حين يطل اليمين المتطرف بوجهه من ثقوب ثوب «داعش»

كتب «عنصرية» رائجة في واجهات المكتبات الفرنسية

ناتاشا بولوني والخوف على الهوية الفرنسية من البربرية  -  سيرج مواتي يجالس لوبين
ناتاشا بولوني والخوف على الهوية الفرنسية من البربرية - سيرج مواتي يجالس لوبين
TT

حين يطل اليمين المتطرف بوجهه من ثقوب ثوب «داعش»

ناتاشا بولوني والخوف على الهوية الفرنسية من البربرية  -  سيرج مواتي يجالس لوبين
ناتاشا بولوني والخوف على الهوية الفرنسية من البربرية - سيرج مواتي يجالس لوبين

ما الذي يدفع بـ«الانتحار الفرنسي»، الكتاب الجديد للمعلق السياسي إريك زمور، إلى صدارة الكتب الأكثر مبيعا في فرنسا؟ ولماذا يتلقف الفرنسيون كتاب الصحافية ناتاشا بولوني «هذا البلد الذي نقتل»؟ بل كيف يتجرأ الكاتب والمخرج سيرج مواتي، المحسوب على اليسار، فيصدر كتابا يروج لزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن؟
يبدو أن ما كان يعتبر عيبا، قبل أقل من ثلاث سنوات، صار «وجهة نظر» يتزايد عدد المؤمنين بها من الفرنسيين الذين يجري تخويفهم من بُعبُع الإسلام، وبالتالي من هيمنة المهاجرين على البلد وفرض تقاليدهم على الواقع الثقافي فيه. ثم جاءت وحشية فيديوهات «داعش» لكي تسقط ما تبقى من قطرة الخجل فوق جبهة «رجل الشارع»، أي ذلك المواطن البسيط الذي بات يجاهر بتعاطفه مع حزب الجبهة الوطنية وزعيمته مارين لوبين. إن النغمة السائدة هي وضع تبعات الأزمة الاقتصادية وما يتبعها من بطالة وأزمة سكن وعجز في صندوق الضمان الاجتماعي على عاتق الهجرة والمهاجرين.
أي مهاجرين؟ أولئك الذين يتزوجون أكثر من امرأة وينجبون الكثير من الأطفال ويلتهمون المساعدات الاجتماعية ويزاحمون أهل البلد على سرير المستشفى ومقعد المدرسة والفرصة في الحصول على مسكن من مساكن ذوي الدخل المحدود. لا أحد يشتكي من المهاجرين الهنود والصينيين والفيتناميين. وحده المهاجر المسلم هو المذنب.
وإذا كانت استفزازات إريك زمور ليست جديدة على المشهد الفكري فإن من اللافت للنظر أن يجتاح كتابه قوائم المبيعات منذ صدوره في مطلع الشهر الحالي وينافس الكتاب الفضائحي الذي أصدرته فاليري تريرفيلر، الشريكة السابقة لحياة الرئيس الفرنسي. وقد بلغ من «جاذبية» زمور أنه ضيف دائم على برامج الحوارات التلفزيونية والإذاعية، وكاتب له أكثر من منبر في الصحف، عدا عن برنامجه الأسبوعي على قناة «باري بروميير». وهو قد أصدر، خلال الـ20 عاما الماضية، الكثير من الكتب السياسية و3 روايات. كما لوحق الكاتب الذي يصف الهجرة بأنها «تسونامي ديموغرافي» أمام القضاء في الكثير من تهم الإدلاء بآراء عنصرية أو تحض على الكراهية، ورغم هذا فإنه حاز على جائزة «حرية التعبير» عام 2010، وجائزة «الكتاب غير المناسب» في العام نفسه، وجائزة «ريشيليو» للدفاع عن اللغة الفرنسية. وفي كتابه الجديد الصادر عن منشورات «ألبان ميشيل» الذي يزعم فيه أن فرنسا تقتل نفسها، يعزف زمور على المزمار ذاته، بانيا أطروحته على وقائع يقول إنها فككت البلد خلال السنوات الـ40 الماضية.
ناتاشا بولوني المتخصصة في قضايا التربية والآتية من حزب «حركة المواطن» الذي أسسه وزير الدفاع الاشتراكي الأسبق جان بيير شوفينمان، هي اليوم واحدة من أبرز المحاورين السياسيين في برنامج «النشرة الكبرى». وهو برنامج يومي يحظى بنسبة عالية من المشاهدين، يتوقف عند قضايا الساعة وكيفية تعامل الإعلام معها ويرصد أقوال المشاهير وهفواتهم. كما تكتب بولوني مقالات في صفحات الرأي في «الفيغارو»، الصحيفة ذات النفس اليميني الأوسع توزيعا. وهي قد هاجمت، في آخر مقالاتها، تلك الأوساط «الكارهة للغرب» إلى حد القبول بـ«البربرية» المتمثلة في ما ترتكبه «داعش» وأخواتها في بلاد «تحجر على النساء وتذبح الكفار». وتبحث الكاتبة عن الجذر التاريخي لمفردة «بربرية» في اللغة الإغريقية، وتقول إن البربري، اصطلاحا، هو ذلك الذي لا ينتمي إلى الحضارة. فالغرب لم يعرف عدوا، طوال تاريخه، سوى الذي ينكر قيمه المشتركة.
بولوني، صاحبة مدونة «طعم فرنسا»، اتخذت مواقف محافظة إزاء القوانين الجديدة التي تبيح زواج المثليين. كما كانت من المدافعين عن «الهوية الوطنية» في السجال الذي دار في عهد الرئيس السابق ساركوزي حول الهويات الدخيلة والمهاجرين الذين يرفضون الامتثال للنموذج الثقافي الفرنسي. وفي هذا السياق يأتي كتابها «هذا البلد الذي نقتل» الصادر حديثا عن منشورات «بلون». إنه يتوقف عند قضايا الدين والعلمانية والسيادة الوطنية ويندد بالذين يريدون قمع التساؤلات حول طبيعة العلاقات التي تربط بين فئات السكان في فرنسا. وإذا كان من الصعب وصف أفكار المؤلفة بالعنصرية فإن فظائع «داعش» فتحت الباب واسعا أمام المنادين «جاء الذئب»، وروجت لنبرة الخوف من تسلله إلى «وطن الأنوار» لزعزعة هويته. من هنا يأتي تساؤل المؤلفة: «من قال إن الشباب الذين يقطنون الضواحي لن يحبوا، مطلقا، هذا البلد رغم أنهم يحملون جنسيته، وبالتالي يجب إخراس من يتحدث في موضوعات تهاجمهم؟».
يبقى «الكتاب المفاجأة» الصادر عن دار «فلاماريون» للصحافي والمخرج سيرج مواتي، أو معاطي، المولود في تونس وصاحب البرنامج التلفزيوني الناجح «رد خاطف». فما الذي يدفع بكاتب يهودي يساري كان مستشارا للرئيس الأسبق ميتران أن يلازم زعيما متطرفا لا يتورع عن التشكيك في المحرقة اليهودية، يسن أسنانه ضد المهاجرين المسلمين، لكي ينشر عنه كتابا بعنوان «لوبين وأنتم وأنا»؟ لا شك أن حالة التردي التي تمر بها البلاد العربية وصعود الجماعات التكفيرية ساهمت في «ترجيح» أفكار من كانوا في عداد «المعتوهين العنصريين»، ورفعت عن عدد من المثقفين حرج التعاطي معهم والجلوس في صفوفهم.



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.