ما الذي يجدر ترقبه يمنياً في عام 2020؟

الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني يتحث مع وسائل إعلام غربية في قصر المعاشيق (غيتي)
الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني يتحث مع وسائل إعلام غربية في قصر المعاشيق (غيتي)
TT

ما الذي يجدر ترقبه يمنياً في عام 2020؟

الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني يتحث مع وسائل إعلام غربية في قصر المعاشيق (غيتي)
الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني يتحث مع وسائل إعلام غربية في قصر المعاشيق (غيتي)

يعتقد الراسخون في قراءة أحداث اليمن، أن أبرز ما يجدر ترقبه خلال العام المقبل، يقع على عاتق الحوثيين في إنهاء الأزمة. فهم الذين فتحوا باب جحيم الحرب على اليمن، حين انقلبوا في سبتمبر (أيلول) 2014 على الدولة، وقتلوا الأبرياء، وحولوا ملاعب كرة القدم إلى معتقلات، وتمادوا طيلة السنين الخمس في أبشع من ذلك، قبل أن يتشكل تحالف أو تتدخل أي قوى.
وإذا استعرض المراقب للشأن اليمني الأطراف المعرقلة لأي عملية سياسية، سيجد أن الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف والدول الراعية للسلام في اليمن (مجموعة 19+) وقعت على كل التنازلات والوثيقة النهائية، أمام انسحاب في اللحظات الأخيرة للحوثيين من مشاورات الكويت عام 2016. وفي استوكهولم لم تكن المشاركة الحوثية فعالة لو لم تكن القوات على شفا تحرير ميناء الحديدة. وحتى حين ذهبوا للمشاورات التي كان من المفترض أن يطغى عليها الجانب الإنساني، امتنعوا عن فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية، على أن يجري تفتيش الرحلات الخارجية في عدن؛ بل اختاروا بطريقة غريبة مطارات خارج اليمن، وعرقلوا سير الملف الذي عادوا إلى اليمن ليتهموا الحكومة اليمنية بعرقلته، وتاجروا بمآسي المرضى ومحتاجي السفر.
مراقبون اختاروا ملفين يعتقدون بأنهما إذا شهدا تقدماً فإن الأزمة «ستبدأ النهاية»، الأول: التزام الحوثيين بالهدنة التي أعلنوها هم في سبتمبر، واقتناص فرصة الإشارات الإيجابية التي وردت من التحالف. الثاني: الانخراط بشكل جدي في تنفيذ اتفاق استوكهولم، وبالتحديد اتفاق الحديدة، والابتعاد عن المسرحيات التي لم تنجح طيلة 12 شهراً، فضلاً عن التفاعل بإيجابية في ملف الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وهو ما سيدفع بالجهود الدولية إلى دفع عملية السلام، واختيار موعد مناسب لجولة أخرى من المشاورات.
يقول غريفيث في حديثه مع «الشرق الأوسط»: «يجب أن نتذكر أن اتفاق استوكهولم كان اتفاقاً إنسانياً لسد ثغرة قائمة، وليس شرطاً مسبقاً لانطلاق العملية السياسية. ويتضمن الاتفاق إجراءات محددة لبناء الثقة، ترمي إلى تعزيز عملية السلام، لا تعطيلها».
وتتباين الأنباء غير المؤكدة عن أن السويد والكويت قد تكونان بلداً مضيفاً لأي جولة جديدة من المشاورات التي قد تمتد بدورها وتتسع إلى «مفاوضات» على غرار ما جرى في الكويت عام 2016؛ لكن أحداً لم يؤكد أو ينفي هذا التحرك. واعترف المبعوث الأممي بأنه يجري استشارات مع قوى مختلفة؛ لكنه لم يتحدث عن وقت مرتقب أو مكان للقاء يمني جديد.
وفي المناطق المحررة، ينتظر اليمنيون تفعيل اتفاق الرياض على الأرض، وعودة رئيسهم وحكومتهم بأكملها إلى استكمال تقديم الخدمات وإنعاش الاقتصاد وحفظ الأمن والاستقرار.
ورغم السجالات التي تشوب الحكومة والمجلس الانتقالي في مسائل تفسير بنود اتفاق الرياض، فإن الفريقين يؤكدان التزامهما، وهو ما يبعث إلى الطمأنينة بأن عملاً أفضل ستشهده المناطق المحررة، وأن شبح الاشتباكات العسكرية لن يلقي بظلاله مجدداً على العاصمة المؤقتة.


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».