفيذ ذلك، وكذا التوقيت، ثم عرض تقرير وافٍ على الرئيس عبد الفتاح السيسي»، موضحاً أن «الدعم النقدي المشروط يساهم في الحد من تسرب الدعم، ويساعد في وصوله إلى مستحقيه»، كما شدد في الوقت ذاته «على أهمية توفير السلع للمواطنين بكميات وأسعار مناسبة، من خلال زيادة وتكثيف المعروض منها في جميع المنافذ، التابعة لوزارة التموين، سواء الثابتة والمتنقلة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.