الناتو والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى التهدئة في الشرق الأوسط

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
TT

الناتو والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى التهدئة في الشرق الأوسط

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)

دعا الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إيران، اليوم (الإثنين)، إلى «تجنب مزيد من العنف والاستفزازات» بعدما أجرى الحلف محادثات طارئة بشأن الازمة المتفاقمة في الشرق الأوسط.
ومع تزايد التوتر عقب مقتل الجنرال قاسم سليماني، قال ستولتنبرغ من بروكسل: «أثناء اجتماعنا اليوم، دعا الحلفاء إلى ضبط النفس وخفض التصعيد. إن أي نزاع جديد لن يكون في مصلحة أحد، ولذلك على إيران ان تمتنع عن مزيد من العنف والاستفزازات».
في موازاة ذلك، اعتبرت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين أن احتواء التوتر بين طهران وواشنطن بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني هو «من مصلحة ايران والعراق»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت السياسية الألمانية على هامش اجتماع للمحافظين البافاريين في مدينة سيون: «من مصلحة إيران، وخصوصاًمن مصلحة العراق، سلوك نهج الاعتدال وليس طريق التصعيد». واضافت: «نحن قلقون جدا لكون إيران اعلنت انها لم تعد تشعر بأنها ملتزمة الاتفاق حول (البرنامج) النووي»، معتبرةً أن على «إيران ان تفهم ان من مصلحتها العودة الى الاتفاق النووي» الذي وقع العام 2015 بينها وبين الدول الست الكبرى وبينها ألمانيا.
وأكدت فون دير لايين أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيعقدون الجمعة اجتماعاً لمناقشة الأزمة بين واشنطن وطهران.
وفي باريس، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الإثنين طهران بالعدول عن الرد على مقتل سليماني، وقال في تصريح لمحطة «بي اف ام» التلفزيونية الفرنسية" «من الضروري أن تعدل إيران عن الرد والتصعيد»، مؤكدا أنه «لا تزال هناك مساحة للدبلوماسية».
وقال لودريان إنه تبيّن«في كل المحادثات التي أجريتها أن أحدا لا يريد الحرب»، محمّلا مسؤولية التصعيد الخطير بين طهران وواشنطن إلى «خيارات سيئة من كل الأطراف».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.