أبرز الرؤساء الديمقراطيين الذين قادوا حملات انتخابية ناجحة

شهدت حملات الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية نجاحات وإخفاقات في التاريخ الحديث. ومع أن بعضها حمل شخصيات تاريخية إلى سدة رئاسة أكبر دولة في العالم، تركت بصمات كبرى، سواء على الولايات المتحدة أو العالم، فإن الخاسرين أيضاً كانت لهم بصماتهم، خصوصاً أن بعضهم كان من الشخصيات السياسية الفاعلة في السياسة الأميركية، من أمثال آل غور وجون كيري وهيلاري كلينتون.
حملة فرانكلين د. روزفلت، الذي كان يشار إليه في الغالب بالحروف الأولى «إف دي آر» من اسمه، شغل منصب رئيس الولايات المتحدة الـ32 من عام 1933 حتى وفاته عام 1945، هو عضو في الحزب الديمقراطي، وفاز بأربعة انتخابات رئاسية قياسية وأصبح شخصية محورية في الأحداث العالمية خلال النصف الأول من القرن العشرين. قاد الحكومة الفيدرالية خلال معظم فترة الكساد الكبير، وفاز بولايتين ثالثة ورابعة خلال الحرب العالمية الثانية التي انتهت بعد وقت قصير من وفاته في منصبه الرئاسي. تم تصنيفه على أنه واحد من أعظم الرؤساء الثلاثة للولايات المتحدة، إلى جانب جورج واشنطن وأبراهام لنكولن، لكنه تعرض أيضاً لانتقادات شديدة.
حملة هاري ترومان قادته ليكون الرئيس 33 للولايات المتحدة من 1945 إلى 1953، خلفاً لروزفلت بعدما شغل منصب نائب الرئيس.
بعد توليه الرئاسة أمر باستخدام السلاح النووي للمرة الأولى والوحيدة ضد اليابان، منهياً الحرب العالمية الثانية. ونفذ لاحقاً «خطة مارشال» لإعادة بناء اقتصاد أوروبا الغربية، وأنشأ مبدأ ترومان و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) وخاض الحرب الكورية عام 1950.
حملة جون إف كينيدي، غالباً ما يشار إليه بالأحرف الأولى من اسمه «جي إف كيه» قادته للفوز بمنصب الرئيس 35 للولايات المتحدة من يناير 1961 بعد فوزه بفارق ضئيل على منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون، حتى اغتياله في نوفمبر (تشرين الثاني) 1963.
في عهده اندلعت ما سميت بالحرب الباردة في مواجهة الاتحاد السوفياتي، وأذن بعملية خليج الخنازير ضد كوبا. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأميركية قواعد الصواريخ السوفياتية المنشورة في كوبا، بينما السفن الحربية الروسية الحاملة للصواريخ النووية تتجه إلى الجزيرة، وهذا ما تسبب فيما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تؤدي إلى حرب نووية. قاد برنامج الفضاء «أبولو» ودعم حركة الحقوق المدنية.
حملة بيل كلينتون قادته لمنصب الرئيس 42 للولايات المتحدة من 1993 إلى 2001، ليصبح أول ديمقراطي يفوز بولايتين منذ فرانكلين روزفلت. في عهده شهدت أميركا أطول فترة للتوسع الاقتصادي في زمن السلم في تاريخها، محققاً فائضاً في الميزانية للمرة الأولى منذ عام 1969.
أمر كلينتون بالتدخل العسكري في حربي البوسنة وكوسوفو، ووقع قانون تحرير العراق ورعى قمة كامب ديفيد عام 2000 لدفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وساعد عملية السلام في آيرلندا الشمالية.
حملة باراك أوباما قادته لمنصب الرئيس 44 للولايات المتحدة من 2009 إلى 2017 ليكون أول رئيس من أصل أفريقي. وفي عام 2008 فاز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد تغلبه على هيلاري كلينتون، وبعد 9 أشهر من تسلمه منصبه حصل على «جائزة نوبل للسلام» لعام 2009.
زاد عديد القوات الأميركية في أفغانستان، وخفّض الأسلحة النووية مع معاهدة «ستارت» الجديدة مع روسيا، وانسحب من العراق في 2011، لكنه أعاد القوات الأميركية بعد تمكن تنظيم «داعش» من إسقاط الموصل وإعلان «دولة» التنظيم صيف عام 2014. وتدخل للإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا، وأمر بتصفية أسامة بن لادن وقبله أنور العولقي.
داخلياً، قاد عملية إنعاش الاقتصاد بعد أزمة عام 2007، وانهيار قطاع البناء وعدد من المصارف وشركات السيارات، وأقر قانون الرعاية الصحية المعروف بـ«أوباما كير».