الديمقراطيون يسعون لمنع ترمب من شن ضربات عسكرية على إيران

الديمقراطيون يسعون لمنع ترمب  من شن ضربات عسكرية على إيران
TT

الديمقراطيون يسعون لمنع ترمب من شن ضربات عسكرية على إيران

الديمقراطيون يسعون لمنع ترمب  من شن ضربات عسكرية على إيران

بعد يوم حافل بجلسات مغلقة جمعت بين المشرعين ومسؤولين في الإدارة الأميركية للحديث عن تداعيات الملف الإيراني، قرر الديمقراطيون تحدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتصويت على منعه من شن ضربات عسكرية على إيران من دون موافقة الكونغرس.
فمباشرة بعد انتهاء اجتماع المشرعين مع كل من وزيري الدفاع الأميركي مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل وقائد هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي طرح مشروع قرار «صلاحيات شن الحرب» للتصويت في المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وقالت بيلوسي في بيان صادر عن مكتبها، إن «أعضاء الكونغرس لديهم مخاوف جدية وطارئة متعلقة بقرار الإدارة شن عمليات ضد إيران، وبغياب استراتيجية مستقبلية. ولم يتمكن مسؤولو الإدارة الذين اجتمعنا بهم من طمأنة هذه المخاوف».
تصريح عكس آراء الديمقراطيين وبعض الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب. ولعل أبرز موقف ورد على لسان الجمهوريين في مجلس الشيوخ مايك لي وراند بول. فقد وصف لي الاجتماع بمسؤولي الإدارة بأسوأ اجتماع شهده في مسائل عسكرية. وقال لي إن مسؤولي الإدارة حذروا أعضاء الكونغرس بأن مناقشتهم لمشروع قانون صلاحيات شن الحرب سوف تقوي من الموقف الإيراني. وتابع لي الذي تحدث للصحافيين بعد الاجتماع المغلق: «هذا مهين لكل أعضاء مجلس الشيوخ ومهين للدستور الأميركي. إن منطق الإدارة مجنون».
من جهته، قال السيناتور الجمهوري راند بول: «لا أفهم كيف تبرر الإدارة أن تفويض الحرب في العراق الذي صوت عليه الكونغرس في عام 2002 شكل غطاء قانونياً لعملية استهداف قاسم سليماني، قائد (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني. هذا مهين وسخيف». وأعلن كل من بول ولي أنهما سيدعمان الجهود الديمقراطية في مجلس الشيوخ المماثلة لتلك في مجلس النواب.
ويستعد السيناتور الديمقراطي تيم كاين لطرح مشروع مجلس الشيوخ رسمياً للتصويت. ويلزم المشروع ترمب بوقف القوات الأميركية عن تنفيذ أي عمل عسكري ضد إيران خلال 30 يوماً، إلا في حال وجود تهديد وشيك محدق بالولايات المتحدة. ويسعى كاين للحصول على دعم الأغلبية البسيطة في مجلس الشيوخ لتمرير مشروعه، ما يعني أنه لا يزال بحاجة إلى صوتين فقط بعد إعلان لي وبول عن دعمهما لمشروعه.
لكن حتى في حال تمرير المشروع في مجلسي الكونغرس، فإنه من المستبعد جداً أن يتمكن الديمقراطيون من الحصول على أغلبية ثلثي الأصوات اللازمة لتخطي الفيتو الرئاسي. هذا وأعلنت بيلوسي أن مشروع صلاحيات شن الحرب هو الأول ضمن سلسلة من مشاريع القوانين التي سيصوت عليها المجلس بعد ضربة سليماني.
من بين هذه المشاريع مشروع يلغي تفويض حرب العراق الذي صوت عليه الكونغرس في عام 2002 ومشروع آخر يمنع تمويل العمليات العسكرية ضد إيران.
هذا، وطلب زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر عقد اجتماع آخر بكل من بومبيو وإسبر لأنه قال إن 15 عضواً في مجلس الشيوخ فقط من أصل 99 تمكنوا من طرح أسئلة على المسؤولين، وإن كلا من بومبيو وإسبر غادرا قاعة الاجتماع عندما بدآ بمواجهة أسئلة محرجة.
وكان الديمقراطيون خرجوا من قاعة الاجتماع المغلق مع بومبيو، وأعربوا عن استيائهم للصحافيين من فحوى الاجتماع. وقال النائب الديمقراطي جيري كونولي: «ليس هناك منطق فعلي وراء قتل سليماني. لم أقتنع بأي دليل قدم إلينا يثبت أنه كان يخطط لهجوم وشيك».
السيناتور الجمهوري ماركو روبيو أعرب من جهته عن غضبه الشديد من التصريحات المشابهة لتصريح كونولي. فغرّد قائلاً إن «أي سيناتور غادر اجتماع إيران وقال إن سليماني لم يكن يخطط لهجوم وشيك على الأميركيين، يعني بالتالي القول إن قائد هيئة الأركان المشتركة الجنرال كيلي كاذب. لأن الجنرال كيلي قال بوضوح وحزم إن سليماني كان على وشك قتل أميركيين».
أما نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، فقال ردا على الادعاءات الديمقراطية: «لن نستطيع مشاركة المعلومات الاستخباراتية التي دفعت بنا إلى قتل سليماني مع كل عضو في الكونغرس. لكني أؤكد للأميركيين أنه كان هناك تهديد بهجوم وشيك».



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.