«عروس بيروت» يودع مشاهديه على أمل لقائهم في سبتمبر 2020

«إم بي سي» تضع خريطة مشاريع مقبلة لإنتاج مسلسلات متنوعة

الموسم الثاني سيبدأ تصويره في 15 يناير المقبل
الموسم الثاني سيبدأ تصويره في 15 يناير المقبل
TT

«عروس بيروت» يودع مشاهديه على أمل لقائهم في سبتمبر 2020

الموسم الثاني سيبدأ تصويره في 15 يناير المقبل
الموسم الثاني سيبدأ تصويره في 15 يناير المقبل

ودّع المشاهد العربي، واللبناني بشكل خاص، مسلسل «عروس بيروت» في موسمه الأول، ممنياً النفس بلقائه من جديد في سبتمبر (أيلول) من عام 2020.
وكان هذا العمل الدرامي بمثابة النسخة العربية للتركي منه «عروس إسطنبول» الذي بادرت مجموعة «إم بي سي» الإعلامية إلى إنتاجه، في خطوة فريدة من نوعها في صناعة الدراما العربية. وتابع اللبنانيون هذا العمل عبر «إم بي سي» الفضائية، وكذلك من خلال شاشتهم المحلية «إل بي سي آي». وحل بطلا المسلسل ظافر العابدين وكارمن بصيبص ضيفين عزيزين على بيوت اللبنانيين، لا سيما أن المسلسل كان بمثابة أنيسهم الوحيد في لياليهم الملاح في أثناء الثورة، وبعيد غياب أعمال الدراما عن الشاشات المحلية ككل، بسبب تغطيتها المباشرة للمظاهرات الدائرة على الأرض.
وحصد النجم التونسي ظافر العابدين شعبية كبيرة إثر تجسيده دور فارس الذي يغرم بثريا ويتزوجها، رغم كل العقبات التي يواجهانها من قبل عائلته الأرستقراطية. واجتمعت الآراء حول أدائه المحترف، وحضوره اللافت، وكذلك حول الجاذبية التي يتمتع بها. وتحول بين ليلة وضحاها إلى فارس تمنت غالبية الفتيات اللبنانيات أن توفق بشريك على طرازه. ولقبّه كثيرون بـ«جيمس بوند» الشاشة العربية، فيما فضّل آخرون الحفاظ على لقبه «جنتل الشاشة». فهو، وبشهادة زملائه العاملين معه، ممثل مبدع، وعلى مستوى عالمي (شارك في أعمال هوليودية وأوروبية)، ولا يختلف بتاتاً في شخصيته الحقيقية عن تلك الراقية التي يقدمها على الشاشة.
أما كارمن بصيبص التي تجسد في «عروس بيروت» شخصية ثريا، الفتاة الرومانسية الهادئة العفوية، فأثبتت بأدائها المتقن أنها مشروع نجمة دراما عربية من دون منازع، لا سيما أن هذا العمل أتاح لها فرصة تقديم أول أدوارها البطولية المطلقة.
وكان الثنائي (العابدين وبصيبص) قد سبق ونجحا في عمل آخر «ليالي أوجيني» اجتمعا فيه على شاشة رمضان 2018، وهو الأمر الذي دفع بالمشرفين على إنتاج «عروس بيروت» إلى اختيارهما مرة جديدة.
وبحسب المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي)، ورغم عدم عرضها المسلسل بشكل ثابت بسبب أوضاع البلاد السياسية والميدانية، فإنه استطاع حصد نسبة مشاهدة عالية، بلغت 12 في المائة في الدقيقة، فيما يشير مدير عام «إم بي سي»، دكتور علي جابر، إلى أن النجاح الذي حققه المسلسل ترجم بنسبة مشاهدة وصلت إلى 10 في المائة، وهي نتيجة غير مسبوقة لديها.
وعن التغييرات التي ستطرأ على المسلسل في موسمه الثاني، المنتظر أن يبدأ عرضه في سبتمبر (أيلول) 2020، يقول: «إن الموسم الأول من (عروس بيروت) كان بمثابة مسودة، أو (بيلوت) كما نسميها في عالم التلفزيون. ولذلك، بعيد عرضه قمنا بعملية تحليل دقيقة له، شبيهة إلى حد كبير بما هو معروف بالأجنبية (بوست مورتم)، أي تشريح الجثة للوقوف على الأخطاء التي شابته لتصحيحها».
ويضيف علي جابر، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان هناك بعض الثغرات ضمن مشكلات واجهناها في أثناء التصوير، وفي عملية الدوبلاج، وتأمين الكومبارس، وغيرها من الأمور التي لم نستطع تداركها حينها. ولذلك أجرينا تغييرات كثيرة سيلمسها المشاهد عن قرب في موسمه الثاني، وتطال عملية الإخراج التي سيتولاها فكرت قاديوغلو الذي لديه تاريخ طويل ناجح في الدراما التركية. وكذلك ارتأينا من ناحية الكتابة الاستعانة بطارق سويد لتقديم نسخة أقرب منها إلى الواقع اللبناني، لا سيما أن أحداث العمل تدور في هذا الإطار».
ومن التجديدات التي سيشهدها «عروس بيروت 2»، الذي سيبدأ تصويره في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، انضمام عناصر تمثيلية جديدة إلى عائلته، كرفيق علي أحمد، وكارمن لبس، وكريستين شويري، ووفاء حلاوي، وغيرهم. ومن المتوقع أن يكون الأول بديلاً عن فادي إبراهيم، فيما تؤدي الثانية دور خالة نايا زوجة خليل (الأخ الأصغر لفارس). أما تقلا شمعون التي تؤدي دور ليلى، العمود الفقري في العمل التي حققت مرة جديدة نجاحاً كبيراً في أدائها المحترف، فسنتابعها ضمن أحداث جديدة تضعها في مقلب آخر لا يتوقعه المشاهد، خصوصاً أن علاقة قوية ستربطها بثريا، زوجة ابنها البكر فارس.
كما تعلّق اللبنانيون بممثلين آخرين، أمثال جو طراد وماري تيريز معلوف ومرام علي ومحمد أحمد وعلاء الزعبي ورانيا سلوان، وغيرهم الذين جسدوا أدوارهم باحترافية وعفوية جذبت المشاهد منذ انطلاق الحلقات الأولى للعمل.
وعما إذا كان هناك موسم ثالث للمسلسل، يوضح علي جابر: «سننجزه تماماً، كما في نسخته التركية الأصلية، وسيتألف موسمه الثاني من نحو 100 حلقة، يتم منتجتها أو ضغطها لتتلاءم مع عدد حلقات الموسم الأول منه». وعن سبب نجاح هذا العمل، يقول علي جابر في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد توقعنا هذا النجاح للعمل الذي نعده بداية صناعة درامية عربية ناضجة بكل عناصرها. كما أننا نحاول أن نكتسب المزيد من تطويرها من خلال زميلتنا التركية. فصناعتنا تفتقد إلى النضج في الكتابة والإخراج، وهي العناصر التي نوليها اهتماماً كبيراً اليوم من ناحيتنا، في ظل حاجتنا إليها، وفقدانها بشكل عام في ساحتنا الفنية، مما يؤهلنا للمنافسة. فقد سبق وتطورنا في صناعة برامج المواهب، بعد تجارب خضناها وتعلمناها من أربابها في أوروبا وأميركا. واليوم، تعد (إم بي سي) السباقة في هذا المجال، بعد أن عرفت قواعد اللعبة، وطبقتها على المستوى العالمي في (أراب غوت تالنت) و(ذا فويس)، وغيرها من فورمات برامج مشابهة».
وانتقد علي جابر بعض المخرجين اللبنانيين الذين يمضون وقتهم مثلاً في «كيفية ضبط كادر الصورة، بدلاً من توجيه الممثل لكيفية إبراز إحساسه في مشهد ما. فالتركيز على الشكل الخارجي للممثل لا يهمنا بقدر أدائه وإحساسه، وهما ما لا يعطيهما المخرج المحلي اهتماماً بالغاً. أما بالنسبة للكتاب، فيجب التوصل إلى (سكريبت فورمات) عالمي يزودنا بالقدرة على النجاح من دون منازع، تماماً كغيرنا في دول أوروبا وأميركا».
ويشدد على الخطة المستقبلية التي تنوي «إم بي سي» اتباعها، من خلال قيامها بصناعة درامية تتكيف مع تلك العالمية: «سنستنسخ أعمالاً غربية بطريقة (عروس بيروت) نفسها».
وقررت مجموعة قنوات «MBC» أن تستثمر في فكرة تعريب النماذج الأجنبية، كالمسلسلات اللاتينية والكورية والصربية والتركية، فوضعت على خريطة مشاريعها المقبلة إنتاج عدد من المسلسلات التي ستتنوع مواضيعها بين الدراما الاجتماعية والرومانسية الكوميدية والتشويقية. وسيتم إنتاجها على مستوى الوطن العربي، لتقدم دراما مصرية خليجية لبنانية وPan Arab عالية الجودة، ومن بينها «جاين ذا فيرجين» الذي ستقدمه بنسخة مصرية.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».