إردوغان يقرر إرسال قوات تركية لليبيا وينتظر موافقة البرلمان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يقرر إرسال قوات تركية لليبيا وينتظر موافقة البرلمان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الخميس) أن البرلمان التركي سيدرس في يناير (كانون الثاني) المقبل مذكرة تنص على السماح بإرسال قوات إلى ليبيا من أجل دعم حكومة الوفاق الوطني.
وقال إردوغان في خطاب في أنقرة: «حكومة ليبيا طلبت مساعدتنا ولذا لن نتأخر عنها، سنقدم المذكرة لإرسال جنود إلى ليبيا فور استئناف أعمال البرلمان» في السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومن جانبه، أعرب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا اليوم عن ترحيبه بأي مبادرة جامعة وشاملة لليبيين، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه المبادرة داخل إطار الأمم المتحدة.
وقال باشاغا، بمؤتمر صحافي عقده اليوم في تونس، إن «تحالفنا مع تركيا وتونس والجزائر سيكون داعماً للاستقرار في ليبيا»، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً يهدد الاستقرار في دول شمال أفريقيا، موضحاً أن سقوط طرابلس سينعكس سلباً على دول الجوار.
ورداً على سؤال بشأن تأثير زيارة الرئيس التركي رجب إردوغان إلى تونس أمس على موازين القوة العسكرية قال باشاغا إن «هذه الزيارة تأتي في إطار توحيد الجهود من أجل إطلاق عملية سياسية لوقف إطلاق النار وإبعاد المهددات التي تهدد الحكومة الشرعية وسكان العاصمة طرابلس».
وبشأن تحالف عسكري يضم تونس والجزائر وتركيا قال باشاغا إن «كل تحالف يحقق الاستقرار والمنفعة لكل بلادنا ولا يكون تهديداً لأي بلد آخر، هذا هو التحالف».
وبالنسبة للوضع الميداني قال: «نعتقد التركيز الآن على معركة طرابلس، وإن قوات حفتر فعلاً تريد أن تحاول السيطرة على معبر رأس جدير وعلى المعابر الحدودية مع تونس، ولكنها لن تستطيع أن تسيطر على شيء».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد قال أول من أمس، إن بلاده لن تتراجع حتماً عن المذكرة الموقعة مع حكومة السراج، معرباً عن استعداد أنقرة لتعزيز البعد العسكري لمساعدتها من البر والبحر والجو، إذا تطلب الأمر. ووافق البرلمان التركي في 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري، الموقعة مع حكومة السراج. وتشمل التعاون في مجالات الأمن والتدريب العسكري، والصناعات الدفاعية، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، فضلاً عن التعاون في اللوجيستيات والخرائط، والتخطيط العسكري، ونقل الخبرات، وتأسيس مكتب تعاون دفاعي وأمني متبادل حال الطلب به.
كان البرلمان التركي قد سبق وأقر مذكرة التفاهم في مجال تحديد مناطق السيادة البحرية في الخامس من ديسمبر الحالي. ووقعت مذكرتا التفاهم في إسطنبول في 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».