استخدام طائرات درون لزراعة مليار شجرة في كندا

لتعويض حرائق الغابات والسيطرة على المناخ

استخدام طائرات درون لزراعة مليار شجرة في كندا
TT

استخدام طائرات درون لزراعة مليار شجرة في كندا

استخدام طائرات درون لزراعة مليار شجرة في كندا

يخطط علماء كنديون للمساعدة في معالجة تغير المناخ باستخدام طائرات «درون» لزراعة مليار شجرة بحلول عام 2028.
وأفاد الفريق التابع لشركة «فلاش فورست» بأنهم طوروا تكنولوجيا الدرون التي تحدد أفضل المناطق لزراعة الأشجار التي تمتص معظم ثاني أكسيد الكربون، بمتوسط كثافة يبلغ 2000 شجرة لكل هكتار.
وقال أحد مشغلي طائرات درون إن لديه القدرة على غرس 100 ألف شجرة يوميا. وتأمل «فلاش فورست» في تعويض انبعاثات الكربون «بدرجة تكفي لعمل تأثير كبير وقابل للقياس على تغير المناخ خلال العقد المقبل».
ووفقاً لموقع الشركة عبر الإنترنت، فإن «فلاش فورست» تستخدم آلة تعمل بالهواء المضغوط متصلة بـ«درون» لغرس الشتلات. تحتوي كل نبتة على ثلاث شتلات وبعض المواد الأخرى التي تتضمن فطريات تساعد النباتات على النمو، وكذلك أسمدة وبعض المكونات «السرية» الأخرى. بعد عملية الزراعة ستقوم طائرة درون بالتحليق فوق المنطقة لتمدها بالمواد المغذية مثل النيتروجين لمساعدة الشتلات على النمو، وبعد ذلك سيجري إرسال طائرة استطلاع «درون» لمراقبة نمو الشتلات.
ويزعم فريق من خريجي العلوم والهندسة القائمين على تنفيذ المشروع أن أساليبهم أسرع بـ10 مرات وأقل كلفة بنسبة 20 في المائة من تقنيات زراعة الأشجار العادية وأنهم يأملون أن يمكّنهم ذلك من استهداف المناطق التي تعرضت للتدمير بسبب الحرائق البرية.
وقد نشرت «فلاش فورست» عبر موقعها الإلكتروني تحذير «اللجنة الدولية للتغيرات المناخية» من أنه لم يتبق سوى 10 سنوات فقط للسيطرة على «تغير المناخ ومنع آثار الانسحاب الكارثية على جنسنا وحضارتنا». يقول العلماء إن كمية ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها البشر في تزايد منذ عصر ما قبل الصناعة، حيث بلغت 34 مليار طن عام 2018. وهي نسبة تفوق ما يمكن امتصاصه بشكل طبيعي.
كذلك يفقد الكوكب 13 مليار شجرة سنوياً ولكنه يستعيد أقل من النصف، وفقاً للفريق، وتعتبر زراعة الأشجار هي الطريقة «الأسرع والأرخص» لاحتجاز الكربون، حيث تمتص الشجرة الواحدة أكثر من 40 رطلاً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
تأسست شركة «فلاش فورست» بداية العام الماضي، وأكملت أول اختبار تجريبي لها في جنوب أونتاريو في أغسطس (آب) 2019. حيث استخدموا ما أطلقوا عليه «آلية الإطلاق اليدوية» لزراعة أكثر من 100 شتلة وأنها قد أنبتت بالفعل.
كذلك نفذت الشركة مشروعا آخر في سبتمبر (أيلول) من نفس العام باستخدام درون لزرع 1033 شتلة وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حققت الشركة رقما قياسيا جديدا بغرس 165 شجرة في ثلاث دقائق. وعلى مدار يومين، غرست أكثر من 2000 شجرة من سبعة أنواع في جنوب أونتاريو.
يأتي برنامجهم الطموح في وقت يعتبر فيه تغير المناخ، والقضايا ذات الصلة مثل إزالة الغابات من أهم قضايا الساعة.
ففي الصيف الماضي، احتلت منطقة الأمازون العناوين الرئيسية لصحف العالم، حيث عانت أكبر غابة مطيرة في العالم وحوض الكربون الحيوي من آثار الحرائق وإزالة الغابات. ووفقاً لمقال في مجلة Science Advances، فقد بدأت الغابات المطيرة في التدمير الذاتي، لكن «مشروعا كبيرا لإعادة التشجير يمكن أن ينقذها».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».