«مراكب النجاة»... مبادرة مصرية للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة»

تواصل عملها للحد من الظاهرة

TT

«مراكب النجاة»... مبادرة مصرية للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة»

«مراكب النجاة»، مبادرة مصرية للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المُصدرة للهجرة، أطلقتها وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، تنفيذاً لتوصيات «منتدى شباب العالم» الأخير في شرم الشيخ... المبادرة بدأ تنفيذها أمس، في محافظة البحيرة بدلتا مصر، وكانت قد بدأت في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة الأيام الماضية. وقال مصدر مطلع أمس، إن «المبادرة تواصل عملها، وسوف يتم تنفيذها في 9 محافظات مصرية أخرى، إلى جانب الفيوم والبحيرة، بإجمالي 11 محافظة، وذلك للحد من الظاهرة»، مضيفاً أن «المبادرة لاقت حضوراً لافتاً من الأمهات والشباب والأطفال في الفيوم».
وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ختام «منتدى شباب العالم»، وزارة الهجرة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وإدارة المنتدى، لإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المصدرة للهجرة. وخلال الشهر الماضي، بحثت مصر واليونان وقبرص، تعزيز التعاون في مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، ضمن مبادرة «مراكب النجاة» المصرية.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أمس، أن «محافظة البحيرة هي المحطة الثانية لمبادرة (مراكب النجاة)». وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد تلقى أمس، تقريراً من وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج. وأشارت الوزيرة إلى أن «الزيارة التي قامت بها إلى محافظة الفيوم، هدفت إلى التوعية بمخاطر (الهجرة غير المشروعة)، والبدائل الإيجابية المتاحة في إطار خطة العمل التي أعدتها الوزارة لتنفيذ المبادرة»، موضحة أن «محافظة الفيوم تأتى على رأس المدن المصدرة لظاهرة (الهجرة غير المشروعة) خاصة للأطفال القصر».
وتمثل «الهجرة غير المشروعة» مشكلة كبيرة للقارة الأوروبية... وتقول مصر إنها استطاعت، وفقاً لاستراتيجية شاملة تبنتها للتصدي للظاهرة، القضاء عليها بشكل تام، بدليل أنه لم يخرج مركب هجرة غير مشروعة واحد إلى أوروبا، أو غيرها من مصر منذ عام 2016، وفقاً لتصريحات مصرية رسمية في وقت سابق. وقبل نحو عامين، أقر مجلس النواب المصري (البرلمان) قانوناً للحد من عمليات «الهجرة غير المشروعة»، وذلك في أعقاب زيادة تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
ونوهت وزيرة الهجرة في بيان لها أمس، إلى «التعاون والتنسيق الذي تم بين الوزارة، وكل من وزارة التنمية المحلية، ومحافظة الفيوم، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بجانب المجلس القومي للمرأة، لتنفيذ الفعاليات»، مؤكدة «دور تلك الجهات باعتبارها ذات صلة رئيسية بموضوع (الهجرة غير المشروعة)، حيث إن طلاب المدارس والشباب يمثلان عنصراً رئيسياً في هذه المنظومة، كما تلعب الأم دوراً محورياً في الإقبال على (الهجرة غير المشروعة) أو رفضها والابتعاد عنها».
وكانت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، قد أطلقت قبل أيام، برنامجاً خاصاً لأطفال المدارس في محافظات مصر المصدرة لـ(الهجرة غير المشروعة)، بهدف تعزيز التوعية لديهم بمخاطر الظاهرة، وذلك ضمن مبادرة (مراكب النجاة). وقالت السفيرة نبيلة مكرم، إنه «تم الاتفاق مع مؤسسة (ويل سبرنغ) المتخصصة في إقامة المعسكرات وتعليم الأطفال، على عمل أنشطة وبرامج مبسطة في المدارس المصرية، توضح مخاطر (الهجرة غير المشروعة) لأطفال القرى والنجوع، بطريقة مرنة، يسهل استيعابها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.