خلايا شمسية عالية الكفاءة بطريقة طباعة نفث الحبر

علماء «كاوست» يصممونها حسب الطلب وبتكلفة منخفضة

صنع الفريق البحثي أجهزةً عالية الكفاءة على شكل سلحفاة
صنع الفريق البحثي أجهزةً عالية الكفاءة على شكل سلحفاة
TT

خلايا شمسية عالية الكفاءة بطريقة طباعة نفث الحبر

صنع الفريق البحثي أجهزةً عالية الكفاءة على شكل سلحفاة
صنع الفريق البحثي أجهزةً عالية الكفاءة على شكل سلحفاة

يُتوقّع أن تعجِّل الطباعة بطريقة نفث الحبر، والمعروفة شعبياً باسم «إينك جت»، بوضع الخلايا الشمسية العضوية على طريق التسويق التجاري. وقد استغلَّ باحثون في «مركز الطاقة الشمسية» بـ«جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية» (كاوست) هذه التقنية لإنتاج خلايا شمسية عالية الكفاءة على نطاق واسع.
ويُمكن أن تحلَّ الموادُ الكهروضوئية العضوية قريباً محلَّ أشباه الموصِّلات غير العضوية في الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية، بسبب خفّة وزنها، ومرونتها، وانخفاض تكلفتها. كما يسهُل تشكيل هذه المواد ومعالجتها في محلول، ما يجعلها جذَّابة جداً للتعديل حسب الرغبة، والإنتاج على نطاق واسع.
وتتكون الخلايا الكهروضوئية العضوية من عدّة طبقات مؤلفة من مادة عضوية شبه موصلة، تشمل البوليمرات العضوية الموصّلة أو الجزيئات العضوية الصغيرة، لامتصاص الضوء ونقل الشحنة لإنتاج الكهرباء من أشعة الشمس بواسطة التأثير الضوئي.
وعلى وجه التحديد، يمكن لتصميمات الخلايا الشمسية المُعدلة حسب الرغبة أن تُستخدَم بالاشتراك مع إلكترونيات مطبوعة أخرى، لتوفير الطاقة لكثير من التطبيقات، مثل الإلكترونيات التي تستخدم لمرة واحدة، والتغليف الذكي، والوسائط التفاعلية المطبوعة، والأجهزة التي تعمل كمختبرات على رقائق إلكترونية.
وساعدت مواد ناشئة حديثاً، تُدعَى «المُستَقبِلات غير الفولرِينية»، على تعزيز كفاءة الخلايا الشمسية العضوية، على نحوٍ جعلَها تقترب من الإنتاج على نطاق تجاري. وعادة ما تُخلط هذه المكونات مع مواد مانحة للإلكترونات في طبقة كهروكيميائية حساسة للضوء. وقد أثبتتْ هذه المواد فاعليتها في الفصل بين أزواج الإلكترونات التي يولّدها الضوء والفجوات سالبة الشحنة، وفي الحفاظ على التيار الكهربائي عند التعرّض لضوء الشمس. غير أن تحدّيات زيادة الإنتاج والتصنيع أعاقت جهود إخراج هذه المواد من حدود المختبرات العلمية إلى النطاق الصناعي والاستهلاكي.
ولسدِّ هذه الفجوة، صممت الدكتورة ديريا باران، الأستاذة المساعدة في هندسة وعلوم المواد، قسم العلوم والهندسة الفيزيائية بـ«كاوست» وزملاؤها مواد شمسية قابلة للطباعة بنفث الحبر، تحتوي على مستقبل غير فولَرِيني، ثم رسبَّوا هذه الأحبار على مساحات واسعة لإنتاج خلايا كهروضوئية. حققت الأجهزة الناتجة معدلات كفاءة تبلغ 6 في المائة، وهي معدلات تُقارِب كفاءة نظيراتها المعتمدة على تقنية الطلاء بواسطة الطرد المركزي.
ويُوضِّح طالب الدكتوراة، دانيال كورزو، الذي يعمل في مختبر الدكتورة ديريا باران، أن الطباعة بطريقة النفث تتيح عدَّة مزايا تتفوق على التقنيات التي تَستخدِم الطرد المركزي، أو تلك التي توزِّع المادة على السطح بواسطة شفرة، وتشمل هذه المزايا تقليل كمية المادة المستهلكة، وإمكانية إجراء تغيّرات سريعة على التصميمات من خلال برامج رقمية. ويضيف كورزو: «يتيح ذلك التصنيع منخفض التكلفة، صنع أنماط ذات أشكال معقَّدة، وصناعة أجهزة متعددة الطبقات دون الحاجة إلى الطباعة الحجرية متعددة الخطوات». والطباعة الحجرية هي عملية إنتاج أنماط على أشباه موصّلات بلورية للاستخدام كدوائر متكاملة.
وقد حسَّن الباحثون عملية الطباعة عن طريق ضبط سلوك الحبر من حيث اللزوجة والتبخر، لتحسين طريقة خروج القطرات، وطريقة تفاعلها مع سطح الركيزة. ووفقاً لكورزو، فقد أتاح هذا التطوير إمكانية تكرار عملية الطباعة، وجعلها قابلة للتوسع إلى مستوى تجاري.
صنع فريق باران أيضاً أجهزة عالية الكفاءة على شكل سلحفاة، ما أوضح إمكانية تعديل العملية حسب الرغبة. يوضح كورزو: «إنه لأمرٌ رائع أننا نستطيع الآن صنع خلايا شمسية ذات أشكال معقدة بضغطة زر، وهو ما يفتح الباب أمام مجموعة كبيرة من التطبيقات».
ويعكف الباحثون حالياً على تطوير خلايا شمسية عضوية مطبوعة بالكامل، وتعزيز كفاءة الخلايا باستخدام مواد ذات أداء أفضل. كما يبحثون أيضاً طُرقاً لدمج الأجهزة في وحدات برمجية مستقلة، ومع إلكترونيات مطبوعة أخرى لاستشعار ذاتي التحكم وذاتي الطاقة.


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية
TT

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

في المستقبل، يمكن تغطية سيارتك الكهربائية بألواح شمسية -ليس فقط على السطح، ولكن في جميع أنحاء الجزء الخارجي من السيارة- بفضل طلاء خاص.

وسواء كنت تقود السيارة أو كانت متوقفة، يمكن لهذا الطلاء الشمسي حصاد الطاقة من الشمس، وتغذيتها مباشرة في بطارية السيارة الكهربائية. وربما يبدو الأمر وكأنه شيء من كتاب خيال علمي، إلا أن الباحثين في شركة «مرسيدس بنز» يعملون بالفعل على جعله حقيقة واقعة.

عجينة لطلاء شمسي

يقول يوشين شميد، المدير الأول لشركة «مستقبل القيادة الكهربائية» Future Electric Drive، للبحث والتطوير في «مرسيدس بنز» الذي يستكشف تقنيات السيارات الكهربائية في مرحلة مبكرة: «نحن ننتج مئات السيارات يومياً، وسطح السيارة مساحة كبيرة جداً. فلماذا لا نستخدمها لحصاد طاقة الشمس؟».

إن المادة الكهروضوئية التي تبحثها شركة مرسيدس تشبه العجينة التي يمكن وضعها على الجزء الخارجي للسيارة. يبلغ سمك الطلاء 5 ميكرومترات فقط (يبلغ متوسط ​​سمك شعرة الإنسان نحو 100 ميكرومتر)، ويزن 50 غراماً لكل متر مربع.

وقود شمسي لآلاف الكيلومترات

في سيارة رياضية متعددة الأغراض SUV متوسطة الحجم، ستشغل العجينة، التي تطلق عليها مرسيدس أيضاً طلاءً شمسياً، نحو 118 قدماً مربعة، ما ينتج طاقة كافية للسفر لمسافة تصل إلى 7456 ميلاً (12000 كم) في السنة. ويشير صانع السيارة إلى أن هذا يمكن أن يتحقق في «ظروف مثالية»؛ وتعتمد كمية الطاقة التي ستحصدها هذه العجينة بالفعل على قوة الشمس وكمية الظل الموجودة.

طلاء مرن لصبغ المنحنيات

ولأن الطلاء الشمسي مرن، فيمكنه أن يتناسب مع المنحنيات، ما يوفر فرصاً أكبر للطاقة الشمسية مقارنة بالألواح الشمسية الزجاجية التي لا يمكن ثنيها، وبالتالي لا يمكن تثبيتها إلا على سقف السيارة أو غطاء المحرك. يُعدّ الطلاء الشمسي جزءاً من طلاء متعدد الخطوات يتضمن المادة الموصلة والعزل والمادة النشطة للطاقة الشمسية ثم الطلاء العلوي لتوفير اللون (يشكل كل ذلك معاً عمق بـ5 ميكرونات).

لن تكون هذه الطبقة العلوية طلاءً قياسياً للسيارات لأنها لا تحتوي على صبغة. بدلاً من ذلك، ستبدو هذه الطبقة أشبه بجناح الفراشة، كما يقول شميد، وستكون مادة شديدة الشفافية مليئة بجسيمات نانوية تعكس الأطوال الموجية من ضوء الشمس. كما يمكن تصميمها لتعكس أطوال موجية محددة، ما يعني أن السيارات الكهربائية يمكن أن تأتي بألوان أخرى.

وسيتم توصيل الطلاء الشمسي أيضاً عن طريق الأسلاك بمحول طاقة يقع بجوار البطارية، الذي سيغذي مباشرة تلك البطارية ذات الجهد العالي.

تأمين أكثر من نصف الوقود

ووفقاً للشركة فإن متوسط سير ​​السائق هو 32 ميلاً (51.5 كم) في اليوم؛ هناك، يمكن تغطية نحو 62 في المائة من هذه الحاجة بالطاقة الشمسية من خلال هذه التكنولوجيا. بالنسبة للسائقين في أماكن مثل لوس أنجليس، يمكن أن يغطي الطلاء الشمسي 100 في المائة من احتياجات القيادة الخاصة بهم. يمكن بعد ذلك استخدام أي طاقة إضافية عبر الشحن ثنائي الاتجاه لتشغيل منزل شخص ما.

على عكس الألواح الشمسية النموذجية، لا يحتوي هذا الطلاء الشمسي على أي معادن أرضية نادرة أو سيليكون أو مواد سامة أخرى. وهذا يجعل إعادة التدوير أسهل. وتبحث «مرسيدس» بالفعل عن كيفية جعل إصلاحه سهلاً وبأسعار معقولة.

يقول شميد: «قد تكون هناك مخاوف من أن سيارتي بها خدش، فمن المحتمل أن لوحة الباب معطلة»، وتابع: «لذا اتخذنا احتياطاتنا، ويمكننا بسهولة القول إن لدينا تدابير مضادة لذلك».

ومع تغطية المركبات الكهربائية بالطلاء الشمسي، لن يكون هناك الكثير من القلق بشأن شبكات الشحن، أو الحاجة إلى قيام الناس بتثبيت أجهزة الشحن في منازلهم. ويقول شميد : «إذا كان من الممكن توليد 50 في المائة أو حتى أكثر من قيادتك السنوية من الشمس مجاناً، فهذه ميزة ضخمة ويمكن أن تساعد في اختراق السوق».

ومع ذلك، فإن حقيقة طلاء سيارتك الكهربائية بالطاقة الشمسية لا تزال على بعد سنوات، ولا تستطيع مرسيدس أن تقول متى قد يتم طرح هذا على طرازاتها، لكنها شركة واثقة من تحقيقها.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

اقرأ أيضاً