14 اختراعاً ذكياً من عام 2019

مترجم «مواما» - «هيلث واتش»
مترجم «مواما» - «هيلث واتش»
TT

14 اختراعاً ذكياً من عام 2019

مترجم «مواما» - «هيلث واتش»
مترجم «مواما» - «هيلث واتش»

من جملة عدد من الابتكارات الجديدة التي ظهرت عام 2019، طرح خبراء أميركيون قائمة بـ14 منتجاً قالوا إنها ستنفد غالباً من الأسواق قبل نهاية العام، وصنفوا هذه المنتجات بمرتبة 4.5 من 5 نجوم.

أدوات مبتكرة
* «واي-فاي بوستر» (WifiBooster). يحوّل هذا الجهاز الصغير الإنترنت البطيء إلى اتصال فائق السرعة. ويضمن لكم جهاز «واي-فاي بوستر» تغطية كاملة لمنزلكم بالإنترنت، ويمكنكم الاستفادة منه مهما كانت المسافة التي تفصلكم عن موجّه الإشارة بعيدة. ولا يحسّن «واي-فاي بوستر» إشارة الشبكة المحلية اللاسلكية في منزلكم فحسب، بل يزيد سرعة الاتصال بالإنترنت أيضاً. الجميع يحتاج لهذا الجهاز في منزله.
* مترجم «مواما» (MUAMA Translator). يتيح لكم هذا الجهاز التكلّم بـ43 لغة بلمسة زرّ.
ويعد مترجم «مواما» الجهاز المثالي للسفر خلال العطلات، ورحلات الأعمال، وللموظفين الذين يواجهون تحديات منتظمة في موضوع اختلاف اللغات، وستصبح الصعوبات الناتجة عن الحواجز اللغوية قريباً من الماضي. وبفضل «مواما»، يمكنكم ترجمة أي لغة بنقرة واحدة.
* «إكسترا بي سي» (Xtra PC). تكره الشركات المصنّعة للكومبيوترات هذا الجهاز كثيراً لأنّه يحوّل أي كومبيوتر قديم لجهاز جديد في غضون 10 ثوانٍ.
جهاز سهل الاستخدام، إذ يكفي وصله بجهازكم لتحصلوا على كومبيوتر سريع، ودون الحاجة إلى أي خلفية معرفية في مجال الحوسبة. وبدل شراء لابتوب أو كومبيوتر جديد، أو حتّى الاضطرار إلى تحديث جهازكم القديم لأنّه بطيء، يمكنكم ببساطة استخدام هذا الجهاز الفريد من نوعه.
* «بلاي بيتز» (PlayBeatz). أفضل نوعية للصوت في السماعات التقليدية.
تعد «بلاي بيتز» صورة عن الجيل الثوري المقبل من سماعات البلوتوث، لا سيما أن التقنية الشديدة التطوّر التي تعتمد عليها تتفوّق على جميع المنتجات المشابهة من فئتها. وتتميّز هذه السماعة بنوعية صوت «ستيريو إتش دي»، وتصميم عصري رائعٍ خالٍ من العيوب جعلها تتفوّق على جميع السماعات التي سبقتها.
* «فيزر» (Vizr). ملاحة سهلة بواسطة الهاتف الذكي، ودون الحاجة إلى إغفال نظركم عن الطريق في أثناء القيادة.
تزوّدكم شاشة «فيزر» التي تُثبت على مستوى مرتفع في المركبة بتقنية عرض مباشرة تتيح لكم البقاء على اطلاع دائم على السرعة، والخرائط، وحركة السير، وغيرها من التفاصيل المهمّة في أثناء القيادة. والأهمّ أنها تعمل في جميع أنواع السيّارات والشاحنات.
* «تي في بادي» (TvBuddy). شاهدوا أي شيء ترونه على الهاتف والكومبيوتر على شاشة تلفازكم الكبيرة.
هو جهاز جديد آخر يهدّد قطاع البث بالكابل، لأنّه يستخدم تكنولوجيا متطوّرة تتيح لكم عكس جميع أنواع المحتوى الصوتي والمصوّر من شاشة هاتفكم على شاشة تلفازكم. الاحتمالات لا تعدّ ولا تحصى، إذ يمكنكم مشاهدة يوتيوب، وخدمات التدفّق، وعروض الـ«باور بوينت» (الشرائح)، أو ببساطة تصفّح الإنترنت على شاشة تلفازكم الكبيرة! ويتميّز هذا الجهاز بسهولة كبيرة في الاستخدام، وبحجم صغير مناسب يتيح حمله إلى أي مكان، في المنزل أو في المكتب. يكفي أنّ تصلوه بشاشة التلفاز بواسطة سلك الواجهة متعددة الوسائط عالية الوضوح (HDMI)، وبهاتفكم الذكي، لتصبحوا جاهزين لمشاهدة محتوى هاتفكم على شاشة التلفاز.
* «هيلث واتش» (HealthWatch). ساعة ذكية جديدة للمتابعة الصحية، تحلّ محلّ الساعات الرياضية الباهظة. وتلبّي هذه الساعة الذكية حاجات الجميع، من شباب ورياضيين، وحتّى الأشخاص الذين لا يملكون وقتاً لممارسة النشاطات البدنية اليومية. وتأتي «هيلث واتش» على شكل ساعة معصم بتصميم عصري حصري، وتعمل على متابعة جميع القيم الحيوية لمرتديها، وتقيّم وضعه الصحي. وساعدت هذه الميزات مجتمعة المنتج على اقتحام الأسواق، وتحقيق نجاح منقطع النظير.
* «إي واتش» (eWatch). ساعة ذكية من الطراز الأوّل بسعر معقول.
أطلقت شركة «ليتست يوروب» الناشئة أخيراً علامة تجارية جديدة خاصّة بالساعات الذكية تحمل اسم «إي واتش»، تمثّل دون شكّ خطراً كبيراً على صانعي الساعات الذكية. ويمكن القول إنّ «إي واتش» هي اليوم علامة الساعات الذكية الأولى، بعد ما حقّقته من مبيعات، بفضل سعرها الذي يعد أقلّ بثلاث مرّات من الساعات المنافسة. وتجدر الإشارة إلى أنّ «إي واتش» سجّلت مبيعات جنونية حتّى اليوم.
* «كوايت بادز» (QuietBuds). لحجب جميع الأصوات المزعجة، وسماع ما تريدون سماعه في وقت واحد.
تعد «كوايت بادز» السماعات الثورية الأحدث في مجال عزل الضجيج، وحجب جميع الأصوات المزعجة التي قد تثير اضطراب حواسكم.
* «درون إكس برو» (DroneXPro). من أفضل منتجات 2019. هذا المنتج هو عبارة عن طائرة درون صغيرة الحجم مزوّدة بكاميرا (HD) تتيح لكم التقاط صور وتسجيل مقاطع فيديو عالية الجودة. وتتميّز «درون إكس برو» بقابلية الطيّ، وخفّة الوزن، وسهولة الحمل. وفي البداية، يمكنكم استخدامها لالتقاط صور سيلفي رائعة ولقطات فريدة لم تكن ممكنة قبلاً إلا بكاميرا المحترفين.
وتضمّ الطائرة الصغيرة إعدادات مختلفة تسمح بضبطها لملاحقتكم، والتركيز عليكم، وحتّى الطيران حولكم. ويمكنكم استخدام جميع هذه الاستعدادات في أثناء الحركة! وفي حال اضطررتم، تتيح لكم الطائرة التحكّم بها يدوياً.

شرائح الصور
* «فوتو ستيك» (Photostick). لحفظ وحماية جميع صوركم بنقرة واحدة!
يتصدّر هذا المنتج اليوم لائحة أكثر الأجهزة والأدوات التقنية مبيعاً حول العالم.
مع تزايد أعداد الفيروسات الإلكترونية، والقراصنة القادرين على الوصول إلى أجهزتكم حول العالم، يقدّم لكم منتج «فوتو ستيك» الحلّ الأمثل لضمان حماية صوركم وفيديوهاتكم. هذا المنتج هو الوحيد من نوعه الذي يسمح لمستخدمه بحفظ 60 ألف صورة ومقطع فيديو دون تعب وجلبة. يأتي «فوتو ستيك» على شكل وحدة فلاشية بحجم الإبهام، ويتصل بأجهزة اللابتوب من جميع الأنواع. يكفي أن تفتحوا البرنامج، أن تنقروا على «غو» (انطلق)، ليعثر على جميع صوركم وفيديوهاتكم، ويحتفظ بنسخة محمية منها على «فوتو ستيك»... نعم، إنه بهذه البساطة!
* «فوتو ستيك موبايل» (Photostick Mobile). لحفظ الصور والفيديوهات على الهاتف.
تتيح هذه الأداة السهلة الاستخدام نقل الصور والفيديوهات إلى أي جهاز كومبيوتر، مع صناعة نسخة احتياطية منها. هل تشعرون أنّ ذكرياتكم عالقة في هاتفكم بدل الكومبيوتر؟ هل تخافون خسارة الصور والفيديوهات بسبب هفوة بسيطة (واحد من أصل ثلاثة مستخدمين للهواتف الذكية يخسرون جميع صورهم وفيديوهاتهم بسبب ضرر المياه).
إذن، في هذه الحالة «فوتو ستيك موبايل» هو ما تحتاجون إليه لتفريغ السعة التي تريدونها في هاتفكم، فضلاً عن ضمان الاحتفاظ بذكرياتكم المفضّلة في مكان آمن.
* «تشارج بوست» (Chargeboost). لتجديد حياة البطارية في الهواتف.
في حال كنتم ممن لا يجدّدون هواتفهم سنوياً، لا شكّ في أنّ هذا الجهاز سيكون بمثابة المنقذ بالنسبة لكم. في السابق، كنت أشحن هاتفي طوال الليل لملء بطاريته، لتعود وتفرغ بالكامل بعد عدّة ساعات من الاستخدام.
ولكن بدل شراء جهاز جديد باهظ، استخدمت هذا المحوّل الكهربائي الرفيع الذي حوّل هاتفي إلى جهاز شحن لاسلكي. واليوم، أصبحت خدمة البطارية في هاتفي القديم تدوم لوقت أطول، بالإضافة إلى تحسّن الجهاز.
تطبيقات ومفاتيح

* «إكس واي فايند إت» (XY FindIt). جهاز مبتكر لتحديد الموقع يضمن لكم عدم خسارة أشيائكم القيّمة مرّة أخرى.
يعرض لكم تطبيق «إكس واي فايند إت» المسافة التي تفصل بينكم وبين مفاتيحكم أو حقيبتكم حيث أوقعتموها، ويشغّل على مسمعكم إنذارات تساعدكم على تحديد مكانها المحدّد. وفي حال لاحظتم أنّكم تركتم الحقيبة في موقع آخر، يتمّ إعلام جميع مستخدمي التطبيق الموجودين في شبكته. وعند مرور أحدهم بالمكان حيث توجد الحقيبة، يُصار إلى إعلامكم بإشعار يرسل مباشرة إلى هاتفكم.
وماذا إن كنتم لا تستطيعون العثور على هاتفكم؟ استخدموا «إكس واي فايند إت» لرّنه، وستجدونه فوراً حتّى لو كان في وضع الصامت. يساعدكم هذا التطبيق في الحفاظ على سلامة جميع ممتلكاتكم القيّمة، وطوال الوقت.
* «كي سمارت» (Keysmart). جميع مفاتيحكم منظّمة، وفي متناول يدكم بشكل مريح ومضغوط.
لم يسجّل هذا المنتج بيع مليوني قطعة دون سبب. يتيح لكم «كي سمارت» وصل جميع مفاتيحكم في أقلّ من دقيقة واحدة بصرف النظر عن أحجامها وشكلها، أي أنكم ستعثرون على أي مفتاح وبسرعة تامّة. لا مزيد من صلصلة المفاتيح المزعجة، ولن تشعروا بثقل هذه الأداة أبداً، لأنّ وزنها لا يزيد عن 8 غرامات، أي أنّها مثالية للحمل في أي مكان.


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
TT

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة اقتصادها المتدهور. رجل وصفه المستشار بأنه «أناني»، وشن عليه هجوماً شخصياً نادراً ما يصدر عن شولتس المعروف بتحفظه وهدوئه. ذلك الرجل كان وزير ماليته كريستيان ليندنر، زعيم «الحزب الديمقراطي الحر» الذي كان شريكاً في الحكومة الائتلافية الثلاثية منذ عام 2021، برئاسة «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، ومشاركة حزب «الخضر». ولقد طرده شولتس من الحكومة بعد خلافات حول ميزانية سنة 2025، ما تسبب بخروج الوزراء المتبقين من «الحزب الديمقراطي الحر»، ليبقى المستشار يقود حكومة أقلية حتى إجراء الانتخابات المبكرة في 23 فبراير المقبل. ثم إن شولتس تعرض لانتقادات كثيرة لهجومه الشخصي على ليندنر، خاصة من المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي وصفته بأنه كان «خارجاً عن السيطرة». لكن مع ذلك، فإن الصورة التي رسمها المستشار عن وزيره قد تحمل شيئاً من الواقع؛ إذ خرجت انتقادات من أوساط الديمقراطيين الأحرار لليندنر و«تصرفه بشكل أحادي» في دفع المستشار لإقالته. وقبل ذلك طالته انتقادات بعدما أصبح «الوجه الأوحد» لـ«الحزب الديمقراطي الحر» إبان الانتخابات الماضية عام 2021 وقبلها عام 2017. ولعل الحزب تسامح مع تصرفات ليندنر «الأنانية» تلك لنجاحه بإعادة الحزب إلى الخارطة السياسية بعد انهياره تقريباً عام 2013 وفشله بدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه. إلا أن مستقبل الرجل الذي أعاد حزبه إلى الحياة... هو نفسه في خطر. فهل يستمر ليندنر بالبناء على تاريخه حتى اليوم للنهوض مجدداً؟

قد يكون كريستيان ليندنر أصغر زعيم انتُخب ليرأس حزبه «الديمقراطي الحر»، عن عمر 34 سنة فقط عام 2013، بيد أنه لم يكن ناجحاً على الدوام. وبعكس حياته السياسية وصعوده السريع إلى القمة، فشل ليندنر في مشاريع أعمال أطلقها عندما كانت السياسة ما زالت هواية بالنسبة إليه. واعترف لاحقاً بإخفاقاته تلك، مستعيناً بعبارة «المشاكل هي مجرد فرص شائكة» لكي يدفع نفسه إلى الأمام.

وبين عامَي 1997 و2001 أسس شركات خاصة مع أصدقاء له، انتهت بالفشل آخرها شركة «موماكس» التي انهارت وأفلست بعد أقل من سنة على إطلاقها.

هذه «الإخفاقات» التي طبعت مغامراته التجارية وهو في مطلع العشرينات قد تكون دفعته للتوجه إلى السياسة بجدية أكبر. وبالفعل، نجح عام 2001 بدخول البرلمان المحلي في ولايته شمال الراين-وستفاليا وهو ابن 21 سنة ليغدو أصغر نائب يدخل برلمان الولاية. ولصغر سنه وقسمات وجهه الخجولة كسب ليندنر آنذاك لقب «بامبي» بين أعضاء الحزب نسبة للغزال الصغير عند «ديزني».

«بامبي» في «البوندستاغ»

في عام 2009، فاز ليندنر بمقعد في البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) ليعود عام 2012 إلى ولايته أميناً عاماً للحزب في الولاية ونائباً محلياً مرة أخرى.

وبعدها ساعدت إخفاقات الديمقراطيين الأحرار في الانتخابات العامة عام 2013 بتسليط الضوء على ليندنر، الشاب الكاريزماتي الطموح الذي وجد فرصة سانحة أمامه للصعود داخل الحزب. ويومذاك فشل الحزب بتخطي عتبة الـ5 في المائة من أصوات الناخبين التي يحددها القانون شرطاً لدخول «البوندتساغ». وعقد أعضاؤه اجتماعاً خاصاً لمناقشة النتائج الكارثية التي لم يسبق للحزب أن سجلها في تاريخه، وانتخب ليندنر، وهو في سن الـ34، زعيماً للحزب مكلفاً بتأهيله وإعادته للحياة... وبذلك بات أصغر زعيم ينتخب لـ«الحزب الديمقراطي الحر».

شاب أنيق وجذّاب

شكّل سن ليندنر وأناقته وشخصيته عاملاً جاذباً للناخبين الشباب خاصة. وقاد حملة مبنية على أساس جذب الشباب ونفض صورة الحزب القديم التقليدي عنه، كما ساعده حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع مستخدميها من الشباب وتقريبهم إلى الحزب.

وغالباً ما نُشرت له صور من حياته الشخصية على «إنستغرام»، منها صورة لإجازة مع فرانكا ليهفيلدت، زوجته الصحافية التي كانت تعمل في قناة «دي فيلت»، ولقد عقدا قرانهما وهو في الحكومة عام 2022 في حفل ضخم وباذخ بجزيرة سيلت حضره عدد كبير من السياسيين. وينتظر الزوجان مولودهما الأول في الربيع المقبل.

للعلم، كان ليندر متزوجاً قبل ذلك من صحافية أخرى كانت نائبة رئيس تحرير «دي فيلت» أيضاً، هي داغمار روزنفلت، التي تكبره سناً ولم ينجبا أطفالاً معاً. لكنهما ظلا متزوجين من 2011 وحتى 2018 عندما أعلن طلاقهما وكشف عن علاقته مع ليهفيلدت.

أيضاً، لا يخفي ليندنر حبه للسيارات السريعة، وكان قال غير مرة قبل دخوله الحكومة مع حزب «الخضر» بأنه يهوى السيارات القديمة ويملك سيارة بورشه قديمة ومعها يملك رخصة للسباقات. وبجانب هذه الهواية يحب اليخوت ويملك رخصة للإبحار الرياضي وأخرى للصيد.

صورة شبابية عصرية

هذه الصورة التي رسمها ليندنر لنفسه، صورة الرجل الأنيق الذي يهتم بمظهره (لدرجة أنه خضع لزرع شعر) ويمارس هوايات عصرية، ساعدته على اجتذاب ناخبين من الشباب خاصة، وجعلته ينجح بإعادة حزبه إلى البرلمان عام 2017 بحصوله على نسبة أصوات قاربت 11 في المائة.

في حينه دخل في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع المستشارة أنجيلا ميركل التي فاز حزبها بالانتخابات، وكانت تبحث عن شركاء للحكم إثر حصولها على 33 في المائة من الأصوات. وفعلاً، بدأت ميركل مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار و«الخضر»، لكن ليندنر انسحب فجأة من المفاوضات بعد 4 أسابيع، ليعلن: «أفضل عدم الحكم من الحكم بشكل خاطئ».

ليندنر كان يختلف آنذاك مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين قبل سنتين. ويومها واجه الانتقاد لتفويته على حزبه فرصة الحكم، وهي فرصة خشي بعض الحزبيين ألا تُتاح مُجدداً.

ائتلاف مع اليسار

غير أن الفرصة أتيحت مرة أخرى في الانتخابات التالية عام 2021 عندما حقق «الحزب الديمقراطي الحر» نتائج أفضل من الانتخابات السابقة، حاصلاً على نسبة 11.5 في المائة من الأصوات. ومع أن «الحزب الديمقراطي الحر» حزب وسطي ليبرالي يؤيد الحريات الاقتصادية، ويعدّ شريكاً طبيعياً لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (يمين معتدل)، قرر ليندنر عام 2021 الدخول في ائتلاف حاكم مع الاشتراكيين و«الخضر»؛ ذلك أن الأخير يعتبر نقيضاً فكرياً للديمقراطيين الأحرار الذين يرون سياساته البيئية مكلفة وكابحة للتقدم الاقتصادي.

وهكذا تسلم ليندنر إحدى أهم الوزرات؛ إذ عُيّن وزيراً للمالية وثاني نائب للمستشار. وحقق بذلك حلمه الذي غالباً ما كرره خلال الحملات الانتخابية بأنه يريد أن يصبح وزيراً للمالية، وحتى إنه عرّف نفسه في إحدى الحملات ممازحاً: «تعرّفوا على وزير ماليتكم المقبل!».

خلفيته العلمية والفكرية

اهتمام ليندنر بالسياسة الاقتصادية ينبع من اهتماماته منذ تخرّجه من الجامعة؛ حيث درس العلوم السياسية ثم القانون والفلسفة في جامعة بون المرموقة (واسمها الرسمي جامعة راينيشه فريدريش - فيلهامز).

ثم إنه لم ينضم فور مغادرته المدرسة للخدمة العسكرية التي كانت إجبارية آنذاك، وأجّلها للدراسة وإكمال مغامراته التجارية، لكنه عاد لاحقاً وانضم إلى جنود الاحتياط ووصل لرتبة رائد. ورغم فشل مغامراته التجارية، بقيت اهتماماته السياسية منصبّة على الجانب المالي، ومن هنا جاء طموحه بأن يصبح وزيراً للمالية في الحكومة الفيدرالية.

وفكرياً، يؤمن ليندنر وحزبه بتقليص الإنفاق العام وخفض الضرائب وفتح الأسواق أمام الشركات الخاصة. ودائماً عارض خططاً عدّها متطرفة يدعمها «الخضر» لاستثمارات أكبر في الطاقة النظيفة بحجة تكلفتها العالية وتأثيرها على الشركات والأعمال. وكانت المفارقة أنه تسلّم حكومة كانت مسؤولة عن تطبيق سياسات تروّج للطاقة البديلة وتزيد من النفقات الاجتماعية وترفع من الضرائب.

هذا الأمر كان صعباً عليه تقبّله. ورغم وجود اتفاق حكومي حدّدت الأحزاب الثلاثة على أساسه العمل خلال السنوات الأربع من عمرها، عانى عمل الحكومات من الخلافات منذ اليوم الأول. وطبعاً لم تساعد الحكومة الأزمات المتتالية التي اضطرت لمواجهتها وكانت لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد، بدءاً بجائحة كوفيد-19 إلى الحرب الأوكرانية.

ولذا كان شولتس غالباً ما يعقد خلوات مع ليندنر وزعيم «الخضر»، روبرت هابيك، ويطول النقاش لساعات بأمل التوصل لحلول وسط يمكن للحكومة أن تكمل فيها عملها. وفي النهاية، كان من أبرز نقاط الخلاف التي رفض ليندنر المساومة فيها هي ما يُعرف في ألمانيا بـ«مكابح الدَّين العام»؛ إذ يرفض الدستور الألماني الاستدانة إلا في حالات الطوارئ، ولقد استخدمت الحكومة كوفيد-19 كطارئ للتخلي عن «مكابح الدَّين العام»، وبالتالي، الاستدانة والإنفاق للمساعدة عجلة الاقتصاد.

وأراد شولتس تمديد العمل بحالة الطوارئ كي تتمكن حكومته من الاستدانة وتمويل الحرب في أوكرانيا من دون الاقتطاع من الخدمات العامة، لكن ليندنر رفض مقترحاً تخفيض الإنفاق العام في المقابل، الأمر الذي اعتبره شولتس «خطاً أحمر».

تهم وشكوك

وحقاً، اتُّهم ليندنر بعد طرده بأنه كان يخطط للانسحاب من الحكومة منذ فترة، وبأنه وضع خطة لذلك بعدما وجد أن حزبه منهار في استطلاعات الرأي وأن نسبة تأييده عادت لتنخفض إلى ما دون عتبة الـ5 في المائة.

أيضاً، كُشف بعد انهيار الحكومة عن «وثيقة داخلية» أعدّها ليندنر وتداولها مع نفر من المقرّبين منه داخل الحزب، تحضّر للانسحاب من الحكومة بانتظار الفرصة المناسبة. وقيل إنه بدأ يخشى البقاء في حكومة فقدت الكثير من شعبيتها بسبب المشاكل الاقتصادية وارتفاع التضخّم خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أثر على القدرة الشرائية للألمان. وبناءً عليه، خطّط ليندنر للخروج منها قبل موعد الانتخابات واستخدام ذلك انتخابياً لإعادة رفع حظوظ حزبه الذي يبدو الأكثر تأثراً من الأحزاب المشاركة في الحكومة، بخسارة الأصوات. وطرحت «الوثيقة» التي كُشف عنها مشكلة أخرى بالنسبة لليندنر - داخل حزبه هذه المرة - فواجه اتهامات بالتفرّد بالقرارات وحتى دعوات لإقالته.

طامح لمواصلة القيادة

حتى الآن، يبدو كريستيان ليندنر مصراً على قيادة حزبه في انتخابات فبراير (شباط)، وما زال لم يفقد الأمل العودة حتى إلى الحكومة المقبلة وزيراً للمالية في حكومة يقودها زعيم الديمقراطيين المسيحيين، فريدريش ميرتز، الذي يتقدّم حزبه في استطلاعات الرأي ومن المرجح أن يتولى المستشارية. وللعلم، ميرتز نفسه أبدى انفتاحاً على ضم ليندنر إلى حكومته المحتملة، وشوهد الرجلان بعد أيام من إقالة ليندنر يتهامسان بتفاهم ظاهر داخل «البوندستاغ».

ولكن عودة ليندنر للحكومة ستتطلب منه بدايةً تخطي عقبتين: الأولى أن يبقى على رأس حزبه لقيادته للانتخابات. والثانية أن ينجح بإقناع الناخبين بمنح الحزب أصواتاً كافية لتخطي عتبة الـ5 في المائة الضرورية لدخول البرلمان.