مهاجرون عرب في فرنسا: لماذا جاء السوريون؟

إجراءات أمنية حول برج إيفل قبل رأس السنة (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية حول برج إيفل قبل رأس السنة (إ.ب.أ)
TT

مهاجرون عرب في فرنسا: لماذا جاء السوريون؟

إجراءات أمنية حول برج إيفل قبل رأس السنة (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية حول برج إيفل قبل رأس السنة (إ.ب.أ)

يزداد عدد المغاربة واللبنانيين الموجودون في فرنسا بشكل مستمر، خصوصاً في بعض المدن الفرنسية مثل ليموج، وبوردو، وليون، بالإضافة إلى العاصمة باريس. كما أن معظم المغاربة الذين جاءوا من زمن قريب، لا يستطيعون أبداً الحصول على أوراق ثبوتية، أو إقامة بفرنسا، ولو لمدة أشهر.
الجدير بالذكر، أن الذين يعودون لأصول مغاربية، يمثلون قطاعاً كبيراً من سكان فرنسا والمهاجرين إليها منذ زمن، حيث بدأ كثير من المغاربة المجيء إلى فرنسا منذ عام 1960، وحتى الآن.
أما اللبنانيون، فقد قدموا إلى فرنسا منذ وقت بعيد. ويختلف الحديث عن تاريخ هجرتهم حسب العصور والمطبوعات، ويقال إنهم أتوا منذ الحرب العالمية الثانية، وبعدها الحرب الأهلية بلبنان، ويستمر قدوم الشبان الصغار اللبنانيين حالياً إلى هنا، حيث استقبل الفرنسيون جزءاً منهم مع اللاجئين السوريين المسافرين عبر البحر، منذ 6 أو 7 سنوات. الباحث الاجتماعي الفرنسي ليونيل، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن معظم من جاء إلى فرنسا من المغاربة، ساهم في بناء الأبنية بعد الحرب العالمية الثانية، لكن بعض من ولد هنا بعد الحرب المذكورة، يعمل بشكل غير شرعي، أو بطرق شبه بدائية. كما في مجال قطاعات الزراعة أو الدهان، أو في تصليح المجاري الصحية عن طريق الورشات.
ويوضح ليونيل أن «معظم المشكلات التي تقع الآن في باريس ومدن أخرى، تؤذي السيارات الفرنسية وأجهزة المصارف المتنوعة، ويعمل على إلحاق الأذى شبان مغربيون وتوانسة وجزائريون، يشربون الكحول، وبعدها يحطمون السيارات وبعض المحلات، خصوصاً بمناسبة الأعياد ونهاية رأس السنة! الشرطة الفرنسية تأخذهم إلى المخافر، لكنها تطلق سراحهم في بعض الأحيان خلال 24 ساعة». ويراقب معظم التوانسة والمغاربة، أعمال اللاجئين السوريين في فرنسا، إما للإفادة من تأجيرهم شققاً شيدوها - خلال الليل - في أبنية مخالفة للقوانين، ولم تحصل على موافقة رؤساء البلدية، أو يحاولون تشغيلهم بشكل غير شرعي في الطبخ، أو حتى في التنظيف، بينما يرفض السوريون بشكل مباشر هذه المقترحات، خصوصاً أنهم يحصلون على المساعدات الشهرية الفرنسية، ولو بوقت متأخر.
وفي أوقات أخرى، عندما يسأل اللاجئ السوري، «صديقه المغاربي»، عن إمكانية العودة إلى تركيا أو سوريا، يرد المغاربي عليه: «لم تريد العودة إلى هناك؟ هنا الحياة أفضل، وتستطيع العمل، إما بالدهانات أو البناء والتعمير، براتب يتضمن 10 يوروات في الساعة!».
إضافة إلى ذلك، تؤكد الأستاذة الفرنسية ليليان أن «معظم الصحافيات من أصول تونسية، خصوصاً سونيا مبروك (عمرها 42 عاماً) تنشر كتباً عن الذوق العام في السياسة والاقتصاد والمجتمع والعلاقات الإنسانية باللغة الفرنسية، لكن معظم الكتب لا تعجب الفرنسيين، خصوصاً ما يتعلق بإنقاذ فرنسا من الناحية السياسية. والغريب أن بعض الصحافيين من أصول مغاربية يعتبرون أنفسهم أفضل من الفرنسيين بعد حصولهم على الجنسية، رغم أن هذا ليس صحيحاً، ومستهجناً من قبل بعض الفرنسيين».
هذا ويرى فرنسيون أن «المغاربة هنا من أصول الدين اليهودي منذ عصور، وغالباً ما يعملون في مجال التمثيل والغناء، والكوميديا، وهناك علماء فيزياء، ومعلمون. ومنهم كالكوميدي الفرنسي دبوز، والكاتب المشهور فايل صراف، وهم علمانيون ليس إلا».
كما نعلم أنه في فرنسا، يوجد كثير من المدونات والكاتبات اللبنانيات، ولبنانيون يعملون في مجال تجارة السيارات وكراجات تصليحها، وأغلبهم متزوجون من فرنسيات. ونسبة منهم تطالب بالعلمانية باستمرار. لذلك يتعاملون - في بعض الأحيان - مع اللاجئين السوريين في فرنسا بشكل مفاجئ، ويتساءل معظمهم: «ما الذي جاء بالسوري إلى هنا؟». ويسعى لبنانيون للحصول على أرباح من خلال بيعهم سيارات لسوريين بذات المدينة، أو تصليح سياراتهم بشكل غير مشروع، أو طرح عليهم فرصة عمل كدليل سياحي مع مكاتبهم التي أنشأوها منذ زمن. لذلك، وفي كثير من الأوقات، يبحث اللاجئ السوري في المدن الفرنسية وقراها عن إنصاف قد يوجد بينه وبين مهاجرين قدماء في هذا البلد المليء بالصعاب، وأن يبتعد عن المشكلات التي يمكن أن تواجهه من قبل البعض.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.