اليمين الإسرائيلي يتهم مؤسسات حقوقية يهودية بمساعدة الجنائية الدولية

بعد محاولة الطعن باستقامة بنسودا

TT

اليمين الإسرائيلي يتهم مؤسسات حقوقية يهودية بمساعدة الجنائية الدولية

بعد نشر عدة تسريبات وادعاءات بغرض تشويه صورة المدعية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، لقيامها بفتح تحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وجهت قوى اليمين الحاكم سهام النقد والتحريض إلى عدد من المنظمات الحقوقية التي يديرها اليسار الإسرائيلي على مساعداتها لكشف تلك الجرائم.
وتركز هذه القوى تحريضها على منظمتي «هيومان رايتس ووتش»، بإدارة كين روث، الذي تعتبره تلك القوى «مناهضا لإسرائيل بهوس ويحيط نفسه بنشطاء متطرفين»، و«أمنستي إنترناشيونال». وحسب أقوال البروفسور جيرالد شتاينبرغ، رئيس المعهد اليميني للبحوث «NGO Monitor»، فإن هذين اللاعبين أدارا «حملة طويلة لجر إسرائيل إلى المحكمة في لاهاي، باستثمار هائل من عشرات ملايين الدولارات، واليوروات والجنيهات الإسترلينية، وعملت جنبا إلى جنب مع جمعيات وحركات حقوقية وغير حقوقية يديرها يهود من اليسار في إسرائيل والخارج ويتعاونون مع المنظمات غير الحكومية الفلسطينية المرتبطة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة الإرهاب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، على حد تعبيره.
ويقول شتاينبرغ إن «حكومة إسرائيل فهمت رويدا رويدا هذا التهديد. وأدركت أن جهودها لن تنفع مع هذه المحكمة، وبالتالي ستصل إلى قفص الاتهام فيها. ولم يبق سوى أسلوب واحد يمكن أن يكون ناجعا ضدها، وهو التهديد بالمس بالميزانية الصغيرة للمحكمة». ولمح إلى نية حكومة إسرائيل الطلب من الولايات المتحدة، ممارسة ضغوط على ممولي المحكمة من الدول الديمقراطية، مثل بريطانيا، التي يعد جنودها الذين قاتلوا في أفغانستان وفي العراق موضوعا لحملة مشابهة مثل جنود إسرائيل، وكذا أستراليا، التي أعلن رئيس وزرائها عن معارضته محاولة التحقيق مع إسرائيل، ودول مثل هولندا، النرويج والدنمارك.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قد تلقت تسريبات من اليمين الإسرائيلي عن المدعية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، أنها كانت قد تولت منصب النائب العام في وزارة القضاء في نظام الديكتاتور يحيى جاما في غامبيا، وسكتت على الممارسات القمعية لهذا النظام. وستنشر الصحيفة، في عددها اليوم الجمعة، نفيا من بنسودا. ونقلت الصحيفة، أمس الخميس، عن بنسودا قولها: «في غامبيا خدمت بلادي وسكان غامبيا بكرامة واستقامة بالغة. ولدي التزام صادق وليس قابلا للتقويض حيال القانون والمساواة أمامه، ولجهود جرى توثيقها في وثائق قضائية. وقد استقلت من منصبي لاحقا، في أعقاب خلافات مع الرئيس السابق جاما، في العام 2000، والخلافات نجمت عن استقامتي المهنية. وقد كنت هلعة ومذهولة عندما اكتشفت فيما بعد، انتهاكات حقوق الإنسان للرئيس السابق جاما خلال سنوات حكمه، التي يتم كشفها وتصدر حولها تقارير حاليا».
ونفت بنسودا، بواسطة مقربيها، «بشدة وجملة وتفصيلا، الاتهامات الكاذبة والتلميحات الموجهة ضدي من جانب شهود في غامبيا». وقالت إنها «إذا كانت مكانتي والقيود الناجمة عن منصبي في المحكمة الدولية في لاهاي سيسمح لي، فإنني لن أتردد في المثول أمام اللجنة في غامبيا والرد على الاتهامات الكاذبة والمضللة التي وُجهت ضدي في أثناء غيابي عن الدولة». وتابعت: «ليس لدي شيء كي أوضحه وضميري نظيف. وأنا أطبق التفويض الذي مُنح لي بكل استقلالية وموضوعية واستقامة مهنية. وكافة التلميحات الأخرى مضللة ولا أساس لها».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.