أميركا والصين الأكثر استفادة من «منظمة التجارة»

أميركا والصين الأكثر استفادة من «منظمة التجارة»
TT

أميركا والصين الأكثر استفادة من «منظمة التجارة»

أميركا والصين الأكثر استفادة من «منظمة التجارة»

أظهرت دراسة نشرت الاثنين، أن الولايات المتحدة والصين كانتا أكثر الدول استفادة من عضويتهما في منظمة التجارة العالمية، وذلك بينما يسعى العملاقان الاقتصاديان إلى إنهاء النزاع التجاري المستمر بينهما منذ أشهر.
وبينت الدراسة التي أجرتها مؤسسة «بيرتلسمان فاونديشن» أن عضوية الولايات المتحدة في المنظمة الدولية زادت من إجمالي الناتج المحلي الأميركي بمقدار 87 مليار دولار، منذ انضمامها إليها قبل 25 عاماً. أما الصين التي انضمت إلى المنظمة في 2001، فقد كسبت 86 مليار دولار، بينما كسبت ألمانيا 66 مليار دولار.
وصرح كريستيان بلوث، خبير التجارة في المؤسسة، بأنه «رغم أنه ليس هناك منظمة مثالية، فإن أي جهة تعتقد أن بإمكانها الاعتماد على نظام اتفاقيات التجارة الثنائية بدلاً من منظمة التجارة العالمية، تخاطر بتكبد خسائر ضخمة تتعلق بالازدهار في التجارة العالمية». وتضم المنظمة 164 دولة عضواً، وستحتفل بذكرى تأسيسها الخامسة والعشرين في الأول من يناير (كانون الثاني) 2020. وترفض واشنطن تسمية قضاة جدد لجهاز المنظمة القضائي، ما يحول دون إمكان التحكيم في النزاعات التجارية. وتوصلت واشنطن وبكين إلى هدنة في حرب الرسوم الجمركية المتبادلة، ومن المتوقع توقيع اتفاق تجاري أولي بينهما في يناير.
أما بالنسبة لدول العالم الأخرى، فقد وجدت الدراسة أن الدول الأعضاء في المنظمة كسبت من عضويتها ما معدله 4.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. ووجدت كذلك أن إجمالي الزيادة بلغ 855 مليار دولار، أو واحداً في المائة من إجمالي الناتج العالمي.
وفي جميع أنحاء العالم، زادت صادرات الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية بمعدل 14 في المائة بين عامي 1980 و2016، بينما انخفضت صادرات الدول غير الأعضاء بنحو 6 في المائة.
وقالت مؤسسة «بيرتلسمان» في بيان، إنه حتى الآن فإن «الدول ذات الصادرات والإنتاج القوي هي المستفيد الرئيسي» من عضوية منظمة التجارة العالمية، مشيرة إلى أن دولاً مثل كوريا الجنوبية والمكسيك استفادت كذلك من العضوية بشكل كبير.
ولم تتمكن الدول الأوروبية ذات القطاعات الصناعية الأصغر، من تحقيق مكاسب كبيرة من عضوية المنظمة. وزاد الإنتاج الفرنسي بمقدار 25 مليار دولار، في حين أضافت بريطانيا 22 مليار دولار، أي أقل بكثير من متوسط الزيادة البالغ 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها تعتزم مقابلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «في بداية 2020»، وستكون التجارة واحدة من القضايا الرئيسية التي سيناقشانها.
وأشارت الدراسة إلى أن الدول غير الأعضاء في المنظمة اضطرت إلى مكافحة تراجع في الرخاء وفي الصادرات. وقال خبير الشؤون التجارية في «بيرتلسمان»، كريستيان بلوث: «منظمة التجار العالمية هي النظام المشغل للاقتصاد العالمي، فهي تهتم يومياً بسير البضائع والخدمات في أجواء مستقرة وقائمة على قواعد».
وذكر بلوث أن من يهدف إلى وضع نظام قائم على الاتفاقات التجارية الثنائية البحتة بدلاً من منظمة التجارة العالمية، يخاطر بتكبد خسائر ضخمة في الرخاء في مجال التجارة الدولية.


مقالات ذات صلة

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

آسيا الرئيس البيلاروسي ونظيره الصيني (يمين ويسار الصورة من الخلف) (رويترز)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

تدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

«الشرق الأوسط» (استانا (كازاخستان))
الاقتصاد تخوف عالمي من انعكاس الأحداث الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة على منظومة سلاسل الإمداد العالمية (الشرق الأوسط)

التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية

زيادة المخاوف إزاء التداعيات العالمية للتصعيد الإيراني - الإسرائيلي عالمياً بدأت تطرح تساؤلات حول مدى انعكاس هذا التطور على التجارة العالمية وسلاسل الإمداد

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد شعار منظمة التجارة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)

منظمة: التجارة العالمية ستتعافى باطراد بعد تراجع نادر في 2023

توقعت منظمة التجارة العالمية أن تتعافى تجارة السلع العالمية هذا العام، لكن بشكل أبطأ مما كان متوقعاً في السابق، بعد تراجعها في 2023 للمرة الثالثة في 30 عاما.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد سيارات صينية معدّة للتصدير في ميناء ليانيونقانغ شرق البلاد (أ.ف.ب)

شكوى صينية أمام «التجارة العالمية» ضد خطط أميركية للسيارات الكهربائية

قدمت الصين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، بشأن ما تقول إنها متطلبات تمييزية لدعم السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى منظمة التجارة العالمية في سويسرا (الشرق الأوسط)

السعودية ترأس جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية

وافق المجلس العمومي لمنظمة التجارة العالمية في اجتماعه مؤخراً بالإجماع على ترؤس مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التجارة العالمية صقر بن عبد الله المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزراء مالية مجموعة العشرين يتعهدون بفرض ضرائب على الأثرياء

وزير مالية البرازيل فرناندو حداد خلال مؤتمر صحافي في بلاده التي تستضيف اجتماعات مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزير مالية البرازيل فرناندو حداد خلال مؤتمر صحافي في بلاده التي تستضيف اجتماعات مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

وزراء مالية مجموعة العشرين يتعهدون بفرض ضرائب على الأثرياء

وزير مالية البرازيل فرناندو حداد خلال مؤتمر صحافي في بلاده التي تستضيف اجتماعات مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزير مالية البرازيل فرناندو حداد خلال مؤتمر صحافي في بلاده التي تستضيف اجتماعات مجموعة العشرين (أ.ف.ب)

اتفق وزراء مالية مجموعة العشرين على العمل من أجل فرض ضرائب فعالة على الأثرياء، وذلك عقب اجتماعهم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

وأضاف الوزراء في بيان ختامي «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سوف نسعى إلى العمل على نحو يتسم بالتعاون، من أجل ضمان فرض ضرائب بشكل فعال على أصحاب الثروات الضخمة».

وأضاف البيان: «يمكن أن يشمل التعاون تبادلاً أفضل للممارسات وتشجيع المناقشات حول مبادئ الضرائب ووضع آليات لمكافحة التهرب الضريبي، بما في ذلك معالجة الممارسات الضريبية الضارة المحتملة».

وقال وزير مالية البرازيل، فرناندو حداد، في منشور عبر موقع «إكس»: «تم إدراج مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة وفرض ضرائب على الأثرياء على جدول الأعمال الاقتصادي الدولي».

ورغم أن الإعلان النهائي لا يشمل أي إجراءات محددة، وصفه حداد بأنه «خطوة مهمة إلى الأمام».

وكان المفهوم الذي طرحته البرازيل في بادئ الأمر يتضمن أن يدفع المليارديرات 2 في المائة من أصولهم في صورة ضرائب سنوياً. وذكرت البرازيل أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى إيرادات تصل إلى 250 مليار دولار، يمكن استخدامها لمواجهة الجوع والصراعات، والوقاية من الأوبئة وحماية المناخ.

غير أن الاقتراح تسبب في انقسام بين دول مجموعة العشرين، فبينما أعربت فرنسا وإسبانيا وجنوب أفريقيا ودول أخرى عن دعمها له، عارضته الولايات المتحدة.