ميا سعيد: آخذت نفسي على أسلوب تعاملي مع حماتي في «عروس بيروت»

قالت الممثلة ميا سعيد بأن مسلسل «عروس بيروت» فتح شهيتها على إكمال مشوارها في عالم الدراما بعدما كانت مهنة تقديم البرامج التلفزيونية أولوية لديها. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وكان لدي تجارب تمثيلية يمكن وصفها بالخجولة في عدد من الأعمال الدرامية، ولكنها لم تترك بأثرها الكبير علي بحيث كنت أفضل عليها مهنتي الأساسية ألا وهي التقديم التلفزيوني عبر محطة «إل بي سي آي» التي أحبها كثيرا وأعتز بعملي فيها».
وتتابع: «كانت الأدوار التي لعبتها تشبه شخصيتي الحقيقية إلى حد كبير ولا تتطلب مني مجهودا كبيرا. ولكن مع (سارة) التي أجسدها في «عروس بيروت» انتقلت إلى مكان آخر في عمل الدراما سيما وأن الدور لا يشبهني بتاتا، وهو ما تطلّب مني تحديا كبيرا مع نفسي».
وتؤدي ميا سعيد في المسلسل المذكور دور الصديقة المقربة لثريا (كارمن بصيبص) بطلة المسلسل، والتي تتزوج من شقيق فارس (زوج ثريا) من أم أخرى لتواجهها مشكلات كبيرة مع حماتها التي تجسد شخصيتها الممثلة السورية ضحى الدبس. «لطالما عشت حياتي بعيدا عن المشاكل لأني بطبيعتي لا أحب الخناقات وأتحمل من دون تعليق. ولكن سارة علمتني أن أقول كلمتي مهما كلّفني الأمر، وأنه أحيانا عندما نترك الأمور على ما هي من دون تصليحها يمكن أن تتسبب بمشكلات أكبر، فكان تأثيرها كبيرا علي وكأني خضعت للعلاج الدرامي. حتى أن المقربين مني علقوا على الأمر وكانوا يسألونني باستمرار كيف باستطاعتك القيام بما هو عكس شخصيتك الحقيقية؟ فأرد عليهم بأن سارة هي من تتكلم وليس ميا. حتى أني آخذت نفسي أكثر من مرة للأسلوب الذي يفرضه علي النص في التعامل مع حماتي التي تجسد شخصيتها ضحى الدبس. فأنا تربيت على احترام الأب والأم مهما كانت طبيعة المواجهة معهما. وأحيانا صرت أسأل نفسي كيف سأقول لممثلة أستاذة في مهنتها هذا الكلام؟ فهناك لا شك أسلوب آخر يمكن التعاطي به مع الحموات، ولكن الشخصية التي أؤديها تتطلب مني عدم تفهّم حماتي وهو ما ولّد عندي الشعور بالذنب».
وعن الأجواء العامة التي تسود بين فريق العمل توضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كنت محظوظة في الوقوف إلى جانب هذا الكم من الممثلين العمالقة أمثال تقلا شمعون وضحى الدبس وظافر العابدين ومحمد الأحمد وكذلك النجمة كارمن بصيبص. فجميعهم درسوا التمثيل وأتقنوه وليسوا مثلي دخلوه من باب التقديم. وبالنسبة لهم التمثيل أصبح يشبه إلى حد كبير (شرب المياه) وهم يراجعون أدوارهم قبل أدائها بيوم واحد فيما أنا أحضر لها بشكل أكبر. استفدت كثيرا من خبراتهم وحضورهم وكنت أتأمل تمثيلهم بإعجاب كبير. وهم على فكرة زودوني بمعنويات كبيرة، وكنا نتمرن على المشاهد مرات عديدة قبل تصويرها من حرصنا على نجاح العمل. فكان الشعور بأننا نشكل عائلة واحدة يخيم على الأجواء عامة».
وعما إذا كان التمثيل سيسرقها من ملعبها الأول التقديم التلفزيوني ترد: «لا شك أني أعمل في مجال التقديم ضمن محطة تلفزيونية رائدة ألا وهي «إل بي سي آي». وليس هناك من مكان آخر أفضله عليها لممارسة هذا العمل. ولكن في ظل الظروف التي نمر بها في لبنان وتوقف عدد من البرامج التلفزيونية وبينها تلك التي كنت أشارك فيها (بتحلى الحياة)، اتجهت أكثر نحو التمثيل خصوصا أن «عروس بيروت» يتطلب منا وقتا طويلا لتصويره أي نحو 8 أشهر. ولكني في نهاية المطاف أحب المهنتين ولكل منهما متعتها ولذلك سأترك الأمور إلى حينها».
وكانت ميا سعيد قد انتهت مؤخرا من تصوير فيلم سينمائي بعنوان «يوم إيه يوم لأ» من إنتاج شركة «فالكون فيلمز» وإخراج نبيل لبس. وتتشارك فيه مع مجموعة من الممثلين كالفنان زياد برجي وباميلا الكك وهشام حداد وغيرهم. «كان من المقرر أن يعرض في صالات السينما قبل فترة ولكن الأحداث الميدانية التي يمر بها لبنان حالت دون ذلك وتقرر تأجيل موعد عرضه». وعن تجربتها السينمائية الأولى هذه تقول: «دوري شبيه إلى حد ما بالذي ألعبه في «عروس بيروت». فشركة الإنتاج اختارتني لألعب دور (يارا) وهو اسمي في الفيلم بعد أن لفتها أدائي في المسلسل المذكور وكانت تجربة رائعة جدا ومريحة إلى أبعد حدّ».
وتشير ميا سعيد إلى رضاها التام عن نفسها وتقول: «أنا راضية جدا عن نفسي وعن خياراتي التمثيلية وكوني شاركت في «عروس بيروت» الذي فتح أمامي آفاقا كثيرة وأبواب فرص عديدة كما أخذني إلى مكانة تمثيلية، لم أكن أحلم بها. والأهم هو أن المشاهد اقتنع بأدائي حتى أن بعض النساء المتزوجات يتابعونني على وسائل التواصل الاجتماعي ويطالبونني بنصيحة معينة تسمح لهم بتجاوز ما يعيشونه في حياتهم الزوجية والتي يعانون فيها ما تعانيه سارة في «عروس بيروت» مع حماتها».
وتؤكد الممثلة اللبنانية أن سارة في «عروس بيروت» في جزئه الثاني ستمر بمفارقات كثيرة وتتعرض للعنف الجسدي، مما يجعل حياتها الزوجية على المحك.
«كان من الصعب علي تصوير المشاهد التي أتعرض فيها للعنف الجسدي من قبل زوجي في المسلسل الممثل محمد الأحمد. وكان الفريق بأكمله يحرص على أن أؤديها بشكل طبيعي ومن دون أن أتعرض للأذية الجسدية الحقيقية. وكانوا قبيل كل مشهد من هذا النوع يعلموني كيف أتدارك الموضوع. وعما ينتظر (سارة) في الحلقات المقبلة في الجزء الثاني من المسلسل تقول: «ستتضاعف معاناتها حتى وصولها إلى نهاية غير سعيدة. ولكن ما يهمني في الموضوع هو الانطباع العام الذي تركه هذا العمل على المشاهد العربي عامة واللبناني خاصة. فوصلتني أصداء إيجابية كثيرة من الناس بأنهم يشعرون بالفراغ من دونه وبعيد نهاية عرض الجزء الأول منه. كما أنهم يعيشون المراحل التي يؤديها الممثلون أجمعون وكأنهم أصبحوا بمثابة عائلة واحدة، سيما وأنهم كانوا ضيوفهم في المنزل عبر شاشتهم الصغيرة لأشهر عديدة».