غصن عاش في طوكيو تحت رقابة لصيقة

المنزل الذي كان يعيش فيه كارلوس غصن في طوكيو قبل فراره إلى بيروت (رويترز)
المنزل الذي كان يعيش فيه كارلوس غصن في طوكيو قبل فراره إلى بيروت (رويترز)
TT

غصن عاش في طوكيو تحت رقابة لصيقة

المنزل الذي كان يعيش فيه كارلوس غصن في طوكيو قبل فراره إلى بيروت (رويترز)
المنزل الذي كان يعيش فيه كارلوس غصن في طوكيو قبل فراره إلى بيروت (رويترز)

كتبت وكالة «رويترز» تقريراً من طوكيو، أمس، أشارت فيه إلى أن البيت الفخم الذي عاش فيه كارلوس غصن خلال الشهور السبعة الأخيرة، وربما يكون قد انطلق منه في هروبه الجريء من القضاء الياباني، يقع في حي كثيف الأشجار في العاصمة اليابانية لا يعير أغلب الناس فيه أدنى اهتمام للغربيين أو السيارات الفارهة.
ومع ذلك يقول جيران إن من المستحيل ألا يلاحظ سكان الحي واحداً من أشهر المديرين التنفيذيين في العالم أو السيارة السوداء التي كانت تقف ساكنة فيما يبدو على مقربة كلما كان موجوداً بالبيت. كانت تلك السيارة تذكيراً شديد الوضوح بالرقابة المفروضة على رئيس شركة «نيسان» المعزول بعد إخلاء سبيله بكفالة لحين محاكمته عن اتهامات بمخالفات مالية.
وكان غصن قال يوم الثلاثاء إنه فر إلى لبنان هربا من النظام القضائي «الفاسد» في اليابان في خطوة مذهلة أثارت تساؤلات حول كيفية إفلات واحد من أبرز رجال الأعمال في العالم من السلطات لا سيما بعد أن سلم جوازات سفره بموجب شروط الكفالة، بحسب ما أشار إليه تقرير «رويترز».
قالت هانا تاكيدا التي تعيش في شقة بالقرب من البيت الذي عاش فيه غصن منذ شهر مايو (أيار) الماضي إنها كانت تراه أحياناً يتمشى في الخارج مع إحدى بناته الثلاث.
وقالت تاكيدا (28 عاماً) لـ«رويترز»: «كان شديد التكتم. وكنت أراه يتمشى مع ابنته».
ولا يبعد البيت الكبير متعدد الأدوار مسافة كبيرة عن حي روبونجي بوسط طوكيو في منطقة يقبل الدبلوماسيون وكبار التنفيذيين الغربيين على الإقامة فيها.
وللشرطة وجود في المنطقة بسبب قربها من سفارة واحدة على الأقل وسكن دبلوماسيين. وتقف أمام بيوت كثيرة سيارات غربية فارهة مثل بي إم دبليو ولاند روفر وبنتلي.
وتطل ثلاث كاميرات لاسلكية للمراقبة الأمنية من شرفة فوق مدخل البيت. وتقضي شروط الكفالة بتركيب كاميرات عند مدخل البيت. ولم يرد أحد عندما دق مراسل «رويترز» جرس الباب. وكان مرأب يسع سيارتين مغلقاً كما كانت ستائر خفيفة مسدلة على النوافذ. أما نوافذ الأدوار العلوية فكانت ستائر معتمة تغطيها.
وكان رجل شرطة يتجول بانتظام بدراجة في الحي الصغير.
وقال جار آخر هو الأميركي ويتني ريتش (62 عاماً) إنه كان يلاحظ أحياناً سيارة سوداء قرب البيت.
وكانت الشرطة قد ألقت القبض على غصن في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018 ووجهت له أربع تهم ينفيها كلها. ومن هذه الاتهامات إخفاء بعض دخله، والإثراء من خلال مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.