غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو حصانة تمنع محاكمته

توازن القوى ما زال متكافئاً ما بين اليمين واليسار

غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو حصانة تمنع محاكمته
TT

غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو حصانة تمنع محاكمته

غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو حصانة تمنع محاكمته

مع إطلاق حملته الانتخابية الهادفة إلى تجديد رئاسته للحكومة لدورة جديدة والتهرب من المحاكمة بتهم الفساد، أكد غالبية 51% من المواطنين في إسرائيل معارضتهم لمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حصانة برلمانية. فيما دلّ استطلاع للرأي على أن نتائج الانتخابات المتوقعة لا تختلف كثيراً عن نتائج المعركة الأخيرة، بل إنه ورغم زيادة عدد نواب حزب «كحول لفان» من 33 إلى 34 مقعداً، فإن معسكر وسط اليسار والعرب سيخسر مقعداً لصالح معسكر اليمين.
وكان نتنياهو، الذي لم يطلب بعد حصانة برلمانية، قد بدأ يمهّد الأجواء لذلك، فأعلن خلال اجتماع افتتاحي للمعركة الانتخابية، الليلة قبل الماضية، أن «طلب الحصانة لا يتناقض مع الديمقراطية، بل هو حجر الزاوية في النظام الديمقراطي». وقال إنه لا يتهرب من المحاكمة وإنما يطلب تأجيلها، «فأنا أريد أن أواصل مهماتي في خدمتكم. إن محاكمة رئيس حكومة خلال تأديته مهامه الوظيفية تُلحق ضرراً بعمله». وأكد أنه سيعلن عن قراره خلال يومين حول ما إذا كان ينوي تقديم طلب للحصول على الحصانة البرلمانية من اللجنة المعنية في الكنيست.
لكن حركة «جودة الحكم» اتهمت نتنياهو بتضليل الجمهور وتجنيده لمعركته الشخصية في الهرب من المحاكمة. وقالت إن نتنياهو يرسم مخططاته بشكل دقيق لضرب الأسس الديمقراطية في الصميم، وللأسف ينجر وراءه عشرات السياسيين. وتوجهت إلى المحكمة العليا بطلب إلزام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بانتخاب لجنة نظام رسمية تبحث في طلب الحصانة من نتنياهو وغيره من النواب والوزراء، الذين تطرح ضدهم لوائح اتهام، (بالإضافة إلى نتنياهو يوجد وزير مستقيل هو النائب حاييم كاتس، وعلى الطريق هناك لائحة اتهام ضد رئيس حزب «شاس» وزير الداخلية أريه درعي، ورئيس حزب «يهدوت هتوراه» وزير الصحة يعقوب ليتسمان). وتقول الحركة إن «هناك من يعطي تفسيرات مختلفة للقوانين بدافع النقاش الشرعي حول الأسس الديمقراطية. ولكن في هذه الحالة هناك رئيس حكومة يصر على أن يدوس على القانون وعلى الديمقراطية ليتهرب من المحاكمة، وينبغي ألا يُعطى فرصة لذلك». وقد رد نتنياهو على هذه الدعوى، أمس (الاثنين)، بالقول إنه «لا يحق للمحكمة أن تتخذ قراراً كهذا لأنه يصبح تدخلاً فظاً وعرقلة صريحة للعمل البرلماني».
من جهتها، نشرت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، نتائج استطلاع للرأي أجرته حول موضوع الحصانة ووضع الأحزاب عشية الانتخابات التي ستجري في 2 مارس (آذار) 2020، فدلّت على أن 51% من الإسرائيليين لا يؤيدون منح نتنياهو حصانة برلمانية، فيما يؤيد ذلك 33% من الإسرائيليين. ومع ذلك فإن الغالبية ما زالت ترى في نتنياهو أنسب مرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، (40% مقابل 38% لبيني غانتس).
وأما النتائج المتوقعة في حال إجراء الانتخابات اليوم، فستكون، وفقاً لهذا الاستطلاع: قائمة «كحول لفان» بقيادة غانتس في الصدارة وترتفع من 33 مقعداً الآن إلى 34 مقعداً، وتليها قائمة الليكود التي تحافظ على نتيجتها الأخيرة وتحصل على 32 مقعداً. وتحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها (13 مقعداً)، وكذلك حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان (8 مقاعد)، وسيبقى صاحب القول الفصل في تشكيل الحكومة.
وعلى صعيد المعسكرات، سيحصل معسكر اليمين على مقعد إضافي، ويرتفع من 55 إلى 56 نائباً، مؤلفاً من الليكود (32) وحزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، الذي يهبط من 9 إلى 8 مقاعد، و«يهدوت هتوراه» الذي يهبط من 8 إلى 7 مقاعد، وحزب اليمين المتطرف بقيادة أييليت شاكيد ونفتالي بنيت (5 مقاعد)، واليمين الأشد تطرفاً ويضم «البيت اليهودي» و«عوتسما يهوديت»، يحصل على 4 مقاعد.
ويهبط معسكر الوسط واليسار والعرب من 57 إلى 56 مقعداً، إذ يضم حزب الجنرالات بقيادة غانتس ويحصل على 34 مقعداً، والمشتركة (13)، وكتلة حزبي «العمل» و«جيشر» الذي يهبط من 6 إلى 5 مقاعد، وقائمة «المعسكر الديمقراطي» التي تضم «ميرتس» و«إسرائيل ديمقراطية»، التي تنخفض بمقعد واحد مقارنةً بالانتخابات الماضية وتحصل على 4 مقاعد.
ويلاحظ أن طريقة عمل «كحول لفان» بدأت تثير انتقادات واسعة في الصحافة الإسرائيلية. ففي الوقت الذي لا يترك نتنياهو الساحة بتاتاً ويتنقل من مهرجان انتخابي إلى آخر، يحافظ «كحول لفان» على هدوء بارد. ويقول الناقدون إن «ترك الساحة بهذا الشكل هو خطأ فاحش يبني أساساً متيناً لليكود، يجعله يعود إلى السلطة بسهولة. إلا أن مصادر في «كحول لفان» تردّ على ذلك بطرح نظرية مضادة تقول إن صمتهم إزاء الرواية التي يبنيها نتنياهو ومؤيدوه نابعة من أمرين: الأول، أن هناك وقتاً طويلاً من الآن حتى موعد إجراء الانتخابات في 2 مارس (آذار)، فلا حاجة لإطلاق حملة دعائية من الآن خوفاً من إنهاك الجمهور. ولكن الأمر الآخر أهم؛ إنهم يرصدون ردود الفعل ويجدون أن نحو ثلث جمهور اليمين ينفر من هجوم نتنياهو على سلطات إنفاذ القانون. ويقولون في «كحول لفان»: «ربما ينجح نتنياهو في إلهاب حماس (البيبيين)، الذين يعدون نواة مؤيديه الصلبة، إلا أن الطبقات الخارجية لـ(بصلة) اليمين تنسلخ وتبتعد عنه وتمقت أسلوبه المتعجرف. بكلمات أخرى، نحن نحاول ألا نخرب عليه وهو يشد الحبل إلى رقبته».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.