مقتل خمسة انقلابيين بينهم قيادي في تعز

لغم زرعه الحوثيون في الجوف ينفجر ويطيح طفلين

مدرسة تضررت جراء مواجهات بين الحكومة والحوثيين في تعز (رويترز)
مدرسة تضررت جراء مواجهات بين الحكومة والحوثيين في تعز (رويترز)
TT

مقتل خمسة انقلابيين بينهم قيادي في تعز

مدرسة تضررت جراء مواجهات بين الحكومة والحوثيين في تعز (رويترز)
مدرسة تضررت جراء مواجهات بين الحكومة والحوثيين في تعز (رويترز)

سقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم قيادي بارز، بين قتيل وجريح، خلال اليومين الماضيين، في مختلف جبهات القتال بمعاركهم مع الجيش الوطني وأبرزها جبهات تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ خمس سنوات، والبيضاء، (وسط)، وصعدة، (شمال غرب)، والضالع بجنوب البلاد، والحديدة، (غرب)، حيث يشهد حي منظر في المحافظة موجة نزوح جديدة، في الوقت الذي سجل فيه مقتل طفل وإصابة آخر بانفجار لغم حوثي في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف (شمال).
وفي تعز، قتل خمسة انقلابيين بينهم قيادي ميداني وأصيب آخرون من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بنيران الجيش الوطني غرب تعز، مساء الاثنين.
وقال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، في بيان له، إن «القائد الملقب (أبو سليم)، لقي مصرعه وأربعة من مرافقيه، إثر استهدافهم بمدفعية الجيش في مزارع البيضاني، بالربيعي، غرب تعز، مساء الاثنين».
وذكر (البيان) أن «مواجهات عنيفة اندلعت، مساء الاثنين، في محيط جبل هان والصياحي، تمكن خلاله الجيش من التصدي ودحر الميليشيات الانقلابية»، وأن «قوات الجيش الوطني تمكنت من إفشال هجوم للحوثيين في جبهة الزنوج شمال المدينة».
وفي أقل من 24 ساعة، شنت ميليشيات الانقلاب، مساء الاثنين، هجومها الثاني على مواقع الجيش الوطني غرب مدينة تعز، وتركز الهجوم الحوثي على مواقع الجيش في محيط جبل هان ومنطقة الصياحي، وصحبه قصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة، فيما تصدت قوات الجيش لهجمات الانقلابيين. وفي الحديدة الساحلية، غرب اليمن، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، تتواصل معاناة المدنيين جراء القصف التي تشنه ميليشيات الحوثي الانقلابية على الأحياء السكنية. وكثفت، مؤخرا، ميليشيات الانقلاب من تصعيدها العسكري وانتهاكاتها في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة وأشدها على المديريات الريفية الجنوبية، حيس والتحيتا وبيت الفقيه والدريهمي، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين، علاوة على التسبب بموجة نزوح من بعض القرى التهامية.
وشهد حي منظر التابع لمديرية الحوك، جنوب مدينة الحديدة، حالة نزوح جديدة للمواطنين باتجاه الخوخة الساحلية. ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، عن عائلات نازحة من حي منظر تحدثت بالقول: «هربنا من قذائف الحوثيين التي تتساقط على منازلنا، وخرجنا نازحين نحو الخوخة»، وإن «السكان اضطروا للخروج من منازلهم والنزوح نحو مناطق بعيدة أكثر أمناً من حيهم السكني، للحفاظ على أرواحهم والنجاة بحياتهم من جرائم الميليشيات الحوثية التي باتت تمطر الأحياء السكنية بالقذائف المدفعية وبالأسلحة الثقيلة بشكل هستيري».
يأتي ذلك في الوقت الذي ينزح فيه، بشكل يومي، معظم السكان بأطفالهم ونسائهم، وبما استطاعوا من حمله من أمتعتهم ليتشردوا بعيداً عن منازلهم بعد أن فقدوا الأمان فيها الذي حرمتهم منه الميليشيات الحوثية الإرهابية.
وأكدت «العمالقة» أنه «منذ انطلاق الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار، نزحت آلاف الأسر من منازلها في مناطق سكنها، وتعيش في مخيمات النزوح، هرباً من الجرائم الوحشية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية التي فرضت على اليمنيين حربها العبثية الظالمة، وتسببت بتدمير مصادر دخل المواطنين».
وخلال الساعات الماضية، شنت ميليشيات الحوثي قصفا مدفعياً عنيفاً بقذائف المدفعية الثقيلة وبالأسلحة المتوسطة والقناصة على مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي، ومنطقة الجبلية في التحيتا وعدد من المواقع في مديرية حيس، جنوب المحافظة، مختلف أنواع الأسلحة.
إلى ذلك، قتل طفل وأصيب آخر من أسرة واحدة، الثلاثاء، بانفجار لغم زرعته ميليشيا الحوثي في منطقة ملاحا على أطراف مديرية المصلوب بمحافظة الجوف. وقالت مصادر حقوقية ومحلية، وفقا لما أورده الموقع الإلكتروني لمشروع «مسام»، إن «الطفل مبارك محمد غرزة (10) أعوام، قتل فيما تعرض الطفل زبن الله مبارك عرزة (8) أعوام لإصابة حرجة بعد انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي أثناء رعيهم للأغنام في منطقة ملاحا بمديرية المصلوب غرب الجوف».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».