بعيدا عن غالبية المواقف الرسمية العراقية المنددة بالضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل قائد فيلق «القدس» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وآخرين في مطار بغداد الدولي فجر أمس، اتخذت المواقف الشعبية العراقية أشكالا متعددة ومتناقضة في حالات كثيرة حيال ما حدث، تراوحت بين الرفض والتأييد وعدم الاكتراث والتحفظ الشديد في أحيان كثيرة.
كذلك برزت مواقف كثيرة «ترثي» الدولة وسيادتها المستلبة والهزال الشديد الذي أصاب الحكومة بكل أجنحتها. وبرز سؤال ماذا بعد واقعة المطار؟ من بين أهم الأسئلة التي تبحث قطاعات عراقية غير قليلة عن إجابة شافية لها، نظرا لحجم القلق الشعبي المتنامي من تحول الصراع الأميركي - الإيراني على الأراضي العراقية من فضاء التكهنات إلى المعطيات الواقعية على الأرض بعد الحادث.
وانتشرت على نطاق واسع أمس، تكهنات حول احتمال مواصلة الولايات المتحدة الأميركية في استهداف الشخصيات والجهات العراقية الموالية والمرتبطة بإيران في الأيام المقبلة. كما انتشرت إشاعات عن قيام القوات الأميركية باعتقال كل من رئيس منظمة «بدر» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي اللذين اشتركا في التظاهرة التي نظمها «الحشد» ومناصروه ضد السفارة الأميركية في بغداد وأدت إلى إحراق سياجها الخارجي وتحطيم زجاج الأبنية الخارجية لها عشية ليلة رأس السنة الجديدة. غير أن مصادر مقربة من العامري والخزعلي نفت موضوع الاعتقال جملة وتفصيلاً.
وعلى الرغم من استمرار المتظاهرين بالوجود في ساحات الاعتصام، والموقف المناهض لقائد فيلق «القدس» قاسم سليماني الذي تبنته منذ انطلاقها مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن دعوات غير قليلة صدرت من ساحة التحرير أمس، ودعت إلى «عدم التسرع في اتخاذ الأحكام حول حادث المطار وشددت على التركيز على إدامة زخم الاحتجاجات». لكن ذلك لم يمنع بعض المتظاهرين من التعبير عن فرحتهم لحظة معرفتهم بمقتل سليماني.
في مقابل ذلك، تخشى بعض الاتجاهات الاحتجاجية من قيام السلطات العراقية والجماعات المتحالفة معها بضرب التظاهرات وفض الاحتجاجات بالقوة بذريعة وقوفها وراء الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد، وقد دعت بعض الاتجاهات المعارضة للتظاهرات صراحة أمس إلى إنهائها بشتى الطرق.
الحراك يراقب ويدعو إلى ضبط النفس وعدم التسرع
يخشى أن يتخذ مقتل سليماني والمهندس ذريعة لفضه
الحراك يراقب ويدعو إلى ضبط النفس وعدم التسرع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة