قطان لـ «الشرق الأوسط»: جهود سعودية لحل خلافات في أفريقيا

قال إن روابط دول البحر الأحمر وخليج عدن استدعت استراتيجية لمواجهة الأخطار المحدقة بها

وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان (الشرق الأوسط)
وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان (الشرق الأوسط)
TT

قطان لـ «الشرق الأوسط»: جهود سعودية لحل خلافات في أفريقيا

وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان (الشرق الأوسط)
وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان (الشرق الأوسط)

شدد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان على أهمية مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن الذي استضافت الرياض اجتماعه التأسيسي، «لمواجهة الأخطار التي تحدق بتلك الدول»، مشيراً إلى أن السعودية تبذل حالياً «جهوداً لحل خلافات بين الأشقاء في أفريقيا».
وقال قطان في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن «السعودية كانت أول من تنبه لأهمية موقع البحر الأحمر وأول من بادر بالدعوة لإطلاق جهود دولية جماعية تهدف إلى التنسيق لحماية وتأمين سلامة الممر المائي». ورأى أنه «أصبح من الضروري توفير استراتيجية اقتصادية للتعاون الاستثماري والتنموي بين دول الكيان والدول الأخرى التي تشترك معها في مصالحها الاقتصادية، واستغلال الفرص المتاحة لإيجاد شراكات وإقامة مشاريع واستثمارات مشتركة تحفزها للتقدم الاقتصادي والتنموي وإنجاح المشروعات التي تقيمها، إلى جانب إتاحة الفرص لعقد اتفاقيات لدول الكيان لاستكشافات نفطية جديدة على غرار البحر الأبيض المتوسط».
وتطرق قطان إلى أهمية حماية الثروات الحية في البحر الأحمر من الكثير من الأخطار والتهديدات البيئية، وحاجة دول الكيان لمنع محاولات بعض الدول العبث بأمن المنطقة البيئي من خلال التخلص من النفايات الذرية والكيميائية في قاعه.
وأشار إلى أن ميثاق تأسيس المجلس سيدخل حيز النفاذ بعد 90 يوماً من تاريخ تصديق أربع دول على الأقل عليه، كما سيكون مقر أمانته العامة في مدينة الرياض وسيكون أول أمين عام للمجلس سعودياً. وفيما يلي نص الحوار:

> ماذا يمثل تأسيس مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن بالنسبة إلى السعودية وتلك الدول والمنطقة؟
- الاتفاق على إنشاء هذا الكيان والتوقيع على ميثاقه من أرض السعودية يعتبر منعطفاً مهماً في تاريخ المنطقة ومستقبلها، ويمثل نجاحاً كبيراً وإنجازاً مهماً لجميع دولها وشعوبها، ويعكس مدى إصرار قادتها وحرصهم وقناعتهم بأهمية إنشائه، خصوصاً في هذا التوقيت، والظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، والتي نحن أحوج ما نكون فيها مع الأشقاء لتعزيز التعاون من خلال هذا التجمع الإقليمي الذي سيتيح لدوله التنسيق بما يحقق أمنها واستقرارها وتنميتها في المجالات كافة، وفي الوقت ذاته يمكنها من مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة.
وهو نتيجة طبيعية للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط هذه الدول لتجني ثمار تعاونها وجهودها التي بذلتها في الفترة الماضية، ومن ضمنها السعودية التي تعتبر أول من تنبه لأهمية موقع البحر الأحمر، وأول من بادر بالدعوة إلى إطلاق جهود دولية جماعية تهدف إلى التنسيق لحماية وتأمين سلامة هذا الممر المائي الأهم في العالم والذي يعبر من طرفيه ما يزيد على 13 في المائة من التجارة العالمية، وتمر فيه عشرات الآلاف من السفن سنوياً، إلى جانب 40 في المائة من إجمالي حركة النفط العالمية، ومن المتوقع أن تتزايد هذه النسب عاماً بعد عام.
ويأتي مولد هذا الكيان إثر الجهود المتواصلة التي بذلتها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ومن بعده أبنائه الملوك - رحمهم الله - حتى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ملتزمة في ذلك بثوابت سياستها الخارجية التي ترتكز على حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودورها الفاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية، وتعزيز علاقاتها بما يخدم المصالح المشتركة، ومن ضمنها جيرانها الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، مستثمرة في ذلك مكانتها وإمكاناتها، وعلاقاتها الأخوية التاريخية المتميزة التي تربطها بها، سعياً منها إلى تحقيق التكامل معها ورفع مستوى العلاقات معها لأعلى المستويات.
كما أن اتفاق تلك الدول سيمكنها من تحقيق أهدافها الاستراتيجية المرحلية والمستقبلية وتعزيز تعاونها في المجالات كافة وفق أولوية المصالح العليا لها، إلى جانب تحقيق تنميتها وتكاملها الاقتصادي وتسهيل عمليات التجارة البينية.
وساعد على نجاح هذا التوجه القرب الجغرافي بين هذه الدول والتشابه اللغوي والثقافي والتوافق والتلاقي الحضاري وتماثل الحياة الاقتصادية وشعور الجميع بأهمية العمل الإقليمي.
> هل تطلعنا أكثر على جهود السعودية ودورها في ذلك؟
- يعود اهتمام السعودية بالبحر الأحمر وحرصها على أهمية تعاون دول الكيان بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها إلى عقود طويلة، وذلك انطلاقاً من أنها أكبر الدول التي تمتلك سواحل عليه بطول يمتد لنحو 2400 كم تقريباً تمثل ما يزيد على 40 في المائة من الطول الكلي لسواحله.
كما تمثّل سلامة وأمن البحر الأحمر الذي يغطي مساحة تبلغ 178 ألف ميل مربع، أهمية استراتيجية وجيوسياسية عالية بالنسبة إلى السعودية بحكم موقعه الجغرافي رابطاً بين القارات الثلاث الكبرى، وبذلت جهوداً كبيرة في التعاون مع دول البحر الأحمر، ونظمت العديد من الندوات ودعمت وشجعت على إجراء الكثير من الدراسات والبحوث العلمية المختلفة التي تعنى به لأهميته الاقتصادية والبيئية.
وتعود فكرة تشكيل إطار تعاون إقليمي في هذه المنطقة، إلى مبادرة سعودية قديمة انطلقت عام 1956. إذ دعت إلى مؤتمر قمة ثلاثية عقدت في مدينة جدة عام 1375هـ الموافق 1956 شارك فيها الملك سعود بن عبد العزيز، والرئيس جمال عبد الناصر، والإمام أحمد بن يحيى، وصدر عنها ميثاق جدة الذي اتفقت فيه السعودية ومصر واليمن على إقامة أمن مشترك حالت دون تفعيله الظروف السياسية التي عصفت بالمنطقة حينها.
كما استضافت السعودية اجتماعاً في مدينة جدة عام 1972، شاركت فيه مصر والسودان وإثيوبيا واليمن، لتأكيد حقوق هذه الدول في موارد أعماق البحر الأحمر المعدنية وتنظيم استثمارها، وتضمن البيان المشترك أن تلك الموارد ملك للدول الساحلية وينبغي أن تبقى هكذا في المستقبل.
وعام 1974 وقّعت السعودية مع السودان اتفاقاً بشأن الاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في قاع البحر الأحمر وأسفر ذلك عن إنشاء الهيئة السعودية - السودانية المشتركة عام 1975 التي اتخذت مدينة جدة مقراً لأمانتها، واستمرت حتى عام 1990. ثم تشكلت اللجنة الدائمة المشتركة لتطوير تلك الثروات عام 2017.
كما عُقدت في مدينة جدة عام 1976 قمة ثلاثية شارك فيها الملك خالد بن عبد العزيز والرئيس أنور السادات والرئيس جعفر النميري، ونتج عنها اتفاقهم على أهمية وجود تنسيق عسكري في البحر الأحمر أو تشكيل لجنة عسكرية موحدة، إلى جانب الإعلان عن اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والسودان.
ونظراً لما شهده البحر الأحمر منذ بداية الثمانينيات من مخاطر وتهديدات بزرع ألغام أدت إلى انفجار عدد من السفن التجارية، إلى جانب ارتفاع نسبة التلوث المهدد للحياة السمكية والنباتية والملاحة البحرية والبيئة، كثّفت السعودية جهودها في حمايته من ذلك وتكللت جهودها بالتوقيع على اتفاقية جدة للتعاون العربي الأمني والبيئي عام 1982 من قبل السعودية والأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن، وتم على إثرها تأسيس الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن التي ركزت على ثلاثة أبعاد استثمارية وبيئية واجتماعية، وتطرقت إلى أهمية استدامة النواحي الثقافية والاجتماعية في سابقة لها، وتم اختيار مدينة جدة مقراً لها، تقديراً لما بذلته من جهود في هذا الشأن.
وفي سبتمبر (أيلول) 2008، صدر إعلان الرياض المشترك لاجتماع القيادات البحرية وخبراء وزارات الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المطلة على البحر الأحمر وتمت فيه مناقشة القرصنة قبالة سواحل الصومال وأبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية، وأكد أهمية تعزيز عملية التشاور بين هذه الدول لمكافحتها وفقاً لقرارات مجلس الأمن.
واستضافت السعودية عام 2018 الاجتماع الوزاري لدول البحر الأحمر الذي شاركت فيه الأردن ومصر والسودان واليمن وجيبوتي والصومال.
واستمرت السعودية في بذل الجهود الرامية لتعزيز التنسيق والتعاون الأمني الإقليمي، وكان آخرها مشاركتها في تمرين «البحر الأحمر 1» الذي انطلق في مدينة جدة العام قبل الماضي بمشاركة الأردن ومصر والسودان وجيبوتي واليمن، ومراقبين من الصومال في إطار تعزيز الأمن البحري والتعاون العسكري وتبادل الخبرات القتالية وحماية المياه الإقليمية، إضافة إلى الإسهام في توحيد المفاهيم العسكرية ورفع الجاهزية القتالية.
واستضافت السعودية في 21 أبريل (نيسان) 2019 اجتماع كبار المسؤولين في الدول المشار إليها، إضافة إلى إريتريا التي انضمت إلى هذا الكيان. ولا شك أن تحقيق السعودية هذا الإنجاز بالتعاون مع شقيقاتها، يضاف إلى رصيد دبلوماسيتها من الإنجازات والنجاحات في المحافل الدولية.
> ما الأسباب التي دعت إلى إنشاء هذا الكيان وماذا ستجني دوله؟
- يتمتع البحر الأحمر الذي يبلغ طول سواحله نحو 5500 كم، ومتوسط اتساعه نحو 300 كم وعمقه يصل إلى 2500 متر، وتوجد فيه نحو 1150 جزيرة، بأهمية استراتيجية وتجارية واقتصادية وأمنية فريدة منذ أقدم العصور لاتصاله بالبحار والمحيطات المهمة، وقرب المراكز الاقتصادية ومنابع النفط من سواحله، ويوفر للعديد من القوى الإقليمية والدولية إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيطين الأطلسي والهندي، كمدخل من جنوبه لمياه بحر العرب الواقع بين أفريقيا وآسيا من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن، وفي شماله جزيرة سيناء وخليج العقبة وقناة السويس، مما جعله ممراً رئيسياً لطرق التجارة الإقليمية والعالمية.
كما يمتاز بطول شواطئه المرتبطة بالطرق البرية والحيوية، وعمق مياه موانئه الصالحة لرسو السفن ونقل المعدات والإمدادات، إضافة إلى ما يملكه من ثروات مائية هائلة، وجزر طبيعية استراتيجية كجزر فرسان ومدخل خليج السويس وجزيرة دوميرا، وغيرها، ولا شك أن هذه المزايا تدفع دول الكيان لمضاعفة جهودها للدفاع عنه.
كما أن الدور الكبير الذي لعبه البحر الأحمر في حياة دول الكيان وتوجهاتها، والروابط الدينية والتاريخية والعرقية، إلى جانب ارتباط مصالحها ارتباطاً وثيقاً استدعى ضرورة السعي من أجل العمل ضمن استراتيجية واحدة لمواجهة الأخطار التي تحدق بها.
ويأتي إنشاء هذا الكيان نتيجة طبيعية للمراحل التاريخية والظروف التي شهدتها وتشهدها المنطقة وتأثيرات ذلك على دولها، كما أنه يأتي في توقيت مهم جداً أدركت فيه هذه الدول أهمية تعزيز تعاونها في مختلف المجالات بما يحقق أمنها واستقرارها وتنميتها في ظل ما تملكه من ثقل تاريخي وسياسي.
ففي الجانب السياسي، يأتي التجمع لحاجة تلك الدول الماسة إلى المزيد من التعاون والتنسيق السياسي واستثمار الخبرات التي تتمتع بها في مجال العمل الثنائي والدولي متعدد الأطراف.
كما أن هناك حاجة لتعاون دول الكيان في تطهير منطقة البحر الأحمر من الألغام التي زرعتها بعض الدول والميليشيات الإرهابية، إلى جانب الحاجة إلى حماية التجارة العالمية والسفن وحركة الملاحة البحرية الدولية، وتوفير استراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب البحري في المنطقة والمتمثل في عمليات القرصنة التي زادت أخيراً، واستراتيجية أخرى لمكافحة تهريب البشر والمخدرات والسلاح والاصطياد الجائر وغيرها من المخاطر التي تهدد دول المنطقة كافة. هذا إلى جانب الحاجة لتحقيق السلامة البحرية وتبني استراتيجيات متكاملة بما يضمن حماية سيادة دول الكيان من أي اعتداء وحماية الموارد والحياة الفطرية والطبيعية والثروات الطبيعية الهائلة.
وفي الجانب الاقتصادي وللأهمية الاقتصادية التي نشأت منذ وجود شعوب دول الكيان كونه ممراً للمنتجات الصناعية الغربية والشرقية المتبادلة من مواد أولية ومعادن تزخر بها هذه الدول، تبرز أهمية الاستفادة مما تملكه من قدرات ومقومات اقتصادية متنوعة بما يحقق تكاملها ورخاءها وتنميتها ويحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومن يتابع مسيرة السعودية الاقتصادية والتنموية وما حققته من إنجازات عظيمة من خلال تسخير إمكانياتها في تنمية أرجائها كافة ومن ضمنها هذه المنطقة، يلحظ أنها أولتها اهتماماً خاصاً بإقامة مشاريع ومدن اقتصادية عملاقة.
وتؤمن السعودية أن تنفيذ ونجاح البرامج والمشاريع العملاقة الطموحة إقليمياً ودولياً، إلى جانب ما أقامته وستقيمه دول الكيان من مشاريع مماثلة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة والسياحة والطاقة المتجددة، بما في ذلك المفاعلات النووية للأغراض السلمية ومحطات تحلية المياه والمشاريع المشتركة، يتطلب توفر حالة دائمة من الأمن والاستقرار في هذه المنطقة والقرن الأفريقي بما يكفل نجاحها ونمو اقتصاداتها ويوجد المزيد من الوظائف وفرص الاستثمار. ولا شك في أن الخبرة التي تتمتع بها السعودية وتلك الدول تؤهلها للعمل معاً لتحقيق ما تتطلع إليه قياداتها وشعوبها. كما أن ما تملكه المملكة من إمكانات وقدرات اقتصادية هائلة كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة وعضو في مجموعة العشرين، وما تملكه دول الكيان من مزايا اقتصادية كبيرة سيكون له الأثر الإيجابي الكبير على نجاح مسيرة هذا الكيان في المستقبل.
وأصبح من الضروري توفير استراتيجية اقتصادية للتعاون الاستثماري والتنموي بين دول الكيان والدول الأخرى التي تشترك معها في مصالحها الاقتصادية، واستغلال الفرص المتاحة لخلق شراكات وإقامة مشاريع واستثمارات مشتركة تحفزها للتقدم الاقتصادي والتنموي وإنجاح المشروعات التي تقيمها إلى جانب إتاحة الفرص لعقد اتفاقيات لدول الكيان لاستكشافات نفطية جديدة على غرار البحر الأبيض المتوسط. كما أن هذه المنطقة بحاجة لتكثيف التعاون لحماية التجارة الدولية العابرة فيها باعتبارها ممراً رئيسياً بين دول شرق آسيا وأوروبا ومعبراً لنحو 3.3 مليون برميل نفط يومياً، إضافة إلى عمليات الشحن البحري.
ولقلة الثروات الحية في البحر الأحمر وبدائية وسائل الصيد والتداخل في مناطقه، ولأهمية الحفاظ عليها وحمايتها من الكثير من الأخطار والتهديدات البيئية، أصبح ضرورياً تحقيق أمن بيئته وحمايته من التلوث، والحفاظ على المكونات البحرية والثروة السمكية وتعزيز الجهود الجماعية في هذا المجال بما يحقق الاستخدام الأمثل للموارد البحرية وحماية الشواطئ من الأخطار والتدهور البيئي ومنع محاولات بعض الدول العبث بأمن المنطقة البيئي من خلال التخلص من النفايات الذرية والكيميائية في قاع البحر الأحمر.
> ما الخطوات التي سيتم اتخاذها بعد التوقيع على ميثاق تأسيس مجلس هذا الكيان، وأين سيكون مقره؟
- بعد التوقيع على الصيغة النهائية لميثاق تأسيس مجلس هذا الكيان، سيُعقد اجتماع على مستوى قادة الدول لمباركة إنشائه والانطلاق به لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، وسيدخل الميثاق حيز النفاذ بعد تسعين يوماً من تاريخ تصديق أربع دول على الأقل عليه، كما سيكون مقر أمانته العامة في مدينة الرياض وسيكون أول أمين عام للمجلس سعودياً.
> ماذا حققتم في الشأن الأفريقي منذ توليكم منصب وزير دولة لشؤون الدول الأفريقية؟
- توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد المستمرة لنا تؤكد دائماً على الاهتمام بتعزيز علاقات المملكة الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، وبذل كل ما من شأنه تعزيز تلك العلاقات وتنميتها في جميع المجالات، ومن ضمنها دول القارة الأفريقية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه سدة الحكم حرصاً واهتماماً خاصاً، من خلال توجيهاته الدائمة لنا بالعمل على تعزيز العلاقات الثنائية معها بما يحقق تطلعات قياداتها وشعوبها، إلى جانب توجيهاته لنا بالعمل على تحقيق أمن واستقرار وتنمية هذه المنطقة، وترجم جانباً من اهتمامه وحرصه على ذلك تشرفي بصدور أمر ملكي بتعييني وزير دولة لشؤون الدول الأفريقية والذي حملت بموجبه مسؤولية ملفات تعزيز علاقات المملكة الثنائية مع الدول الأفريقية، بما فيها الدول العربية الواقعة في القارة، وتنمية تلك العلاقات في المجالات كافة. وعلى إثر ذلك شهدت علاقات السعودية بالدول الأفريقية في الفترة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً عكسته الزيارات الرسمية التي قام بها ولي العهد العام الماضي لعدد من الدول الأفريقية، إضافة إلى الزيارات الرسمية التي قام بها كثير من قادة الدول الأفريقية للمملكة.
كما بذلت القيادة السعودية جهوداً جبارة تهدف إلى تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين دول القارة الأفريقية، وسخّرت إمكانات المملكة ودورها الإسلامي الريادي في سبيل حل تلك الخلافات بين الأشقاء، وكان أول ثمار تلك الجهود تتويج اتفاقية السلام التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا بالتوقيع عليها من رئيس إريتريا ورئيس الوزراء الإثيوبي في مدينة جدة بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) 2018، إلى جانب اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس الإريتري والرئيس الجيبوتي نتيجة للحراك الدبلوماسي السعودي في إطار جهود حل الخلافات بين البلدين.
وتواصل القيادة توجيهاتها ببذل كل ما يمكن من جهود هادفة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الأشقاء، ومن ضمنها جهود المصالحة الحالية التي تبذلها السعودية في التوسط لحل بعض الخلافات بين الأشقاء في هذه القارة بما يحقق أمنها واستقرارها ويعود بالنفع على شعوبها.



اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.


الوحدة الإسلامية وحرب غزة والسودان والإسلاموفوبيا على طاولة «رابطة العالم الإسلامي»

7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

الوحدة الإسلامية وحرب غزة والسودان والإسلاموفوبيا على طاولة «رابطة العالم الإسلامي»

7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
7 قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)

تبحث الدورة السادسة والأربعون للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي سبعَ قضايا مُلِحَّة مدرجة على جدول أعمالها، تتصدرها قضية وَحدة الأمة الإسلامية، وفلسطين وحرب غزة، وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، إضافةً إلى الأوضاع في السودان، والإسلاموفوبيا، والإساءة للرموز الدينية.

وتعقد أعمال الدورة برئاسة المفتي العام للسعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ومشاركةِ كبار المفتين والعلماء، ممثلي الشأن الديني للشعوب الإسلامية في الداخل الإسلامي ودُوَل الأقليَّات.

واستهلت الدورة أعمالَها بكلمةٍ لمفتي عام السعودية، أكد فيها أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، تعتزُّ بما حباها الله من مكانةٍ سامقةٍ في العالم كله، فهي محضن الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المسلمين.

وأضاف المفتي أنه من هذا المنطلق حملت السعودية على عاتقها مسؤوليةً عظيمةً تجاه المسلمين، فكانت سبَّاقة للاهتمام بقضاياهم، والعناية بشؤونهم، والسعي في معالجة مشكلاتهم، ومدِّ يد العون والإغاثة لهم، وصار ديدنها أن تقِفَ معهم في أزماتهم ومعاناتهم، وتدافع عنهم في المحافل الإقليمية والدولية.

تعقد أعمال الدورة برئاسة المفتي العام للسعودية ومشاركةِ كبار المفتين والعلماء ممثلي الشأن الديني للشعوب الإسلامية (الشرق الأوسط)

وشدَّد المفتي العام على أنَّ المملكة بذلت جهوداً في رأب الصدع وحلِّ الخلافات والنزاعات بين المسلمين، وسعتْ في تقريب وجهات نظرهم، وحثّهم على الاجتماع والاتفاق والانسجام والوئام، مبيِّناً أنه في سبيل تحقيق ذلك قامت المملكة بتأسيس عددٍ من الهيئات والمجامع والمؤسسات المعنية بشؤون المسلمين، ودعم قضاياهم وحل أزماتهم.

وأكَّد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أنَّ احتضان المملكة لهذه المؤسسات ودعمها ومؤازرتها لَخيرُ دليلٍ على عناية قيادتها المتواصلة بالمسلمين، مُشيراً إلى أنَّ هذه العناية تجلَّت في مجالات كثيرة ومتنوعة، قامت خلالَها المملكة بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، لتعزيز الأمة المسلمة وتقويتها، وتجاوُز ما تواجهه من تحديات وأزمات، وحمايتها من كل خطرٍ يُهدِّدُ كيانها».

ثم تحدَّث المفتي، عن رابطة العالم الإسلامي بوصفها من الجهات الرائدة التي تحتضنها المملكة وترعاها؛ مؤكِّداً أنَّ المجلسَ الأعلى للرابطة يسعى لتحقيق عددٍ من الأهداف النبيلة على المستوى الإقليمي والعالمي، ومن أهمِّ تلك الأهداف: نشر الفكر الوسطي، والحماية من التطرف والغلو والإرهاب، ونشر السلام والعدل، وتحرير الإنسانية من العبودية لغير الله، وتنمية التعارف والتعاون بين الشعوب، والمشاركة في الجهود الإغاثية والرعوية والتنمويّة حول العالم، والعمل على تعميق الوَحدة بين المسلمين وجمعِ كلمتهم.

من جانبه، ثمَّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، نائب رئيس المجلس الأعلى للرابطة، الشيخ الدكتور محمد العيسى، خلال كلمته، ما اضطلع به المجلسُ الأعلى للرابطة من جهود ميمونة تستحقُّ الإشادة والتثمين، ومن ذلك ما سبَقَ من قرارات مهمة، من بينها تحديث نظامه الأساسي؛ لينسجِمَ مع كون الرابطةِ منظمةً دوليةً بحسب اتفاقية المقر بين الرابطة ودولة مقرها المملكة العربية السعودية.

وأكَّد العيسى أنه غيرُ خافٍ أنَّ الرابطة تُعدّ حسنةً من حسنات المملكة أهدتْها للعالم الإسلامي؛ لتنطلق الرابطة من مهد الرسالة بمكة المكرمة في رحاب المملكة العربية السعودية للعالَمين».

وأشار الدكتور العيسى إلى أنَّه في سياق السعي الحثيث من الرابطة نحو مهامِّها، وذلك من تأسيسها حتى اليوم، اضطلعتْ بمسؤوليتها بحسب رسالتها الإسلامية التي تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتُبيِّنُ للعالمين حقيقةَ دينِنَا الحنيف، وذلك في مواجهة الجهل والإغراض»، مُشدِّداً على أنَّ الرابطة «اتخذتْ منهجاً وسَطاً في شأنها كلِّه؛ إنْ في الدعوة أو الحوار أو المناظرة، وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقاً وغرباً».

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «لدينا نماذجُ متعددةٌ من جهلةٍ بالأمس، ومنهم من كان حادّاً في مواقفه، أصبحوا اليومَ إمَّا على استيعابٍ مُجرَّدٍ لحقيقة الإسلام، أو على قناعةٍ به، وفي الأول سلامةٌ من أذاه، وفي الثاني مكسَبٌ للإسلام والمهتدي إليه بالدخول فيه»، مبيِّناً أنَّ قاعدةَ الرابطة في هذا قولُ الحق سبحانه: ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بالَّتِي هِيَ أَحْسَن))، وقوله تعالى: ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)).

من جانبه، أكَّدَ رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، أنَّ اجتماعَ المجلس الأعلى للرابطة عكس تطلعات الأمة، ليسودَ السَّلام والوئام كلَّ أرجاء المعمورة، ويستلهمَ المسلمون مبادئَ دينهم الحنيف الذي يدعو إلى وَحدة الصف ولمِّ الشمل والاستمساك بالعروة الوثقى؛ مشدِّداً على ضرورة تعزيز الحوار بين الأديان السماوية والحضارات والثقافات، بما يخدم رسالة الدين الإسلامي الحنيف السمح.

وثمَّن السديسُ جهودَ السعودية، وقيادتها، في خدمة الإسلام والمسلمين والشعوب الإسلامية والإنسانية؛ حيث لم تألُ جهداً في مناصرة قضايا العالم الإسلامي في كل المحافل الدولية العالمية، ودعم البرامج التوعوية، ونشر منهج الوسطية والاعتدال.

الرابطة اتخذت منهجاً وسطاً في شأنها كلِّه وحقَّقَت في هذا مكاسبَ عظيمةً شرقاً وغرباً (الشرق الأوسط)

بدوره، أشاد وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، الدكتور محمد مختار جمعة مبروك، خلال كلمته، بِدَوْرِ رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام، وجهودِها الرامية إلى إحلال السَّلام العالمي والإنساني.

وخلال كلمته، قدَّم وزير الشؤون الدينية في الجمهورية التركية، الشيخ الدكتور علي أرباش الشكرَ للسعودية وقيادتِها؛ لاحتضانهم الاجتماع، ولخدمتهم للإسلام والمسلمين.

وأثنى أرباش على جهود الرابطة وقيادتها وترشيحها له ليكون عُضواً في المجلس الأعلى؛ مؤكِّداً استعدادَ رئاسة الشؤون الدينية التركية للمساهمة مع الرابطة لتحقيق الأهداف المرجُوَّة، مشدِّداً على أهميَّة العمل في سبيل توثيق عُرى الأواصِر بينَ المسلمين لتوحيد كلمتهم وصفوفهم؛ لافتاً إلى ضرورة ترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطيَّة، ونشر ثقافة الحوار والتسامح، والاهتمام بالأقلِّيَّات المسلمة والعمل على حل مشكلاتها.

يُذكر أنَّ المجلسَ الأعلى هو السُّلْطَةُ العُليا في الرابطة التي تعتمد كافة الخطط التي تتبنَّاها الأمانة العامة للرابطة، ويتكوَّن من (65) عضواً؛ من الشخصيات الإسلامية المرموقة، يمثِّلون الشعوبَ والأقلياتِ المسلمةَ، ويُعيَّنُون بقرارٍ من المجلس، ويَجتمع دَوْرِيّاً لاتخـاذ القرارات فيمــا يـُعرَض عـليه مـن البحـوث والقضايـا.


السعودية تبدأ تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من «حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص»

أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
TT

السعودية تبدأ تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من «حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص»

أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)
أبو اثنين (يمين) والتويجري يحاورهما رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري في ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص (واس)

بدأت المملكة العربية السعودية تنفيذ اتفاقيات المرحلة الثانية من مشروع تعزيز جهود السعودية في مجال حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة، وذلك في إطار مذكرتَي تفاهم أبرمتهما السعودية مع المنظمتين.

هذا ما أعلنته رئيسة هيئة حقوق الإنسان ورئيس لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، الدكتورة هلا التويجري، خلال ندوة نظّمتها الهيئة في الرياض، الأربعاء، تحت عنوان «تعزيز التعاون في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص»، بمشاركة متحدثين ومختصين على المستويين المحلي والدولي لمناقشة التحديات وبحث أفضل الممارسات العالمية لمكافحة هذه الجرائم.

وتأتي الندوة في إطار الجهود السعودية لبحث أفضل السبل الرامية إلى مكافحة هذه الجرائم والوقاية منها بحضور ممثلين من الجهات الحكومية، وهي: وزارة الداخلية، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والنيابة العامة، وهيئة حقوق الإنسان، ولجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، وعدد من المنظمات الدولية، منها «يونيسيف» من خلال مكتبها في دول الخليج، ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في السعودية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة.

التويجري متحدثة في ندوة مكافحة جرائم الاتجار بالبشر (واس)

واستعرضت الندوة الأُطر الوطنية والدولية التشريعية والمؤسسية الرامية إلى مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، والصكوك والمواثيق الإقليمية والدولية التي تشكل إطاراً معيارياً لمكافحتها، وتعزيز الوعي بالأنماط السائدة لهذه الجرائم وتطوراتها الحديثة والسُبل المُثلى للحماية والوقاية منها، والاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب العالمية في مكافحتها.

وسائل مبتكرة

وأكد المتحدثون على أهمية تعزيز التعاون في مكافحة الاتجار بالأشخاص، والبحث عن وسائل وأدوات مبتكرة تخرج عن السياق التقليدي لمكافحة هذه الجرائم، وتبني مؤشرات أكثر دقة للاتجار بالأشخاص، تمكّن من الوصول إلى الضحايا، والمعالجة المبكرة والمناسبة من حيث الوقت لجرائمه، بما يضمن كرامة الإنسان وصونها من جميع أشكال الاستغلال.

وأشار المتحدثون في الندوة إلى أن الاتجار بالأشخاص يُعدّ من الجرائم العابرة للحدود التي تنتهك حقوق الإنسان، وتسلب حريته، وتهدر كرامته، وأنه من الضرورة تبني سياسات وتدابير تعزز المكافحة وتدمج النهج القائم على حقوق الإنسان في ذلك، من خلال المساواة وعدم التمييز، وإيلاء الضحايا والضحايا المتحملين القدر اللازم من العناية، وحمايتهم وتمكينهم وإدماجهم في المجتمع، والوقوف على الأسباب المؤدية إلى هذه الجرائم، وتحديد الثغرات التي تمكّن مرتكبيها من الإفلات من العقاب، ومن ثم حرمان الضحايا من العدالة.

التويجري: دعم شامل

وأوضحت التويجري، في كلمتها خلال الندوة، أن من أفضل الممارسات العالمية لمواجهة هذه الجرائم تعزيز التشريعات وتطبيقها بشكل فعّال، وتوفير العدالة والرعاية والدعم الشامل للضحايا، وتوعية وتثقيف المجتمع بمخاطرها وآثارها، وتشجيع الإبلاغ عن حالات الاتجار، وتطوير برامج تدريبية لتحسين الكشف عن حالات الاتجار ومعالجتها، وتعزيز التعاون الدولي والوطني بين جميع الجهات ذات الصلة بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص.

وأكدت التويجري أن هيئة حقوق الإنسان تنفذ حالياً اتفاقيات المرحلة الثانية من مشروع تعزيز جهود السعودية في مجال حماية ضحايا الاتجار بالأشخاص، مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للهجرة، في إطار مذكرتَي التفاهم اللتين أبرمتهما السعودية مع المنظمتين؛ لتوحيد جهود الاستجابة لمكافحة هذه الجرائم من خلال نهج شامل. وشددت على أن الأزمات والنزاعات التي يشهدها العالم وفّرت بيئة خصبة للاتجار واستغلال الضحايا؛ مما يستدعي مضاعفة الجهود الدولية لمكافحة هذه الجريمة، لذلك أقيمت الندوة لنتبادل التجارب، وزيادة مستوى التنسيق بهدف التصدي لهذه الجريمة ومنع حدوثها والحد من آثارها على الضحايا وحمايتهم.

مشاركة دولية واسعة في مناقشة مواضيع ندوة حقوق الإنسان (واس)

وبيّن نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الدكتور عبد الله أبو اثنين، خلال الجلسة أن الوزارة عملت من منطلق مسؤوليتها في سوق العمل، على تنفيذ وتفعيل الخطة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية، هي: الوقاية، والحماية والمساعدة، والملاحقة والقضائية، والتعاون الوطني والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى سنّ التشريعات والسياسات المتعلقة بالحقوق التعاقدية للعاملين في سوق العمل السعودية، وحمايتهم من الممارسات غير النظامية سواء الاتجار بالأشخاص أو العمل الجبري أو غيرها من الممارسات السلبية والجرائم العمالية.

وأوضح أن الوزارة أطلقت عدداً من البرامج التي تستهدف الحد من جرائم الاتجار بالأشخاص، ومنها مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية؛ بهدف تفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقات العمالية، وبرنامج توثيق العقود الذي وثّق منذ إطلاقه أكثر من 7 ملايين عقد، وبرنامج الأجور الذي يلزم المنشآت بدفع أجور العاملين، وكذلك برنامج «ودي» لتسوية الخلافات العمالية، حيث وصلت نسبة الصلح في الخلافات العمالية إلى 77 في المائة.

يجدر بالذكر، أن السعودية شهدت في الأعوام الأخيرة نقلة نوعية في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، شملت تطوير الإطارين التشريعي والمؤسسي، ورسمت خريطة طريق جديدة لهذا الملف بالبلاد في مجالات حقوق المرأة، وكبار السن، والطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، وفي مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص.


قطر ونيبال نحو تطوير العلاقات وتعزيز الشراكة الاقتصادية

أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
TT

قطر ونيبال نحو تطوير العلاقات وتعزيز الشراكة الاقتصادية

أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)

اختتم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى نيبال اليوم (الأربعاء)، المحطة الأخيرة في جولة آسيوية شملت كذلك الفلبين وبنغلاديش.

وعقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء نيبال، بوشبا كمال دهال، جلسة مباحثات رسمية في العاصمة كاتماندو، اليوم.

وفي بداية الجلسة، رحب رئيس وزراء نيبال بأمير قطر والوفد المرافق، و«بالزيارة التاريخية» له كأول قائد عربي يزور نيبال، «والتي تعكس عمق العلاقات بين البلدين»، متطلعاً إلى العمل المشترك «لتعزيز التعاون المتبادل والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب»، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية.

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى مباحثات مع رئيس نيبال رام شاندرا بوديل (قنا)

كما أكد أمير قطر أهمية الزيارة في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، متطلعاً إلى أن تُسهم نتائجها في توطيد علاقات التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين، مشيداً بالجالية النيبالية المقيمة في دولة قطر، ومساهمتها في مجالات تنموية مختلفة بالبلاد.

كما بحث الجانبان خلال الجلسة أوجه التعاون بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها، ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي منشور له عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن المباحثات التي أجراها مع رئيس نيبال رام شاندرا بوديل، ورئيس الوزراء بوشبا كمال دهال، تناولت تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بشراكات متنوعة ترتقي بالتعاون الثنائي إلى المستوى المنشود.

وقال إن زيارة نيبال «أتاحت لي التعرف على جانب من تاريخها العريق، والتباحث مع الرئيس رام شاندرا بوديل، ورئيس الوزراء بوشبا كمال دهال، بشأن تطوير علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيزها بشراكات متنوعة ترتقي بالتعاون الثنائي إلى المستوى المنشود».

شراكة اقتصادية

وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال، اليوم، مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتَي البلدين، حيث شهدا توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم للتعاون بين النيابة العامة بدولة قطر ومكتب النائب العام في نيبال، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة.

كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الثقافة والفنون بين وزارة الثقافة في دولة قطر ووزارة الثقافة والسياحة والطيران المدني في نيبال، واتفاقية بشأن التعاون وتبادل الأخبار بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة الأنباء الوطنية النيبالية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية في دولة قطر ومعهد الشؤون الخارجية في حكومة نيبال، وتجديد مذكرة التفاهم الموقَّعة بين غرفة قطر واتحاد غرفة التجارة النيبالي، واتفاقية تأسيس مجلس أعمال مشتركة بين غرفة قطر، واتحاد غرف التجارة النيبالي.

حضر مراسم التوقيع بالعاصمة كاتماندو أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي.

كما حضرها من جانب نيبال عدد من الوزراء وكبار المسؤولين.