مطالب بإنشاء جهاز حكومي سعودي معني بحوكمة الابتكار

السعودية تعزز بيئة تشجيع الابتكار لآثاره المهمة على الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تعزز بيئة تشجيع الابتكار لآثاره المهمة على الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
TT

مطالب بإنشاء جهاز حكومي سعودي معني بحوكمة الابتكار

السعودية تعزز بيئة تشجيع الابتكار لآثاره المهمة على الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تعزز بيئة تشجيع الابتكار لآثاره المهمة على الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)

دعت لجنة أهلية في السعودية إلى أهمية تأسيس جهاز حكومي معني بحوكمة الابتكار ليقوم على تدعيم الأثر المرتبط بالإنتاجية وتوليد الوظائف والتنافسية، ويسهم بمزيد من البناء في القطاع الخاص والأعمال الناجحة والمبتكرة، تجاه تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته مؤخراً المكاتب الاستشارية ونظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ممثلة في لجنة محاضرة «عوائق الابتكار المؤسسي وممكّناته في القطاع الخاص في ظل (رؤية المملكة 2030)»، حيث طالب الخبير في الابتكار والإبداع المؤسسي، أحمد العمري، بتفعيل الابتكار لأنه محفز مهم لاقتصاد طموح كاقتصاد السعودية، مشيراً إلى أن الابتكار يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والنمو.
وشدد العمري على أثر الابتكار؛ إذ توضح النتائج والدراسات علاقة ترابطية قوية بين الابتكار والنمو الاقتصادي لما ينعكس عليه من تطوير للقطاعين العام والخاص وإسهام في دعم دورة حياة المؤسسات، مشدداً على أهمية التفريق بين الابتكار والاختراع والإبداع لمزيد من فهم آليات تطوير كل مسار منهم ضمن بوتقة التكامل فيما بينها.
وأشار العمري إلى أن الابتكار يفرز الإنتاجية، وبالتالي يسهم في توليد الوظائف ويدعم التنافسية التي تخلقها الشركات، وتقليل الكلفة، مؤكداً أنه كلما زاد الابتكار ارتفع عدد الشركات والمؤسسات التجارية الموجودة.
واتضح عبر عينة مسح صغيرة أجراها العمري على أبرز عوائق الابتكار في المملكة، أن 50 في المائة من عوائق الابتكار تتمثل في عدم وجود جهة مركزية ترعى الابتكار، بينما 50 في المائة من تلك العوائق ترى عدم تحديث الخطة الوطنية للابتكار.
من جهته، أكد المهندس خالد العثمان، رئيس اللجنة، على أهمية ملف الابتكار في المرحلة المقبلة في ظل اهتمام الدولة بتنمية المحتوى المحلي ودعم ريادة الأعمال والصناعات الوطنية. وقال العثمان: «نتحدث عن مصطلحات الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وبالتالي نحن في حاجة إلى تفكيك تلك المصطلحات وتحديد مفاهيمها، لكي نخرج بمنظومة مؤسسية للإبداع والابتكار تضع أثراً حقيقياً في منظومة التنمية بعيداً عن الحديث عن مخرجات إبداعية غير منتجة».
إلى ذلك، أوصت المحاضرة بنشر الوعي بأهمية الابتكار من خلال المناهج التعليمية، وإنشاء جهة حكومية مسؤولة عن حوكمة الابتكار، وتبني ثقافة الابتكار من الصغر بالمراحل الدراسية المبكرة
ومعلوم أن السعودية تضع ضمن خططها المستقبلية في إطار المضي نحو تحقيق «رؤية 2030» هدف رفع مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص من خلال جملة من الوسائل والقنوات، بينها توسيع سبل التمويل ودفع المؤسسات المالية إلى تخصيص نسب تصل إلى 20 في المائة لإقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة بحلول 2030، بالإضافة إلى تهيئة البيئة الملائمة في الجوانب الإدارية والقانونية.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).