مقتل 232 مدنياً بينهم 68 طفلاً في الحديدة منذ بدء الهدنة

TT

مقتل 232 مدنياً بينهم 68 طفلاً في الحديدة منذ بدء الهدنة

انقضى عام كامل على اتفاق استوكهولم في السويد، وميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، تواصل انتهاكاتها وجرائمها وتصعيدها العسكري في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، حيث تجاوزت خروقات ميليشيات الانقلاب (1 ألف خرق؛ تنوعت بين عمليات هجوم واشتباكات مباشرة وعمليات تسلل أكثرها على الدريهمي وحيس، جنوب الحديدة، وعمليات قصف واستهداف مباشر على مواقع القوات المشتركة في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
وقال المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «عدد الشهداء والجرحى من المدنيين بلغ 232 قتيلاً و2311 جريحاً».
وذكرت «العمالقة» في بيان لها، أن عدد القتلى منذ انطلاق الهدنة توزع على الفئات العمرية التالية: الأطفال 68 قتيلاً، والنساء 29، وكبار السن 41، والشباب 94، فيما بلغ عدد الجرحى 2311 توزعوا على الفئات العمرية: الأطفال 264 جريحاً، والنساء 179 جريحة، وكبار السن 271، والشباب 1597 جريحاً. فأعداد الجرائم المرتفعة ضد المدنيين تكشف عن نوايا ميليشيات الحوثي بقتل الإنسان في محافظة الحديدة».
ونوهت «العمالقة» بأنه «بعد مرور عام من إعلان اتفاق استوكهولم بين الطرف الحكومي والحوثيين، الذي ينص على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، إلا إن الميليشيات لم تلتزم ببنود اتفاق استوكهولم وتواصل تعنتها ورفضها تنفيذ بنود الاتفاق؛ إذ شنت آلاف العمليات العسكرية المباشرة وعمليات التسلل مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على مواقع القوات المشتركة، وتكبدت الميليشيات خلالها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد أثناء محاولات التسلل الفاشلة، كما سقط مئات العناصر من الحوثيين بين قتيل وجريح في كل محاولاتها البائسة».
وأشار البيان إلى أن «محافظة الحديدة ودعت عاماً من الجرائم والانتهاكات وتستقبل آخر منذ إعلان اتفاق استوكهولم في السويد، وميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل أعمالها وممارساتها الوحشية بشكل يومي ضد المدنيين الأبرياء؛ حيث تستخدم مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف المدفعية لاستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين، وزرع العبوات الناسفة والألغام مختلفة الأحجام في مزارع المواطنين ومنازلهم بشكل وحشي وإجرامي يظهر مدى خبث وحقد هذه الميليشيات ضد الإنسان وعملية السلام في محافظة الحديدة والمحافظات اليمنية».
وأكدت «العمالقة» أن «أعداد ضحايا المدنيين الأبرياء من أبناء الحديدة زاد منذ انطلاق اتفاق السويد والهدنة الأممية في 18 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، واستغلت ميليشيات الحوثي الهدنة لتجعلها مظلة لتنفيذ أعمالها الإجرامية واستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بالقذائف والصواريخ والمدفعية في مديريات التحيتا وحيس والخوخة والدريهمي ومناطق الجاح ومنظر والمناطق الواقعة بأطراف مدينة الحديدة؛ حيث ارتكبت آلاف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين الذين معظمهم من النساء والأطفال»، وأن «أعداد الجرائم المرتفعة ضد المدنيين تكشف عن نوايا ميليشيات الحوثي بقتل الإنسان في محافظة الحديدة».
ووفقاً للبيان؛ فإن «جرائم ميليشيات الحوثي لم تستثنِ الشجر والحجر والإنسان والحيوان، فبعد أن قتلت وأصابت آلاف المدنيين خلال عام من الهدنة، قام الحوثيون بتدمير منازل المواطنين والمنشآت الحيوية والمساجد والمزارع؛ حيث بلغ عددها 446 منذ انطلاق الهدنة الأممية، والممارسات والأساليب الإجرامية والعبثية تسعى من خلالها الميليشيات للسيطرة على جميع المحافظات اليمنية»، إضافة إلى «قتل الميليشيات من الحيوانات 71 حيواناً منذ انطلاق الهدنة الأممية في 18 ديسمبر 2018 حتى 18 ديسمبر عام 2019».
وذكر أن «هذه الهدنة الأممية جاءت لإنقاذ الميليشيات لتقوم بإعادة ترتيب صفوفها بعد انهيارها، عند وصول القوات المشتركة إلى مشارف مدينة الحديدة نهاية العام الماضي، لتتدخل الأمم المتحدة بمبادرتها لإنقاذ وتجنيب المدينة والمدنيين الحرب والدمار، ولكن من خلال الإحصاءات بعد مرور عام من الهدنة الأممية فإن الهدنة جاءت لإنقاذ الحوثيين لإعادة ترتيب صفوفهم من جديد».
وقالت «العمالقة»: «تجاه كل تلك الجرائم والانتهاكات اليومية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي على الصعيدين العسكري والإنساني لزُهاء عام من اتفاق السويد الذي ترعاه الأمم المتحدة في الحديدة، وفي ظل إصرارها على ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في مطلع العام الجديد، وتسعى لإفشال وإحلال عملية السلام بالمدينة، نجد الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي في حالة صمت دائمة أمام تلك الجرائم الوحشية، فلم نسمع تصريحاً أو بياناً يدين أو يستنكر العمليات الإرهابية والإجرامية لميليشيات إيران في اليمن، أو الضغط عليها لوقف إطلاق النار والتصعيد العسكري، بل إن صمت الأمم المتحدة يثبت مدى تواطئها مع الميليشيات لتشجيعها على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الإنسانية».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم «المقاومة الوطنية»، عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، العميد صادق دويد، أن «القوات المرابطة في الساحل حولت التوقف الإجباري بسبب اتفاق استوكهولم إلى فرصة لمزيد من تطوير القوات».
جاء ذلك في تغريدة له على «تويتر» قال فيها: «نودع العام 2019 وقد حولنا التوقف الإجباري بسبب اتفاق استوكهولم إلى فرص نجاح بفضل الله ومساندة التحالف العربي على كل المستويات: التدريب والتأهيل وتطوير وتحديث منظومة التسليح ورفع كفاءة وفاعلية القوات بالساحل الغربي لردع الذراع الإيرانية في اليمن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.