مسرح الرحابنة يفقد الشاويش والسمسار والقاضي

وليم حسواني
وليم حسواني
TT

مسرح الرحابنة يفقد الشاويش والسمسار والقاضي

وليم حسواني
وليم حسواني

رحل الممثل المسرحي اللبناني وليم حسواني عن عمر ناهز الـ86 سنة، إثر إصابته بجلطة دماغية حادة أدت إلى وفاته. «لقد حصلت له الحادثة ليل الجمعة - السبت (20-21 الحالي)، ونقلناه إثرها إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة، ليودعنا ليل الأحد، وليرحل كبيراً كما عرفناه أبداً».. تقول ابنة الفنان الراحل الدكتورة هدى حسواني أبو راشد، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان أباً حنوناً ينشر الفرح والمحبة أينما وجد، وهما ما كان يوصينا بهما دائماً، إخوتي وأنا».
وليم حسواني الممثل الذي رافق الرحابنة منذ الستينات، عندما انضم إلى عائلتها الفنية كراقص في مسرحية «موسم عز»، ما لبثت أن تبدلت حياته عندما سمع عاصي صوته ودعاه للمشاركة في المسرحية بصفة ممثل ومغنٍ. أطلّ يومها في دويتو «هِلّك ومِستهلّك»، مفتتحاً مسيرة فنية غنية، تمثيلاً وغناءً. ويحفظه اللبنانيون في أدوار عدّة قدمها على مسرح الرحباني، أبرزها «الشاويش».
«لقد كان شريكاً أساسياً في مسرح الرحابنة، وترك بصمته الفنية عليه، بعد أن طبعه بدماثة أخلاقه ومواهبه الفنية الفذّة وثقافته الغنية. هو الأخ الكبير وواحد من أحجار الأساسية لمسرح الرحابنة. لقد كان الصديق والممثل والمستشار لعاصي ومنصور اللذين كانوا يوكلانه بأدوار مهمة في مسرحهم يغمزان من خلالها في قضايا سياسية واجتماعية».. يقول أسامة الرحباني في حديث لـ«الشرق الأوسط» متذكراً الفنان، ويضيف: «لقد كان الأستاذ والمربي والشاعر وصاحب حضور لا يشبه غيره على الخشبة. كما كان يتمتع بنبرة صوت جميلة، إن في المغنى أو في الكلام. ونهل الخبرة الكبيرة من خلال مواكبته الدائمة للأخوين الرحباني وفيروز ونصري شمس الدين وأنطوان كرباج، فارتقى معهم إلى مستوى فكري لافت». ويتابع أسامة الرحباني (نجل الراحل منصور الرحباني)، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد وعيت على هذه الدنيا ووليم حسواني في منزلنا، وعلى خشبة مسرح الرحابنة. ونحن اليوم نشعر بفقداننا قيمة أساسية من حياتنا الفنية. واليوم، ينضم حسواني إلى قافلة الكبار الذي نخسرهم الواحد تلو الآخر المنتمين إلى مدرسة الرحابنة».
ويختم أسامة: «أتذكره مرحاً مشاكساً خفيف الظل يتبارى مع الراحلين عاصي ومنصور في قصيدة هجاء يتبادلونها في الكواليس بظرافة ومحبة».
نقيب الممثلين السابق جان قسيس، الذي واكبه كزميل ممثل وفي العمل النقابي، يقول: «أتذكره طيباً محباً يفاخر بحبه للناس، وبالتالي بالمعزة التي يبادلونه بها. كان متعدد المواهب، وحفر في ذاكرة لبنان الشعبية من خلال أدواره التمثيلية التي تحاكي الناس بلسان حالها».
ونعى عدد من الفنانين والإعلاميين الفنان الراحل في تغريدات لهم عبر «تويتر»، فغردت إليسا تقول: «خسر لبنان واحداً من أهم رموزه الفنية، وليم حسواني... شاويش المسرح الرحباني اللي كان أجمل حكاية بكل مواسم العز... بخاطرك يا كبير... رايح بزمن ناس بالخنادق ناس بالبارات... العدالة كرتون، الحرية كذبة، سلّم عا كبارنا بطريقك لعندن». وعلقت الإعلامية مريم البسام على رحيله قائلة: «وليم حسواني، عن ناس لم تكن من ورق، عن خاطر الليل وقنديله، سمسار دواليب الهوا والشحاذ الذي صار ملكاً، وعن الشيخ فرنسيس الخازن ذات صيف، وعن عبدو طال جسراً وقمر، وعن شاويش حكم كل بلاد الرحابنة. يا رفيق فيروز وحارس مسرحها وليم حسواني، وداعاً».
وغرّد الإعلامي يزبك وهبي يقول: «من موسم العز حتى ميس الريم، رافقَنا بصوته الجهوري الرائع... وداعاً أيها الشاويش وليم حسواني رفيق الرحابنة ومربّي الأجيال».



السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
TT

السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)

حصل «مركز إكثار وصون النمر العربي» التابع للهيئة الملكية لمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية) على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، كأول مؤسسة من نوعها في البلاد تنال هذه العضوية.

ويأتي الاعتماد تأكيداً على التزام الهيئة بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة بالمنطقة، حيث يعمل المركز على إكثار هذا النوع ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.

وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يُعد النمر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة منذ عام 1996، وهو ما يسلط الضوء على أهمية هذا الاعتماد في دعم جهود الحفاظ عليه، وإعادته لموائله الطبيعية.

النمر العربي يعدّ من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة (واس)

ومنذ انتقال إدارة المركز إلى الهيئة في عام 2020، ارتفع عدد النمور من 14 إلى 31 نمراً، حيث شهد عام 2023 ولادة 7 هراميس، كما استقبل العام الماضي 5 ولادات أخرى، من بينها 3 توائم.

من جانبه، عدّ نائب رئيس الإدارة العامة للحياة البرية والتراث الطبيعي بالهيئة، الدكتور ستيفن براون، هذه الخطوة «مهمة لدعم جهود حماية النمر العربي والحفاظ عليه»، وقال إنها «تتيح فرصة التواصل مع شبكة من الخبراء الدوليين، مما يعزز قدرات فريق العمل بالمركز، ويزودهم بأحدث المعارف لدعم مهمتهم الحيوية في زيادة أعداد النمور».

وأشار إلى أن المركز «يعكس التزام السعودية المستمر بحماية البيئة، ضمن مشروع طويل الأمد يهدف إلى الحفاظ على هذا النوع النادر»، مضيفاً: «مع كل ولادة جديدة، نقترب أكثر من تحقيق هدفنا بإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الهيئة لإعادة التوازن البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي في العُلا».

إعادة النمر العربي لموائله تُشكل جزءاً من استراتيجية إعادة التوازن البيئي (واس)

وتُجسِّد العضوية في الجمعية مساعي المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية المساحات الطبيعية من خلال مبادرات إعادة التشجير، وتأهيل البيئات الطبيعية، بما يتماشى مع «مبادرة السعودية الخضراء».

كما تتيح للهيئة وللمركز فرصة الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الحيوان، والتنوع الحيوي، والحفاظ على البيئة، فضلاً عن الاستفادة من برامج الإكثار المشتركة الناجحة.

وتسعى الهيئة لإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية في العُلا، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» التي تركّز على الحفاظ على التراث الطبيعي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.