السيستاني يستقبل العبادي وينهي مقاطعته للسياسيين العراقيين

المرجع أوصى رئيس الوزراء بالانفتاح على دول الجوار والعالم

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مغادرا مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مغادرا مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ب)
TT

السيستاني يستقبل العبادي وينهي مقاطعته للسياسيين العراقيين

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مغادرا مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مغادرا مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس (أ.ب)

استكمل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كل مستلزمات نجاح كابينته الحكومية؛ فبعد يومين من منح البرلمان الثقة لمرشحيه لوزارتي الدفاع (خالد العبيدي) والداخلية (محمد سالم الغبان) والتحاق الوزراء الأكراد بعد قطيعة طويلة مع إقليم كردستان، حظي العبادي أمس بالتفاتة عدها المراقبون السياسيون في بغداد نقطة تحول في مسار العلاقة بين العملية السياسية والمرجعية الشيعية العليا.
وقال العبادي في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف، إنه ناقش مع المرجع «عدة أمور مهمة تخص الوضع الأمني والسياسي في العراق؛ أهمها القضية الأمنية، حيث أوضحنا لسماحته، ما هي الأوضاع بشكل عام في البلاد بخصوص مشاركة القوات الأجنبية والتحالف في مقاتلة (داعش)، وأعربنا عن رفضنا لأي وجود بري لقوات أجنبية على أرض العراق»، مبينا أن «السيد متفق معنا بشأن عدم وجود أي قوات برية أجنبية في العراق». وأضاف العبادي أن «هناك انتصارات على الجبهات، وبارك السيد هذا الأمر، وأكد ضرورة الاهتمام بالمتطوعين خاصة ممن استجاب إلى نداء المرجعية والوطن، والتأكيد على قضية الانفتاح على الآخرين والوحدة الوطنية، وأن تكون هنالك ملاحقة للفاسدين والمفسدين وأن تكون هنالك خدمات للمواطنين».
ولفت العبادي إلى أن «السيد السيستاني أوصى بتوفير جو أمني مستقر في البلاد، ودعم المتطوعين، فضلا عن تأكيده توفير الخدمات ومكافحة الفساد»، مشيرا إلى أن «هناك تقصيرا موجودا على أرض الواقع فيما يخص الأمن، وسنحاسب كل من تخلف عن الواجب، والقوات العراقية بحاجة إلى الدعم، ونحن نعمل على سد النقض الحاصل لدينا». وأوضح رئيس مجلس الوزراء «أننا نحتاج اليوم إلى التسليح وإعادة هيكلة القوات الأمنية، ونحن بحاجة إلى تسليح طويل، ولدينا انتصارات مهمة في العديد من الجبهات، وقد بدأنا الهجوم لفتح الطريق البري إلى بيجي ليكون مفتاحنا ومسعانا بتوجيه ضربات موجعة إلى (داعش) في عقر دراهم، وقد بدأنا بالهجوم في عدة مواقع».
وأكد العبادي أن «هناك مشاكل عسكرية، وجزء كبير من قواتنا انهارت في عملية الموصل، وفقدنا الكثير من المعدات، ونحتاج إلى تسليح طويل الأمد»، موضحا أن «محافظاتنا آمنة وبغداد آمنة مؤمنة رغم الإشاعات، والخطوط الدفاعية لبغداد قد تم دفعها بالاتجاه الآخر، وهنالك جهد أمني واسع». وعزا العبادي «وقوع بعض العمليات الإرهابية إلى الفساد والتلكؤ في مسألة التجهيز اللوجستي والمالي، وسنتعامل معها بكل حزم لكي نقلل من الخسائر الحاصلة». وشدد العبادي على أن «دعوات أهالي الأنبار وصلاح الدين إلى وجود قوات برية أجنبية لا ينبغي أن تكون لسببين؛ الأول لأننا لا نتحاج إلى قوات أجنبية مقاتلة»، متابعا أن السبب الثاني هو أنه «لا توجد دولة في العالم، حتى لو طلبتم، مستعدة للقتال تعطيكم ذلك على طبق من ذهب، وأدعوكم إلى التوحد والتكاتف من أجل تحرير أرضنا». وتابع العبادي أن «السيد السيستاني أوصى بالانفتاح على كل دول العالم وكذلك المجاورة، وإيران دولة مهمة وسنفتح معها كل المجالات، ولدينا زيارة إلى الأردن، ونعمل على فتح علاقات جديدة مع الجارة تركيا»، مشيرا إلى أن «هناك زيارة لوفد تركي إلى بغداد».
وأوضح العبادي أنه يتوجه إلى إيران للتباحث مع قادتها لوجود علاقات متينة اقتصادية وتجارية وعسكرية تربط البلدين. وأضاف أن «المهم تطوير هذه العلاقة، وبعدها ستكون لنا زيارة إلى الأردن، واتفاق مع تركيا بأن يقوم وزير خارجيتها بزيارة إلى بغداد، وبعدها نزور أنقرة، ونعمل على زيارة دول الخليج الأخرى».
في السياق نفسه، استبعد السياسي العراقي عزت الشابندر، عضو البرلمان السابق عن التحالف الوطني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون ثمة علاقة بين لقاء العبادي مع المرجع الأعلى، وزيارته إلى إيران» مؤكدا أن «استقبال السيد السيستاني للعبادي لم يأت بمجرد رغبة العبادي بذلك، بل إن الأمر تطلب وقتا حتى يعطي المرجع موافقته، خصوصا أن المرجعية كانت قد قاطعت العملية السياسية منذ 4 سنوات، وبالتالي فإن التزامن واللقاء هو محض صدفة، وإن يكن يأتي في كل الأحوال لصالح العبادي لأن الرجل بدأ يتصرف بشكل صحيح وهو ما شجع المرجع الأعلى على كسر طوق العزلة عن كبار السياسيين». وأضاف الشابندر أن «الزيارة بداية صفحة جديدة للعلاقة بين المؤسسة الدينية والحكومة، وتدخل في سياق التعامل مع وضع سياسي جديد بعد تشكيل الحكومة وصلة ذلك بالتحديات التي تواجه البلاد»، مشيرا إلى أن «للزيارة في الواقع أبعادا أكثر عمقا وأهمية، وتتمثل بقلق مرجعية النجف مما كان عليه الوضع أيام الحكومة السابقة من مسائل كثيرة، حيث إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كان قد أعطى أكثر من إشارة إلى أنه يرحب بامتداد مرجعية إيران إلى النجف، كما رحب بقدوم محمود الشاهرودي وسهّل له الإقامة وتشييد حوزة له في النجف، كما أن الشاهرودي نفسه لم يخف تأييده للمالكي لولاية ثالثة». وأوضح الشابندر أن «زيارة العبادي ليست فقط لطي صفحة الماضي، أي صفحة المقاطعة، بل هي انفتاح من نوع جديد سوف يستفيد منه الطرفان». وأكد الشابندر أن «المقاطعة السابقة للمرجعية كان المقصود بها المالكي حصرا، وقد انسحبت على الجميع، لأن المرجعية تريد أن تؤكد أبوتها للجميع وكونها تقف على مسافة واحدة منهم».



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.