موجز أخبار

طالبي لجوء مكسيكيين
طالبي لجوء مكسيكيين
TT

موجز أخبار

طالبي لجوء مكسيكيين
طالبي لجوء مكسيكيين

- الولايات المتحدة ترسل إلى غواتيمالا طالبي لجوء مكسيكيين
واشنطن - «الشرق الأوسط»: أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أنّ الولايات المتّحدة سترسل طالبي لجوء مكسيكيين إلى غواتيمالا التي أبرمت مع الإدارة الأميركية الصيف الماضي، اتفاقاً بشأن الهجرة مثيراً للجدل. وقال متحدّث باسم الوزارة، كما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «بعض المكسيكيين الباحثين عن حماية إنسانية في الولايات المتحدة بات بالإمكان نقلهم إلى غواتيمالا، حيث لديهم الفرصة لطلب الحماية».
وكانت واشنطن وقّعت في يوليو (تموز)، اتفاقاً مع غواتيمالا باتت بموجبه هذه الدولة الواقعة جنوب المكسيك تُعدّ في نظر الولايات المتحدة «دولة ثالثة آمنة» يجب على طالبي اللجوء تقديم طلباتهم فيها. لكنّ مراقبين دوليين عبّروا عن قلقهم إزاء هذه الاتفاقية، قائلين إنّ غواتيمالا، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، لا يمكنها استقبال طالبي اللجوء ولم تكن لتوافق على القيام بذلك لو لم تتعرض لضغوط من واشنطن.

- حكومة ائتلافية بين {المحافظين} و{الخضر} تؤدي اليمين الدستورية في النمسا
فيينا - «الشرق الأوسط»: أدت حكومة ائتلافية تضم المحافظين والخضر في النمسا، اليمين الدستورية الثلاثاء، فيما يعدّ المرة الأولى التي يتم فيها تمثيل دعاة حماية البيئة في السلطة التنفيذية في البلاد. كما أن الحكومة الجديدة، برئاسة المستشار المحافظ سيباستيان كورتز ونائب المستشار المنتمي لحزب الخضر فيرنر كوجلر، هي أيضاً أول حكومة في النمسا تهيمن عليها النساء.
وتوصل حزب كورتز «حزب الشعب النمساوي المحافظ» وحزب الخضر الأسبوع الماضي، إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حاكم يضع حماية المناخ وخفض الضرائب على رأس جدول الأعمال، مع التمسك بموقف حزب الشعب النمساوي المتشدد بشأن الهجرة. وانهار ائتلاف كورتس السابق مع حزب الحرية اليميني المتطرف في مايو (أيار)، بسبب شريط فيديو أظهر رئيس حزب الحرية، هاينز كريستيان شتراخه يناقش صفقات محتملة للبنية التحتية والإعلام مع امرأة بدا أنها متبرعة سياسية روسية.

- استمرار إضراب عمال النقل
باريس - «الشرق الأوسط»: دعت نقابة «سي جي تي» إلى إغلاق مصافي النفط في فرنسا، ابتداء من الثلاثاء وحتى يوم الجمعة المقبل. يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه النقابات المتشددة التي تريد سحب خطة إصلاح نظام التقاعد بالكامل إلى موجة جديدة من الإضرابات والاحتجاجات يومي الخميس والسبت المقبلين. وعقد وزراء فرنسيون أمس (الثلاثاء)، جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي النقابات العمالية ومنظمات الأعمال حول خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح نظام التقاعد، التي أدت إلى إضراب عمال النقل في فرنسا على مدى أكثر من شهر.
ومن المقرر أن تناقش أول جولة من المحادثات بعد احتفالات عيد الميلاد كيف يمكن لنظام التقاعد الفردي الجديد أن يخدم العمال الذين يعملون في وظائف تحتاج إلى مجهود بدني. وتعدّ هذه النقطة جوهرية بالنسبة لنقابة «سي إف دي تي» المعتدلة، وهي أكبر نقابة عمالية في فرنسا التي انضمت إلى النقابات المتشددة في رفض خطة إصلاح نظام التقاعد.
يذكر أن فرنسا تشهد منذ أكثر من شهر إضراباً لعمال السكك الحديدية والنقل العام في باريس. وفي حين يمكن لعمال النقل في القطاع العام التقاعد حالياً في سن 52 عاماً أو 57 عاماً، فإن النظام الجديد سيلغي هذا الحق تدريجياً.

- الهند: إعدام 4 رجال اغتصبوا وقتلوا طالبة في حافلة
نيودلهي: «الشرق الأوسط» أمرت محكمة هندية، أمس، بإعدام 4 رجال في 22 يناير (كانون الثاني)، بعد إدانتهم بجريمة اغتصاب طالبة في جامعة نيودلهي بشكل جماعي وقتلها في 2012.
واتهم 6 أشخاص في البداية بالمشاركة في الجريمة الوحشية التي وقعت في حافلة، إلا أنه تم الإفراج عن أحدهم بعد احتجازه لفترة وجيزة بسبب كونه قاصراً، بينما انتحر آخر كان ينتظر محاكمته، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأصدر قاضي محكمة نيودلهي، ساتيش كومار، أمس، أمراً بإعدام الأربعة شنقاً في 22 يناير. ولا يزال بإمكان الأربعة استئناف الحكم، وتقديم طلب رأفة للرئيس الهندي. وتعرضت جيوتي سنغ (23 عاماً) لهجوم في ديسمبر (كانون الأول) 2012، أثناء عودتها إلى منزلها من السينما بصحبة صديق لها. وتناوب المهاجمون على اغتصابها، بينما كانت الحافلة تجوب شوارع المدينة. وبعد ذلك ألقوا بها وصديقها الذي تعرض للضرب المبرح في حفرة على جانب إحدى الطرق. وتوفيت سنغ متأثرة بجراحها بعد نحو أسبوعين من الهجوم في سنغافورة، حيث تم نقلها لتلقي العلاج المتخصص. وخرج عشرات آلاف الهنود إلى الشوارع احتجاجاً، وأدت القضية إلى إعادة صياغة القوانين المتعلقة بالاعتداءات الجنسية.
وأعربت عائلة سنغ عن سرورها بالحكم. وصرحت والدتها للصحافيين: «سيعيد هذا الحكم ثقة النساء في القضاء... وابنتي ستحصل على العدالة أخيراً». أما والدها فوصف الحكم بأنه «جيد للبلاد بأكملها».

- تبرئة قبطان ألماني من تهمة قيادة سفينة إغاثة مهاجرين في مالطا
فاليتا - «الشرق الأوسط»: أعلنت منظمة إغاثة أمس (الثلاثاء)، أنه تم تبرئة القبطان الألماني لسفينة إغاثة المهاجرين التابعة لها «لايف لاين» في مالطا. وقال متحدث باسم منظمة الإغاثة «ميشن لايف لاين» (بعثة شريان الحياة) أمس (الثلاثاء)، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «ذلك أمر مفاجئ بشكل لا يُصدق». يذكر أن القبطان الألماني كلاوس - بيتر رايش قاد سفينة الإغاثة، وعلى متنها أكثر من 230 مهاجراً إلى المياه الإقليمية لمالطا في يونيو (حزيران) عام 2018.
يشار إلى أنه تبين للمحكمة في مايو (أيار) 2019، أن رايش مذنب في أن السفينة لم تكن مسجلة بشكل سليم وأمرته بدفع غرامة قدرها 10 آلاف يورو.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟