معارك معبر نصيب السوري تقطع تجارة لبنان مع الخليج

ارتباك تركي بعد قرار السماح للبيشمركة بالعبور إلى كوباني

عمود من الدخان يتصاعد في الجولان إثر معارك اندلعت بين القوات النظامية والمعارضة قرب مدينة القنيطرة أمس (إ.ب.أ)
عمود من الدخان يتصاعد في الجولان إثر معارك اندلعت بين القوات النظامية والمعارضة قرب مدينة القنيطرة أمس (إ.ب.أ)
TT

معارك معبر نصيب السوري تقطع تجارة لبنان مع الخليج

عمود من الدخان يتصاعد في الجولان إثر معارك اندلعت بين القوات النظامية والمعارضة قرب مدينة القنيطرة أمس (إ.ب.أ)
عمود من الدخان يتصاعد في الجولان إثر معارك اندلعت بين القوات النظامية والمعارضة قرب مدينة القنيطرة أمس (إ.ب.أ)

اندلعت معارك طاحنة أمس بين النظام السوري وقوات المعارضة السورية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن. ورمى النظام بثقله في المعركة للحفاظ على المعبر الحدودي الوحيد المتبقي له مع الأردن. وقتل 8 أشخاص، بينهم طفلان، في قصف مقاتلات حربية تابعة للنظام السوري، في البلدة، فيما كثف غاراته على مناطق سورية عدة، وصلت أمس إلى 60 غارة، وأول من أمس إلى مائة، في تصعيد غير مسبوق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأتى القصف في المنطقة الحدودية مع الأردن بعد تصعيد في المعارك بدأ منذ أيام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، إثر إعلان مجموعة من الكتائب المقاتلة ضد النظام إطلاق «معركة أهل العزم» الهادفة إلى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام في محافظة درعا الجنوبية. ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي، إلا أن مقاتلي المعارضة يوجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن، ولا يزال معبر نصيب تحت سيطرة قوات النظام. وردا على القصف، استهدف مقاتلو كتائب مقاتلة «تمركزات لقوات النظام في منطقة الجمرك على الحدود السورية - الأردنية»، بحسب المرصد.
وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة بدء معركة سمتها «معركة أهل العزم» تهدف، بحسب بيان صادر عن الفصائل المقاتلة، إلى «تحرير» عدد من حواجز النظام في أم المياذن الطيبة والمعصرة والكازيات الواقعة على أوتوستراد دمشق - عمان الدولي، التي تعد من أكبر الحواجز في المنطقة الشرقية، وتطهيرها وإزالتها، مما سيفتح الطريق بين المنطقتين الشرقية والغربية من سهل حوران. واندلعت معارك عنيفة في المنطقة إثر بدء الهجمات على هذه الحواجز. وذكر المرصد أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على 3 حواجز بالقرب من بلدة أم المياذن.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية الناشطة على الأرض في بيان، أن «الأهمية الاستراتيجية لحاجز أم المياذن تنبع من وقوعه على أوتوستراد دمشق - عمان الدولي، بالإضافة لكونه يعتبر خط الدفاع الأول عن معبر نصيب الحدودي، وهو المعبر الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن». ويعتبر الحاجز «همزة الوصل بين قرى عديدة في الريف الشرقي والريف الغربي لدرعا».
في غضون ذلك، اشتبك مقاتلون من الجيش السوري الحر مع قوات النظام في مسعى لاستعادة السيطرة على معسكرين اثنين استراتيجيين؛ هما وادي الضيف والحامدية في إدلب، ويقول مقاتلون معارضون إنهم قتلوا جنودا ودمروا معدات عسكرية وغنموا ذخائر من قوات موالية للنظام.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، على أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية.
كذلك، أشار المرصد إلى أن الطيران الحربي والمروحي السوري صعد غاراته خلال الأيام الماضية على مناطق عدة، مسجلا، أول من أمس، نحو مائة غارة بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي على مناطق مختلفة، وأمس، أكثر من 60 غارة، مشيرا إلى وقوع العديد من الإصابات ودمار كبير.
وقصف الطيران الحربي مناطق في حي جوبر بدمشق وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، ترافقت مع سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض أطلقتهما قوات النظام، على منطقتين في جوبر.
وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في محيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في حي مساكن هنانو شرقي حلب، كما قصفت قوات النظام مناطق في طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح شمال حلب.
وفي دير الزور، قال المرصد السوري إن تنظيم داعش تمكن من السيطرة على أجزاء من حي الصناعة في المدينة، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وتحشيدات أدارها التنظيم. ولفت إلى أن «الطيران الحربي كثف غاراته على مناطق في حويجة صكر بمدينة دير الزور».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.