السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

مساعٍ حكومية لتحقيق أهداف «رؤية 2030»

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
TT

السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)

باتساع خريطة السعودية، تواصل الحكومة خطواتها المكثفة لحل مشكلة السكن، تحقيقاً لأهداف «رؤية 2030»، وفي مقدمتها الوصول بجودة الحياة، في الوقت الذي حظي الإعلان عن طرح 27 مخططاً سكنياً جديداً، تتوزع على مختلف المناطق، باهتمام واسع، سواء بسبب العدد الهائل من قطع الأراضي السكنية التي توافرت أمام المستفيدين، أو لتأثيره المؤكد على أسعار العقارات، والفوائد الاقتصادية العديدة المترتبة عليه، حسبما قال مختصون.
ويمثل هذا الطرح، امتداداً للمبادرات الحكومية التي وصل عددها في مطلع العام الجديد 2020 إلى 20 مبادرة، صبت كلها باتجاه تمكين الأفراد من امتلاك مساكنهم، علماً بأن هذه المبادرات تأتي في إطار الحراك الكبير الذي أحدثته الدولة في قطاع الإسكان، تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
وتوزعت المخططات السكنية الجديدة على عدد من مناطق السعودية، إذ حظيت منطقة مكة المكرمة بـ6 مخططات تضم نحو 13.105 ألف قطعة أرض سكنية في كل من جدة ومكة المكرمة ورنية والجموم، بينما كان نصيب منطقة نجران الواقع في الجنوب الغربي مخططاً واحداً يشمل 7134 قطعة سكنية.
أما منطقة جازان (جنوب السعودية) فحظيت بـ5 مخططات، تضم نحو 6439 قطعة موزعة بين عدد من مدنها. كما تم اعتماد 4 مخططات بمنطقة الرياض بإجمالي 5930 قطعة أراضي، تتوزع بين الخرج والمجمعة والدوادمي والقويعية، فيما حظيت المدينة المنورة بمخطط واحد يضم 3404 أراض سكنية، ومثله بحائل يحوي 2308 قطع، وآخر بمنطقة تبوك يحوي 426 أرضاً سكنية.
وفي منطقة الجوف، تم اعتماد مخططين بإجمالي 675 قطعة، ومثلهما بمنطقة القصيم هما عين فهيد في الآسياح بـ128 قطعة والنبهانية بـ403 قطع، فضلاً عن مخطط في حفر الباطن يضم 5521 قطعة أرض، و3 مخططات في منطقة عسير بإجمالي 779 قطعة أرض.
وعكس توزيع المخططات بين مناطق السعودية، الرؤية الحكومية الشاملة لحل مشكلة السكن، فضلاً عن مساعي وزارة الإسكان بأهمية توفير خيار الأراضي السكنية أمام الأفراد، بحيث يكون لديهم مجال للمفاضلة مع خيارات أخرى مطروحة، كالشقق والفيلات الجاهزة.
وأكد مختصان في الشأن العقاري والاقتصادي أن طرح هذه المخططات، يدل على الحيوية التي يتسم بها أداء الحكومة، ممثلة بوزارة الإسكان، وحرصها المتجدد على توفير أفضل الخدمات للمستفيدين، مؤكدين أن هذه الخطوة ستؤدي من الناحية العملية إلى عدة فوائد؛ أبرزها توفير خيارات أكثر أمام الأفراد، بما يسهل عليهم الحصول على مسكن ملائم يلبي رغباتهم، بجانب رفع نسبة التملّك السكني إلى 70 في المائة بحلول عام 2030 وفقاً لمستهدفات برنامج الإسكان و«رؤية 2030».
وأشاد الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، بعمل الوزارة وجهودها في طرح المخططات السكنية، وقال إن «تتابع طرح المبادرات، دليل على ديناميكية ملحوظة، وتركيز مستمر للنهوض بهذا القطاع بكل الآليات، سعياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030».
وقال: «يعد النهوض بقطاع الإسكان من أبرز مرتكزات (رؤية 2030)، التي وضعت أهدافاً محددة لهذا القطاع»، مضيفاً أن «تمكين المواطن من امتلاك مسكنه الخاص، وزيادة نسبة الأفراد المتملكين لمساكنهم الخاصة، تعد من أبرز أهداف الرؤية، وقد أظهرت الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان، قدرتها على الوفاء بكلا المطلبين، عبر ما طرحته ولا تزال من مبادرات».
وتابع: «أطلقت الوزارة بشكل متتابع مجموعة من المبادرات، التي عنيت بحق المواطن، باعتباره محوراً لعملها، حتى وصلت مبادراتها إلى 16 مبادرة في بدايات العام الماضي، ومن ثم توالت مبادراتها لتزيد عن الـ20 مبادرة في مطلع العام الجديد».
ونوه بوخمسين إلى أن الوزارة تتطلع أيضاً إلى التطوير السكني، والشاهد على ذلك قرارها بطرح مجموعة من المخططات في مدينه الرياض، للحد من ارتفاعات أسعار الأراضي»، لافتاً إلى أن هذا التحرك «يسهم في حل أزمة الإسكان كهدف رئيس للوزارة».
وقال بوخمسين: «هذا الإجراء، الذي أدى إلى ضخ مساحات هائلة، تصل في مجموعها إلى 34 مليون متر مربع، سيشكل عنصراً مهماً في السوق العقارية بمدينة الرياض، وسيؤثر بشكل مباشر في تسيير أسعار الأراضي لصالح المستفيدين». وأوضح أن «طرح هذه المساحات في وقت قصير، سيستوعب الطلب بشكل كبير جداً، بما يحقق توازناً ضاغطاً على الأسعار، وهو ما تهدف إليه الوزارة بشكل مباشر، فضلاً عن أنه سيعزز نجاحها في تقليص كلفة بناء المنزل على المواطن، وهذا أهم هدف تسعى الوزارة إلى تحقيقه».

- تعزيز اقتصادي
بتقدير المختص في الشأن الاقتصادي أحمد باعبيد، سيؤدي «طرح المخططات الجديدة، إلى تعزيز الأعمال والبرامج التي تزيد من فرص التنمية الوطنية». وقال: «ستحظى تلك المخططات بالخدمات والبنى التحتية، ليكون السكن وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية»، لافتاً إلى أن «إشراف الوزارة على تلك المخططات والبحث في أفضليتها يقلل المشكلات، سواء المادية أو الهندسية والفنية أيضاً». وأضاف أن طرح هذه المخططات من شأنه أن يخفف العبء على مراكز المدن، ويساعد في توسيع نطاق الأنشطة والخدمات، بما يوفر بيئة داعمة لجودة الحياة، وتعزيز أدوار المواطنين الاجتماعية والاقتصادية.
وكان برنامج «سكني» التابع لوزارة الإسكان أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن إضافة 7 مخططات سكنية جديدة عبر بوابته الإلكترونية ضمن المخططات السكنية المتاحة للأراضي المجانية التي يستمر البرنامج في طرحها عبر بوابته شهرياً، ليتيح للمستفيد اختيار المخطط السكني المناسب له، وضمت هذه المخططات ثلاثة مخططات بمنطقة مكة المكرمة توفر أكثر من 3 آلاف قطعة أرض موزعة على عدد من المحافظات.
ويشكل اعتماد المخططات السكنية جانباً من جهود وزارة الإسكان المتواصلة، لتوفير بدائل متنوعة أمام الأفراد لامتلاك مساكنهم وفق اختيارهم، وذلك بالتوازي مع إطلاقها مجموعة من مبادرات التمويل العقاري التي تيسر هذه الخطوة على المستفيدين.
وخلال العام الماضي، استفاد أكثر 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان، من بينها 165 ألف أسرة تم دعم قروضها العقارية، و106 آلاف سكنت منازلها، و90 ألف أسرة حصلت على أراضٍ مجانية، إضافة إلى أكثر من 14 ألف أسرة من مستفيدي الإسكان التنموي حصلت على وحدات سكنية بنظام الانتفاع.


مقالات ذات صلة

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

اختتم اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط بالسعودية عام 2024 على نحو قوي حيث تحسنت ظروف الأعمال بشكل ملحوظ مدفوعة بزيادة كبيرة في الطلبات الجديدة

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد المشروع استخدم مخلفات البناء والهدم في طبقات الرصف الأسفلتية (هيئة الطرق)

الأول عالمياً... السعودية تُنفِّذ طريقاً باستخدام ناتج هدم المباني

نفَّذت السعودية أول طريق في العالم يستخدم ناتج هدم المباني في الخلطات الأسفلتية على سطح الطريق، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير بنية تحتية أكثر كفاءة.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تُرتب تسهيلات ائتمانية بـ2.5 مليار دولار لتمويل الميزانية

أعلن المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية إتمام ترتيب اتفاقية تسهيلات ائتمانية دوّارة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بهدف تمويل احتياجات الميزانية العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تصدرت مجموعة الدول الآسيوية عدا العربية والإسلامية مجموعات الدول المُصدَّر لها من السعودية في أكتوبر 2024 (الشرق الأوسط)

الميزان التجاري السعودي ينمو 30 % في أكتوبر الماضي

سجّل الميزان التجاري في السعودية نمواً على أساس شهري بنسبة 30 في المائة، بزيادة تجاوزت 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار) في شهر أكتوبر 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»