وزيرة الداخلية: تعليمات الحريري قضت بالتعامل السلمي مع المتظاهرين

ريا الحسن قالت إن سجون لبنان تعاني من الاكتظاظ وتأخير المحاكمات

وزيرة الداخلية تسلم نقيب المحامين في الشمال التقرير عن وضع السجون (الوكالة الوطنية)
وزيرة الداخلية تسلم نقيب المحامين في الشمال التقرير عن وضع السجون (الوكالة الوطنية)
TT

وزيرة الداخلية: تعليمات الحريري قضت بالتعامل السلمي مع المتظاهرين

وزيرة الداخلية تسلم نقيب المحامين في الشمال التقرير عن وضع السجون (الوكالة الوطنية)
وزيرة الداخلية تسلم نقيب المحامين في الشمال التقرير عن وضع السجون (الوكالة الوطنية)

قالت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن بأن السجون في الشمال وفي مختلف المناطق اللبنانية تعاني من الاكتظاظ إضافة إلى المعضلة الأساسية المتمثلة بتأخير مواعيد المحاكمات، مؤكدة أنها مرتاحة الضمير حيال تعامل القوى الأمنية مع المتظاهرين وذلك بناء على تعليمات الرئيس سعد الحريري التي تقضي بالتعامل السلمي مع المتظاهرين أو الثوار.
وجاء كلام الحسن خلال تسليمها نقابة المحامين في طرابلس والشمال تقريري خارطة الطريق حول السجون وواقعها من أجل تحويل السجون إلى مراكز تأهيل.
وقالت «منذ اليوم الأول لتسلمي مهماتي في وزارة الداخلية، أخذت زمام المبادرة للتنسيق مع الجهات المانحة المعنية بملف السجون، وفق رؤية واضحة مستندة إلى وقائع هي عبارة عن خارطة طريق من أجل تحسين وضع السجون كي تتلاءم مع الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان ولرفع الضرر عن المساجين، وإبراز صورة أفضل عن السجون في لبنان أمام المجتمع الدولي. وقد عرضت هذه الخارطة خلال اجتماع كبير مع ممثلي الجهات المانحة من دول ومنظمات، وكان الهدف الأساسي تحويل السجون من إدارات عقابية إلى مؤسسات تأهيلية».
وقالت الحسن بأنه وفق تقرير مفصل أعده فريق عمل كلفته إجراء مسح لكل السجون وتم إرساله إلى وزارة العدل والمديرية العام لقوى الأمن الداخلي لمعالجة النقاط الواردة فيه، فإن سجون الشمال تعاني من الاكتظاظ كما في بقية المناطق. وهو المعضلة الأساسية التي تواجهنا في مقاربة هذا الملف، إضافة إلى قدم المباني ونقص التجهيزات وأعمال الصيانة وفي الكادر الطبي الذي يقدم الرعاية الطبية إلى السجناء. كذلك لفتت الحسن إلى مشكلة التأخير في إجراء المحاكمات، إذ تظهر الأرقام مثلا أن عدد الموقوفين في الشمال هو 745 سجينا فيما عدد المحكومين لا يتجاوز الـ240 سجينا.
وأشارت إلى أن خارطة الطريق التي تم وضعها، تتألف من ست ركائز أساسية هي: معالجة مسألة الاكتظاظ وإدماج السجين في مجتمعه وتوفير الحاجات الأساسية للموقوف بما يتلاءم مع المعايير الدولية والاحتراف في مواجهة الأحداث العنيفة بشكل لا ينتهك حقوق الإنسان وتوفير التسهيلات اللوجيستية التي تتلاءم مع المعايير الدولية إضافة إلى التأكد من أن الأحداث والسجينات يتمتعون بحقوقهم كاملة وفق المعايير الدولية. وأخيرا الحوكمة عبر العمل على مواءمة الإطار التشريعي مع أفضل الممارسات، والإنفاق على إصلاح الاحتجاز.
وفي ردها على أسئلة الصحافيين، وتحديدا حول تعامل القوى الأمنية مع المتظاهرين، قالت الحسن: منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) كانت تعليماتي واضحة تماما، وذلك أيضا بناء لتعليمات الرئيس سعد الحريري التي تقضي بالتعامل السلمي مع المتظاهرين أو الثوار. وأنا مرتاحة الضمير تماما، وما حصل جنب البلد الكثير من المشاكل التي كنا لنصطدم بها أو كان ليتحول الحراك إلى ثورة فيها دم.
وردا على سؤال حول التوقيفات أكدت أنها شملت أشخاصا من الحراك ومن غيره، وقالت «الإجراء في حق بعض الموقوفين ممن تسمونهم الشارع الآخر لا يزال ساريا بمعنى أنه لا يزال هناك موقوفون منهم حتى اليوم، ولا يزال 5 منهم قيد التوقيف».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.