السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

مساعٍ حكومية لتحقيق أهداف «رؤية 2030»

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
TT

السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)

باتساع خريطة السعودية، تواصل الحكومة خطواتها المكثفة لحل مشكلة السكن، تحقيقاً لأهداف «رؤية 2030»، وفي مقدمتها الوصول بجودة الحياة، في الوقت الذي حظي الإعلان عن طرح 27 مخططاً سكنياً جديداً، تتوزع على مختلف المناطق، باهتمام واسع، سواء بسبب العدد الهائل من قطع الأراضي السكنية التي توافرت أمام المستفيدين، أو لتأثيره المؤكد على أسعار العقارات، والفوائد الاقتصادية العديدة المترتبة عليه، حسبما قال مختصون.
ويمثل هذا الطرح، امتداداً للمبادرات الحكومية التي وصل عددها في مطلع العام الجديد 2020 إلى 20 مبادرة، صبت كلها باتجاه تمكين الأفراد من امتلاك مساكنهم، علماً بأن هذه المبادرات تأتي في إطار الحراك الكبير الذي أحدثته الدولة في قطاع الإسكان، تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
وتوزعت المخططات السكنية الجديدة على عدد من مناطق السعودية، إذ حظيت منطقة مكة المكرمة بـ6 مخططات تضم نحو 13.105 ألف قطعة أرض سكنية في كل من جدة ومكة المكرمة ورنية والجموم، بينما كان نصيب منطقة نجران الواقع في الجنوب الغربي مخططاً واحداً يشمل 7134 قطعة سكنية.
أما منطقة جازان (جنوب السعودية) فحظيت بـ5 مخططات، تضم نحو 6439 قطعة موزعة بين عدد من مدنها. كما تم اعتماد 4 مخططات بمنطقة الرياض بإجمالي 5930 قطعة أراضي، تتوزع بين الخرج والمجمعة والدوادمي والقويعية، فيما حظيت المدينة المنورة بمخطط واحد يضم 3404 أراض سكنية، ومثله بحائل يحوي 2308 قطع، وآخر بمنطقة تبوك يحوي 426 أرضاً سكنية.
وفي منطقة الجوف، تم اعتماد مخططين بإجمالي 675 قطعة، ومثلهما بمنطقة القصيم هما عين فهيد في الآسياح بـ128 قطعة والنبهانية بـ403 قطع، فضلاً عن مخطط في حفر الباطن يضم 5521 قطعة أرض، و3 مخططات في منطقة عسير بإجمالي 779 قطعة أرض.
وعكس توزيع المخططات بين مناطق السعودية، الرؤية الحكومية الشاملة لحل مشكلة السكن، فضلاً عن مساعي وزارة الإسكان بأهمية توفير خيار الأراضي السكنية أمام الأفراد، بحيث يكون لديهم مجال للمفاضلة مع خيارات أخرى مطروحة، كالشقق والفيلات الجاهزة.
وأكد مختصان في الشأن العقاري والاقتصادي أن طرح هذه المخططات، يدل على الحيوية التي يتسم بها أداء الحكومة، ممثلة بوزارة الإسكان، وحرصها المتجدد على توفير أفضل الخدمات للمستفيدين، مؤكدين أن هذه الخطوة ستؤدي من الناحية العملية إلى عدة فوائد؛ أبرزها توفير خيارات أكثر أمام الأفراد، بما يسهل عليهم الحصول على مسكن ملائم يلبي رغباتهم، بجانب رفع نسبة التملّك السكني إلى 70 في المائة بحلول عام 2030 وفقاً لمستهدفات برنامج الإسكان و«رؤية 2030».
وأشاد الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، بعمل الوزارة وجهودها في طرح المخططات السكنية، وقال إن «تتابع طرح المبادرات، دليل على ديناميكية ملحوظة، وتركيز مستمر للنهوض بهذا القطاع بكل الآليات، سعياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030».
وقال: «يعد النهوض بقطاع الإسكان من أبرز مرتكزات (رؤية 2030)، التي وضعت أهدافاً محددة لهذا القطاع»، مضيفاً أن «تمكين المواطن من امتلاك مسكنه الخاص، وزيادة نسبة الأفراد المتملكين لمساكنهم الخاصة، تعد من أبرز أهداف الرؤية، وقد أظهرت الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان، قدرتها على الوفاء بكلا المطلبين، عبر ما طرحته ولا تزال من مبادرات».
وتابع: «أطلقت الوزارة بشكل متتابع مجموعة من المبادرات، التي عنيت بحق المواطن، باعتباره محوراً لعملها، حتى وصلت مبادراتها إلى 16 مبادرة في بدايات العام الماضي، ومن ثم توالت مبادراتها لتزيد عن الـ20 مبادرة في مطلع العام الجديد».
ونوه بوخمسين إلى أن الوزارة تتطلع أيضاً إلى التطوير السكني، والشاهد على ذلك قرارها بطرح مجموعة من المخططات في مدينه الرياض، للحد من ارتفاعات أسعار الأراضي»، لافتاً إلى أن هذا التحرك «يسهم في حل أزمة الإسكان كهدف رئيس للوزارة».
وقال بوخمسين: «هذا الإجراء، الذي أدى إلى ضخ مساحات هائلة، تصل في مجموعها إلى 34 مليون متر مربع، سيشكل عنصراً مهماً في السوق العقارية بمدينة الرياض، وسيؤثر بشكل مباشر في تسيير أسعار الأراضي لصالح المستفيدين». وأوضح أن «طرح هذه المساحات في وقت قصير، سيستوعب الطلب بشكل كبير جداً، بما يحقق توازناً ضاغطاً على الأسعار، وهو ما تهدف إليه الوزارة بشكل مباشر، فضلاً عن أنه سيعزز نجاحها في تقليص كلفة بناء المنزل على المواطن، وهذا أهم هدف تسعى الوزارة إلى تحقيقه».

- تعزيز اقتصادي
بتقدير المختص في الشأن الاقتصادي أحمد باعبيد، سيؤدي «طرح المخططات الجديدة، إلى تعزيز الأعمال والبرامج التي تزيد من فرص التنمية الوطنية». وقال: «ستحظى تلك المخططات بالخدمات والبنى التحتية، ليكون السكن وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية»، لافتاً إلى أن «إشراف الوزارة على تلك المخططات والبحث في أفضليتها يقلل المشكلات، سواء المادية أو الهندسية والفنية أيضاً». وأضاف أن طرح هذه المخططات من شأنه أن يخفف العبء على مراكز المدن، ويساعد في توسيع نطاق الأنشطة والخدمات، بما يوفر بيئة داعمة لجودة الحياة، وتعزيز أدوار المواطنين الاجتماعية والاقتصادية.
وكان برنامج «سكني» التابع لوزارة الإسكان أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن إضافة 7 مخططات سكنية جديدة عبر بوابته الإلكترونية ضمن المخططات السكنية المتاحة للأراضي المجانية التي يستمر البرنامج في طرحها عبر بوابته شهرياً، ليتيح للمستفيد اختيار المخطط السكني المناسب له، وضمت هذه المخططات ثلاثة مخططات بمنطقة مكة المكرمة توفر أكثر من 3 آلاف قطعة أرض موزعة على عدد من المحافظات.
ويشكل اعتماد المخططات السكنية جانباً من جهود وزارة الإسكان المتواصلة، لتوفير بدائل متنوعة أمام الأفراد لامتلاك مساكنهم وفق اختيارهم، وذلك بالتوازي مع إطلاقها مجموعة من مبادرات التمويل العقاري التي تيسر هذه الخطوة على المستفيدين.
وخلال العام الماضي، استفاد أكثر 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان، من بينها 165 ألف أسرة تم دعم قروضها العقارية، و106 آلاف سكنت منازلها، و90 ألف أسرة حصلت على أراضٍ مجانية، إضافة إلى أكثر من 14 ألف أسرة من مستفيدي الإسكان التنموي حصلت على وحدات سكنية بنظام الانتفاع.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.