«اتحاد قبائل سيناء» يعلن مقتل مدنيين على يد «إرهابيين»

اختُطفا قبل أيام من جنوب «بئر العبد»

صورة أرشيفية لقوات الأمن المصرية لدى اتجاهها  نحو العريش في يوليو 2018 (غيتي)
صورة أرشيفية لقوات الأمن المصرية لدى اتجاهها نحو العريش في يوليو 2018 (غيتي)
TT

«اتحاد قبائل سيناء» يعلن مقتل مدنيين على يد «إرهابيين»

صورة أرشيفية لقوات الأمن المصرية لدى اتجاهها  نحو العريش في يوليو 2018 (غيتي)
صورة أرشيفية لقوات الأمن المصرية لدى اتجاهها نحو العريش في يوليو 2018 (غيتي)

أعلن «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية شمال سيناء، مقتل مدنيين اثنين على يد العناصر الإرهابية بسيناء. وكشفت مصادر قبلية، عن أن الشخصين اختطفا قبل أيام من جنوب مدينة بئر العبد (شمال شرقي سيناء)، قبل أن تظهر صورهما في بيان تناقلته حسابات تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي أثناء تنفيذ عملية قتلهما، وهما بحسب المصادر فريد شوقي، ومحمد عبد اللطيف، من أبناء عائلات مدينة العريش.
وقال وائل سليم، الذي يعمل مهندساً «إنهم فوجئوا بنشر صور ابن عمه فريد شوقي سليم السلايمة أثناء تنفيذ عناصر إرهابية لعملية قتله»، لافتاً إلى أنه «كان يعمل حارساً لمزرعة بمنطقة جنوب مدينة بئر العبد وقام مجموعة من الأشخاص باختطافه قبل أيام، ثم فوجئوا بنشر صوره»، واصفاً القتيل بأنه «شهيد لقمة العيش»، حيث كان يتواجد في محل عمله.
وذكر محمد السلايمة لـ«الشرق الأوسط»، أن «القتيل كان يتواجد في مزرعة لكسب قوت أسرته»، لافتاً إلى «أنه ثاني قتيل من عائلتهم على يد عناصر إرهابية، سبقه قبل عامين (حسام السلايمة)، الذي أعدم بشارع رئيسي داخل مدينة العريش».
ونشر «اتحاد قبائل سيناء» بياناً قال فيه، إن «كلاً من محمد عبد اللطيف وفريد شوقي السلايمة قتلا على يد العناصر الإرهابية المتطرفة بسيناء»، وقالت مصادر أمنية بسيناء، إنه لم يتم رسمياً العثور على جثماني القتيلين اللذين سبق وتم الإبلاغ باختطافهما من قبل مجهولين من مزرعة بنطاق مركز بئر العبد.
وأظهرت الصور التي تناقلتها مواقع تابعة لتنظيم «داعش» عملية قتلهما في منطقة صحراوية بجوار ما يظهر أنها حفرة، وكشفت الصور عن مشاهد لأشخاص ملثمين يرتدون ملابس سوداء وهم يقومون بقتل أحد الضحايا بفصل رأسه عن جسمه وآخر رمياً بالرصاص، وصور أخرى تبين وجهَي الضحيتين وبدت على وجه أحدهما آثار جروح، وكتب على الصور «إنهما يعملان جاسوسين مع الجيش المصري».
وبحسب مصادر قبلية في سيناء تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن وتيرة خطف عناصر إرهابية للمدنيين وقتلهم تراجعت بشكل لافت خلال العام الماضي قياساً بما سبق من أعوام، وأن نقل عمليات الخطف من مناطق وسط وشرق شمال سيناء لمناطق بئر العبد يشير لمحاولات ظهور وسيطرة تحاول العناصر الإرهابية المتبقية في سيناء من خلالها إثبات وجودها بعد فرارها من الملاحقات الأمنية؛ وهو ما يعكس قوة ما حققته القوات الأمنية من ضربات استهدفت معاقل لتلك العناصر».
وبحسب المصادر ذاتها، فإن مناطق جنوب مركز بئر العبد تشهد خلال الأيام الأخيرة عمليات أمنية ويسمع بين الحين والآخر أصوات ضربات تنفذها طائرات مستهدفة عناصر إرهابية، كما تشهد على الأرض انتشاراً أمنياً.
وسبق وأعلن «اتحاد قبائل سيناء» الأسبوع الماضي عن واقعة استهداف عناصر تكفيرية لمدنيين في نطاق مركز الشيخ زويد.
وتشن قوات الجيش والشرطة في مصر عملية أمنية كبيرة في شمال سيناء ووسطها، منذ فبراير (شباط) من عام 2018، لتطهير المنطقة من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي في 2014، وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء»، وهي العملية التي تُعرف باسم «عملية المجابهة الشاملة - سيناء 2018». وبحسب مراقبين وخبراء أمنيين، فإن «وتيرة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن في سيناء قد تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بفضل الضربات الاستباقية للأمن على مواقع وجود العناصر الإرهابية». وكشفت حسابات إلكترونية تابعة لتنظيم «داعش سيناء» منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي مقتل عماد قوقا، أحد عناصره في سيناء، فلسطيني الجنسية، وهو من العناصر المتسللة من قطاع غزة لشبه جزيرة سيناء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.