رحيل العقل المدبّر لعولمة الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين

حزن في الولايات المتحدة بعد إعلان وفاة ديفيد ستيرن

ديفيد ستيرن  -  السلة الأميركية وصلت إلى أفضل مراحلها العالمية بفضل ستيرن
ديفيد ستيرن - السلة الأميركية وصلت إلى أفضل مراحلها العالمية بفضل ستيرن
TT

رحيل العقل المدبّر لعولمة الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين

ديفيد ستيرن  -  السلة الأميركية وصلت إلى أفضل مراحلها العالمية بفضل ستيرن
ديفيد ستيرن - السلة الأميركية وصلت إلى أفضل مراحلها العالمية بفضل ستيرن

خسر عالم كرة السلة والدوري الأميركي للمحترفين بشكل خاص، رجلا كان العقل المدبر و«جزءا من أرض العمالقة» بعدما جعل الـ«إن بي إيه» محط أنظار عشاق اللعبة في كافة بقاع الأرض، وذلك برحيل ديفيد ستيرن عن 77 عاما نتيجة إصابته بنزيف دماغي الشهر الماضي.
واستقبل الدوري الأميركي العام الجديد بخبر محزن جدا أول من أمس الأربعاء مع الإعلان عن وفاة مفوضه السابق الذي أحدث ثورة هائلة في البطولة بعدما تسلم دفة إدارتها من 1984 حتى 2014.
وقال بيان صادر عن رابطة الدوري الأميركي «توفي المفوض ديفيد ستيرن بعد ظهر الأربعاء على إثر النزيف الدماغي الذي تعرض له قبل ثلاثة أسابيع».
وأدخل ستيرن إلى المستشفى في 12 ديسمبر (كانون الأول) إثر إصابته بنزيف دماغي من دون أن يتمكن الأطباء من إنقاذه.
عندما تسلم ستيرن منصبه مفوضا للدوري الأميركي عام 1984 لم تكن المباريات منقولة مباشرة حتى على شاشات التلفزة، لكنه نجح في إحداث ثورة وجعل الـ«إن بي إيه» محط أنظار العالم لا سيما من خلال انتداب لاعبين من خارج الولايات المتحدة لرفع مستوى اهتمام العالم الخارجي بالبطولة الأهم على الإطلاق في هذه اللعبة، قبل أن يسلم بعد 30 عاما المشعل إلى آدم سيلفر في الأول من شباط-فبراير (شباط) عام 2014.
ونعى سيلفر سلفه في بيان قال فيه «لقد تولى ديفيد إن بي إيه عام 1984 حين كان الدوري على مفترق طرق، لكن على مدار 30 عاما كمفوض، قاده إلى الحداثة العالمية. لقد أطلق شراكات رائدة في مجال الإعلام والتسويق، الأصول الرقمية وبرامج المسؤولية الاجتماعية التي جلبت اللعبة لمليارات الأشخاص حول العالم».
ورأى سيلفر أنه «بسبب ديفيد، فإن الدوري الأميركي للمحترفين أصبح حقا علامة تجارية عالمية، مما يجعله ليس فقط أعظم مفوض رياضي في كل العصور، بل أيضا أحد أكثر قادة الأعمال نفوذا في جيله».
وعزز ستيرن خلال حقبته دعم الشركات للدوري، وتحول نجوم مثل مايكل جوردان وشاكيل أونيل وكوبي براينت إلى علامات تجارية عالمية ومثال أعلى يحتذى به من حول العالم.
وأعرب شاكيل أونيل، الفائز بلقب الدوري أربع مرات، عن حزنه لرحيل ستيرن، قائلا في حسابه على «تويتر» «ارقد بسلام أيها السيد ديفيد ستيرن، أفضل مفوض على الإطلاق».
وكان ستيرن مهندس توسع الدوري من 23 إلى 30 فريقا، والسماح لنجوم الدوري بتمثيل الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية اعتبارا من أولمبياد برشلونة 1992 مع فريق «الأحلام»، وتعزيز شعبية اللعبة عالميا من خلال النقل التلفزيوني في كافة بقاع الأرض.
واعتبر سيلفر أن «كل فرد من عائلة إن بي إيه هو مستفيد من رؤية ديفيد وكرمه وإلهامه. نتقدم بأحر التعازي إلى زوجة ديفيد، ديان، وولديهما أندرو وإريك... نشارك حزننا مع كل من تأثر بحياته».
وأعرب سيلفر الذي بدأ العمل في الدوري عام 1992. عن تقديره للأهمية التي أولاها ستيرن للتفاصيل، مضيفا «مثل كل أساطير الدوري الأميركي للمحترفين، تمتع ديفيد بمواهب استثنائية. لكن معه، الأمر كان يتعلق دائما بالأساسيات، الإعداد، الاهتمام بالتفاصيل، والعمل الدؤوب».
ولد ستيرن في عام 1942 وعمل في مطعم والده في نيويورك حيث نشأ مشجعا لفريق نيويورك نيكس، وأصبح لاحقا محاميا عام 1966 وبدأ العمل في الشركة التي مثلت الدوري الأميركي للمحترفين، قبل أن يترك المنصب عام 1978 للانضمام إلى الدوري كمستشار عام، ثم كنائب للرئيس التنفيذي عام 1980. وخلال هذه الفترة، كان من المؤثرين في عملية إبرام اتفاقات هامة مع اتحاد لاعبي الدوري بشأن فحوص المنشطات وتحديد سقف الرواتب، ما مهد الطريق أمامه ليحل بدلا من لاري أوبراين في منصب مفوض الدوري عام 1984.
ونعت رابطة لاعبي الدوري ستيرن في بيان قالت فيه «فُطِرَ قلب مجتمع كرة السلة بأكمله. كسب ديفيد ستيرن عن جدارة أن يكون جزءا من أرض العمالقة. تأثيره على لعبتنا وأعمالنا لا يُحصى. والمكافآت التي نحصدها بفضله، ستبقى موضع تقدير من قبل لاعبي الدوري وعائلاتهم على مدى أجيال».
وتابعت الرابطة «رغم أنه كان ندا عنيدا على الطاولة (طاولة المفاوضات مع رابطة اللاعبين)، لم يغفل أبدا عن إدراك قيمة لاعبينا، وكان لديه الرؤية والشجاعة لجعلهم محور جهود التسويق الخاصة ببطولتنا، مما جعل الدوري الأميركي للمحترفين الإمبراطورية التي وصل إليها اليوم. نحن مدينون له وسنفتقده».
وبهدف رفع شعبية الدوري وقدراته التجارية، عمل ستيرن على رفع عدد الفرق المشاركة إلى 30 مع إضافة تشارلوت هورنتس، ميامي هيت، أورلاندو ماجيك، مينيسوتا تيمبروولفز، البطل الحالي تورونتو رابتورز، فانكوفر غريزليس (الذي أصبح ممفيس غريزليز الآن) ونيو أورليانز بيليكانز.
وخلال فترة ولايته، انتقلت ستة أندية إلى مدن أخرى ولجأت شركات عملاقة مثل «نايكي» وماكدونالدز» إلى نجوم مثل مايكل جوردان وغيره من أجل الترويج التبادلي للمنتجات، مما ساعد على تعزيز صورة اللاعبين والدوري على السواء.
وأعرب مفوض دوري كرة القدم الأميركية «إن إف إل»، رودجر غودل، عن امتنانه لوجود شخص مثل ستيرن لتقديم النصح حين كان المسؤول عن أغنى رابطة رياضية في العالم بحاجة إلى ذلك، واصفا إياه بأنه «قوة دافعة في مجال الرياضة لعقود من الزمن، ساعد دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين في الوصول إلى آفاق جديدة حول العالم».
ووصف الأسطورة بيل راسل، الفائز بلقب الدوري الأميركي للمحترفين 11 مرة، ستيرن بأنه «مبتكر رائع وأوصل اللعبة التي نحبها، إلى ما وصلت إليه اليوم. لقد غير حياة الكثيرين. إنها خسارة فظيعة».


مقالات ذات صلة

كواي ليونارد يقترب من العودة إلى كليبرز

رياضة عالمية كواي ليونارد يقترب من العودة إلى كليبرز

كواي ليونارد يقترب من العودة إلى كليبرز

بعد خروج فريق لوس أنجليس كليبرز من الملعب عقب مباراته الخامسة والعشرين، انضم إلى كواي ليونارد عدد متزايد من زملائه في الفريق بملابس غير رسمية.

The Athletic (لوس أنجليس)
رياضة عالمية جيمس غاب عن الليكرز بسبب إصابة في قدمه اليسرى (أ.ف.ب)

«إن بي إيه»: جيمس يغيب عن ليكرز لأول مرة

غاب ليبرون جيمس نجم لوس أنجليس ليكرز لأول مرة عن مباراة في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين هذا الموسم بسبب إصابة في قدمه اليسرى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية نيكولا يوكيتش (إ.ب.أ)

«إن بي إيه»: يوكيتش يتألق مجدداً ويعيد دنفر إلى سكة الانتصارات

قدم العملاق الصربي نيكولا يوكيتش أداء رائعاً آخر بتسجيله 48 نقطة أعاد بها فريقه دنفر ناغتس حامل اللقب إلى سكة الانتصارات بتغلبه على مضيفه أتلانتا هوكس 141-111.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية جا مورانت تألق في صفوف ممفيس غريزليز ليقود فريقه للفوز على سلتيكس حامل اللقب (أ.ف.ب)

«إن بي إيه»: دنفر يسقط أمام ويزاردز رغم تألق يوكيتش

سقط دنفر ناغتس أمام واشنطن ويزاردز 113- 122 على الرغم من تألق نجمه الصربي نيكولا يوكيتش، بتسجيله 56 نقطة ضمن دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين «إن بي إيه» يعود للصين بعد غياب (رويترز)

«إن بي إيه» يعود إلى الصين عام 2025

سيعود دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (إن بي إيه) إلى الصين عام 2025، للمرة الأولى منذ 2019.

«الشرق الأوسط» (بكين)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».