خليفة سليماني يتعهد بـ«طرد أميركا» من المنطقة

خامنئي أمّ صلاة الجنازة على القائد العسكري في طهران

صورة من صلاة الجنازة اليوم في طهران (أ.ف.ب)
صورة من صلاة الجنازة اليوم في طهران (أ.ف.ب)
TT

خليفة سليماني يتعهد بـ«طرد أميركا» من المنطقة

صورة من صلاة الجنازة اليوم في طهران (أ.ف.ب)
صورة من صلاة الجنازة اليوم في طهران (أ.ف.ب)

نقل الإعلام الرسمي في إيران عن القائد الجديد لـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني قوله إنه سيسعى لطرد الولايات المتحدة من المنطقة، بعد مقتل قائد «الفيلق» قاسم سليماني، في ضربة أميركية بالعراق.
ونقلت الإذاعة الرسمية عن إسماعيل قاآني قوله قبيل جنازة سليماني في طهران: «نتعهد بمواصلة مسيرة سليماني بالقوة نفسها... والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أميركا من المنطقة».
إلى ذلك، أمَّ المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم (الاثنين) صلاة الجنازة في جامعة طهران، على جثمان سليماني. وكان إلى جانب خامنئي الرئيس حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، وقائد «الحرس الثوري» الجنرال حسين سلامي، ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، عندما أقام المرشد الأعلى الصلاة بعيد الساعة 9:30 (06:00 ت.غ) قبل مغادرة المكان.
والتفَّت الصفوف الأولى من الجموع حول جثامين سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي، أبو مهدي المهندس، وأربعة إيرانيين آخرين قُتلوا في الضربة نفسها.
وسيتم حمل نعوش الجنرال سليماني ورفاقه الملفوفة بالعلم الإيراني إلى وسط طهران؛ حيث تجمَّعت حشود غفيرة.
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، قالت ابنة الجنرال قاسم سليماني، أمام حشد ضخم من المشيعين خلال جنازته، إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستواجهان «يوماً أسود» نتيجة قتله.
وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً مساء أمس (الأحد) بضرب مواقع ثقافية في إيران، رغم التنديد الذي أثارته تهديداته السابقة، سواء في إيران أو في الولايات المتحدة نفسها؛ حيث ارتفعت أصوات تتهمه بالتحضير لارتكاب «جريمة حرب».
وأكد وزير الخارجية مايك بومبيو أمس، أن الولايات المتحدة ستحترم «القانون الدولي» في حال وجهت ضربات إلى إيران؛ لكن الرئيس الأميركي لم يتراجع عن تهديداته؛ بل جددها في المساء، وقال لصحافيين يرافقونه في الطائرة الرئاسية: «نسمح لهم بقتل مواطنينا، نسمح لهم بتعذيب وتشويه مواطنينا، نسمح لهم باستخدام قنابل لتفجير مواطنينا، ولا يحق لنا المس بمواقعهم الثقافية؟ الأمور لا تسير بهذا الشكل».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد صرح بأن استهداف مواقع ثقافية سيشكل «جريمة حرب»، وهو ما حذر منه أيضاً في واشنطن خبراء قانونيون ودبلوماسيون سابقون وشخصيات من المعارضة الديمقراطية.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي لـ«رويترز»، إن واشنطن رصدت أن قوة الصواريخ الإيرانية في حالة تأهب قصوى في كل أنحاء البلاد، مضيفاً أنه من غير الواضح إذا كانت حالة التأهب طبيعتها دفاعية أم لا.
ولم يقدم المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه تفاصيل، ولم يذكر ما إذا كانت الصواريخ الإيرانية مصوبة على أهداف محددة، وسط تهديدات من طهران بالرد على مقتل سليماني.
وقال المسؤول: «إنها في حالة تأهب قصوى بوضوح. في هذه المرحلة لا يمكن تحديد ما إذا كانت حالة التأهب هذه للاستعداد الدفاعي بشكل أفضل أم للاستعداد للهجوم بشكل أفضل؟». وأضاف: «لكننا نتابع الأمر عن كثب».



«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشفت مقابلات أجرتها «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني»، الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

وقال تقرير للموقع، إن «حسين، وهو نجل علي شمخاني، المستشار البارز لدى المرشد علي خامنئي»، تحوّل إلى «إمبراطور يدير كميات كبيرة من صادرات النفط الخام الإيرانية والروسية العالمية، وفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته.

وحسب التقرير، فإن «قلة قليلة حول العالم على صلة بتجارة النفط يعرفون أن هذا الرجل هو نجل شمخاني، بل إنهم يعرفون أن اسمه هيكتور».

ووفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته، فإن «الشركات في شبكته تبيع أيضاً النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وأحياناً تخلط الخام من دول مختلفة حتى يصعب على المشترين تحديد بلد المنشأ».

صعود حسين شمخاني

وقال التقرير إن قصة صعود حسين شمخاني تمثِّل لمحة عن «اقتصاد الظل المترامي الأطراف لأساطيل النفط المظلمة التي نشأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، كما يُظهر تعاوناً متزايداً بين طهران وموسكو، مع قيام القوى العالمية بتشديد العقوبات ضد كل من الحكومتين».

ورغم العقوبات، فإن إيران تحصل على ربح سنوي غير متوقَّع يبلغ حوالي 35 مليار دولار من صادراتها النفطية، وهي أموال تفسِّر كيف يحصل وكلاء طهران على الدعم في لحظة متوترة بالشرق الأوسط، ويبدو أن نجل شمخاني كان الرجل المكلَّف بهذه المهمة.

ووفق تقرير «بلومبرغ»، فإن الولايات المتحدة فرضت بالفعل عقوبات على سفن يُعتقَد بأنها خاضعة لسيطرة شمخاني، وفقاً لأشخاص مطّلِعين على الأمر.

ويخضع شمخاني وأجزاء من شبكته التجارية التي تقوم ببعض الأعمال داخل نظام الدولار، للتحقيق بشأن انتهاكات محتملة للعقوبات من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة، وفقاً لوثائق ومصادر.

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تقوم بنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

شمخاني ينكر كل شيء

مع ذلك، نقلت «بلومبرغ» عن حسين شمخاني، إنه «لم يؤسّس أو يمتلك أو يلعب أي دور في إدارة وامتلاك أي شركة نفط، أو السيطرة على شبكة تجارية، أو التورط في صفقات السلع الأساسية مع إيران أو روسيا»، لكنه أكّد أنه «يعمل في دول لا تخضع للعقوبات».

لكن التقرير ذهب إلى أن نفوذ شمخاني واسع للغاية، لدرجة أن المنتجات التي توفرها كيانات في شبكته وصلت أيضاً إلى شركات عالمية كبرى، مثل شركة «سينوبك» الصينية، وشركة «شيفرون» الأميركية، وشركة «بي بي» البريطانية، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

وقال أشخاص مطّلعون على «إمبراطورية شمخاني» إنه يشرف فعلياً على شبكة من الشركات، وأضاف هؤلاء: «ملكية الأعمال ومعلومات المساهمين والسيطرة من السهل حجبها؛ إذ تم تسجيل مسؤولين تنفيذيين آخرين ملاكاً ومديرين».

والنفط أحد أكثر القطاعات ربحيةً في إيران، لكن القيود الدولية على مبيعات الخام فرضت ضغوطاً حادة على الاقتصاد الإيراني لسنوات.

ومع ذلك، تساعد إيران في تمويل «حزب الله» اللبناني الذي يتبادل إطلاق الصواريخ مع إسرائيل، وكذلك المسلحين الحوثيين الذين كانوا يهاجمون السفن الغربية في البحر الأحمر، كما تدعم حركة «حماس» الفلسطينية في حربها مع إسرائيل بغزة منذ 11 شهراً.

روحاني وشمخاني على هامش مناسبة رسمية (تسنيم - أرشيفية)

طالب في موسكو وبيروت

على مدى العقود الثلاثة الماضية خدم والد حسين شمخاني قائداً بحرياً في «الحرس الثوري» الإيراني، ووزيرَ دفاع، ثم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ أعلى هيئة أمنية في البلاد.

ويبلغ شمخاني الأصغر سناً من العمر 40 عاماً، وقد وُلد في طهران، وفقاً لأشخاص عملوا معه، والتحق بالجامعة في موسكو وبيروت، قبل أن يعود إلى العاصمة الإيرانية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، وتكتسب علاقات شمخاني الروسية قيمة خاصة، في وقت تعمل فيه طهران وموسكو -اللتان تخضعان للعقوبات الغربية- على تعزيز تعاونهما العسكري والاقتصادي.

لكن شمخاني قال، وفقاً لتقرير «بلومبرغ»، إن والده لم يكن على علاقة بأنشطته التجارية، مثلما لا يرتبط هو بأنشطته السياسية».

وخلال ظهور تلفزيوني قصير عام 2008، قال شمخاني الأكبر إنه نصح ابنه بالدخول في القطاع الخاص بدلاً من اتباع خطواته بمنصب حكومي.