شخصية منشطرة وأنداد لا مرئيون

«تقرير عن السرقة» لعبد الهادي السعدون

شخصية منشطرة وأنداد لا مرئيون
TT

شخصية منشطرة وأنداد لا مرئيون

شخصية منشطرة وأنداد لا مرئيون

صدرت عن دار «شهريار» في البصرة رواية «تقرير عن السرقة» لعبد الهادي سعدون، وهي رواية بوليسية ونفسية متداخلة. ولو تأملنا شخصية الراوي الذي يسرد حكايته بضمير المتكلّم لوجدناها منشطرة بين الأنا الغامض، ونظيره المُتواري، وهي لا تحمل اسماً على مدار النص السردي الشائق الذي لا يبعث على الملل لتنوّع أحداثه، وكثرة مفاجآته، وغنى شخصيته الرئيسة المُستغلَقة التي لا تتكشف إلاّ في الصفحات الأخيرة من هذه الرواية المُبهَمة.
يضعنا الروائي في جملته الاستهلالية بصُلب الحدث ويُخبرنا بأنّ اللصوص كسروا بُوابة بيته حينما كانوا خارج المنزل ولم يسرقوا منه سوى حاسوبه المحمول. وبما أن الشخصية الرئيسية معقدة جداً فلا بد من تتبِّعها وتسليط الضوء عليها من جميع الجهات علّنا نُمسك ببعض العناصر التي تساهم في حلّ لُغزها العسير، فقبل زواجه تعرّف إلى نساء عديدات لكنه لم يرتبط بأي واحدة منهن، أما آليسيا فقد أحبّها بعمق وارتبط بها، فأنجبت له طفلاً سمته عيسى تيمّناً باسم الشاعر الياباني Isa، غير أنّ السرقة أربكت حياة الأسرة الصغيرة وروّعتها، لأن الشرطة لم تستطع أن تفعل شيئاً، وظلت بانتظار تقرير الشرطة الجنائية، وتقرير شركة التأمين. وبما أنّ اللصوص قد أصبحوا أكثر ذكاءً من الشرطة، فإنهم بالضرورة لم يتركوا بصمة نظيفة تقود إلى اللص الحقيقي.
أما شركة التأمين فقد دفعت لهم نصف ثمن البوّابة، وغضّوا الطرف عن الحاسوب القديم ومحتوياته وأغلقوا الملف. يعمل الراوي مُترجماً في دائرة المعلومات والهجرة ولم يبدر منه شيء طوال مدة عمله، لكن زوجته انتبهت إلى أنه بدأ يستعمل كلمات نابية، ويعاني في منامه من أحلام وكوابيس مليئة بالسُباب والشتائم، لكنه حينما يستيقظ لا يتذكر أي شيء من هلاوسه وأضغاث أحلامه، ويستغرب عندما تُخبره بأنه كان يصرخ بوجه شخص ويتهمهُ بالخيانة! يفقد الراوي عمله بسبب إجراءات داخلية، كما يدّعي المدير إغناثيو. ثم يلتقي به لاحقاً ويُخبره بأنّ البلدية تنوي إعادة فتح الدائرة وقد فكر، هو والمدير العام، أن يستأنسا برأيه بشأن شبهات لفتت انتباهه مؤخراً غير أن الراوي يستاء ويخبره بأنه كان موظفاً بسيطاً، لكن إغناثيو يتمادى ويسأله مستفسراً إن كان قد تعرّض هو أو محل سكنه لحادث ما وكأنه هو المذنب وليس الضحية مُعتمداً في ذلك على المعلومات التي تصلهم إلى الدائرة الأمنية، فيتساءل الراوي في سرّه: «هل كنتُ أعمل في شيء آخر غير الترجمة؟».
ركّب الضحية بوابة مدرّعة لبيته، لكن ظل يستلم العشرات من نسخ الإعلان عن محل كومبيوتر. ومما زاد الطين بلّة أن زوجته تلقّت رسالة مشفّرة فيها العديد من صُورهِ مع فتيات وسيدات التقِطت في سفرات مختلفة فأقنعها بأنّ هذه الصور قديمة وتعود لمرحلة ما قبل الزواج. ثمة معلومة مبكرة في الرواية تشير إلى أنّ قرينه متورط في هذه العملية المريبة: «كانت هناك رسائل تأتيني من داخل بريدي السرّي»، وهي أشياء لا يعرفها أحد سواه، ولم يفشِها لأحد، كما أنه بلا أصدقاء في وطنه الأول وفي بلده الجديد.
أما المعلومة الثانية التي تسلّط الضوء على هذا اللُغز فتكمن في قوله: «اكتشفتُ في الآونة الأخيرة مهارات مجهولة لديّ» الأمر الذي يُبعد الشكوك عن الآخرين الذين يتجسسون عليه، وينبشون أخباره المنسيّة. وبسبب هذا اللص، والمؤرشف للوقائع ارتبكت الحياة العائلية للراوي، خصوصاً حينما وصلت زوجته صور قديمة مُنتزعة من صحيفة عربية يبدو فيها كإرهابي. تتفاقم الأمور حينما يبعث له القرين صوراً وفيديوهات وأوراقاً توثيقية يجمعها ويذهب لمقابلة المفتش العام، لكنه يجد نفسه أمام مديره السابق إغناثيو الذي يأخذه إلى خِزانة كبيرة تحمل اسم «تقرير عن السرقة»، ويخبره قائلاً: «ما جئت به شيء ضئيل قياساً لما يصلنا كل يوم عنك وعن عائلتك وماضيك»، ثم يعزّز كلامه بالقول: «إنكَ وحيد في هذه المتاهة» ويمكنك أن تعتبر هذا اللقاء لا وجود له.
لا غرابة أن تطلب آليسيا الانفصال بعد هذا الكم الهائل من الصور والفيديوهات والرسائل النصية التي كانت تصلها كل يوم، ولعل ما أرعبها حقاً هي صورته التي ظهر فيها بملابس عسكرية، ولحية سوداء حاملاً بندقية كلاشنكوف، وأمامه رؤوس بشرية مقطوعة، أما الفيديو الأكثر مرارة فهو ظهوره عارياً إلى جانب فتاة تطلب منه أن يقول لها: «إنني أحبك وإننا سنعيش معاً إلى الأبد». عندها فقط بدأ يشك بأنه «شخصان في جسد واحد!» ولكل واحد منهما له مسار مغاير للآخر.
تتكرر الأوهام البصرية فيعتقد بوجود صاحب القبعة المكسيكية الذي يلّوح له من الطابق السابع في بناية مقابلة له، لكن الحارس يخبره بأن الطابق كله فارغ ولا وجود لشخص يرتدي قبعة مكسيكية في العمارة كلها. يحاول أن يفتح بوابة البيت فيخذله المفتاح مما يضطر للمبيت خارج المنزل بعد محاولات عديدة لإقناع العاملين في محلات الأقفال بالذهاب معه إلى البيت فلم يجد بداً من الذهاب إلى المتنزه، حيث يلتقي هناك بكاتب قصص وروايات فيشرح له ما مرّ به نهاراً من مشكلات وأوهام حتى انتهى به المطاف إلى هذا المتنزّه المهجور.
وما إن ينتهي الراوي من سرد حكايته حتى يشرع الكاتب، وهو طبيب نفسي، بسرد قصة تعرّفه إلى خواكين، الرسام الذي فشل في الترويج لنفسه فاستمع لنداء عائلته واشتغل معهم في معمل الخياطة حتى أصبح مديراً للمعمل في غضون سنتين، لكن الكائنات اللامرئية لم تتركه لوحده، وأوشكت أن تقضي عليه.
وحينما غادر الكاتبُ التقى الراوي بأناس آخرين أمضى الليل معهم، وفي الصباح لم يرَ أثراً لهم، فيتوجّه إلى محل أقفال ويذهب معه رجل بعمره لم يرتدِ البدلة الزرقاء وطلب منه أن يضع الرقم السري في لوحة البوابة الخارجية فلمعَ الضوء الأخضر، ثم ضرب باب المنزل بقبضة مضمومة فانفتح هو الآخر، ثم نام طويلاً وحلم، وما إن استفاق حتى تذكّر الحلم بالكامل، وشاهد صاحب القبعة المكسيكية، وكاتب الروايات، وصور المشردين جميعهم. ولما التفت إلى جواره شاهد حاسوبه المحمول بملفاته الثلاثة مضافاً إليها ملف «الكاميرا الخفية». تطلبْ آليسيا الطلاق حينما ترى على سريره امرأة عارية وتأمره بمغادرة البيت فيحزم حقيبته، ويحمل حاسوبه ويتجه صوب قرية «وادي الخنازير» في أقصى الجنوب الإسباني، وبينما هو جالس في عربة القطار يسمع شخصاً يتكلم مع حبيبته بالهاتف، ويخبرها بأن تأخذ هذه القصة التي تفيدها في أبحاثها وقد سمعها من رجل «صاحب قصص وروايات» يقول فيها: «إنني وقبل أن أتحول إلى الكتابة كنت أشتغل طبيباً في عيادتي النفسية وكنت ناجحاً في عملي، لكن ما جرى مع صديق لي هو الذي جعلني أترك كل شيء وأمضي للبحث عن حياتي في مكان آخر».
وأخيراً يقرر الراوي أن ينزل مع الشاب ويكون ظلاً له مع أن قريته تبعد ساعتين عن هذه المحطة.
وما إن يدخل الشابُ النفقَ ويتوغلّ فيه حتى ينهال الراوي عليه لكماً ولم يتوقف عن ضربه حتى يراه هامداً على الأرض بلا حركة عندها يترك قرينه والحقيبة والحاسوب، ويركض في الاتجاه المعاكس متحرراً من كل شيء قبل أن يسقط في العتمة والظلام الدامس.


مقالات ذات صلة

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».