الحوثيون يضغطون على هادي للحصول على 3 وزارات سيادية

قبائل اليمن: المتمردون أعدوا قائمة اغتيالات لمعارضيهم

مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين  أمام مقر المحافظة في صنعاء أمس (أ. ف. ب)
مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين أمام مقر المحافظة في صنعاء أمس (أ. ف. ب)
TT

الحوثيون يضغطون على هادي للحصول على 3 وزارات سيادية

مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين  أمام مقر المحافظة في صنعاء أمس (أ. ف. ب)
مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين أمام مقر المحافظة في صنعاء أمس (أ. ف. ب)

أفادت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن مكون أنصار الله (الحوثيين) طالب بـ3 حقائب سيادية من حصة رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، هي الدفاع والداخلية والمالية، في حين عاد إلى صنعاء، أمس، رئيس الوزراء المكلف المهندس خالد بحاح قادما من نيويورك، ليتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن بحاح تشديده لدى وصوله «على ضرورة تكاتف جهود جميع الأطراف السياسية للوصول بالوطن إلى غاياته المنشودة من الأمن والأمان والرقي»، وقال: «إن المرحلة التي تمر بها بلادنا تتطلب من جميع الأطراف السياسية العمل والتراص كفريق واحد لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية السياسية بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي رعتها الأمم المتحدة».
وأضاف رئيس الوزراء اليمني المكلف الذي كان يشغل منصب المندوب الدائم لليمن في الأمم المتحدة، أن المرحلة المقبلة ستشهد «جهودا جادة لاختيار فريق وزاري متكامل من بين الكفاءات الوطنية، وكلنا ثقة بأن المكونات السياسية سوف تكون عند مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة علينا جميعا لترشيح خيرة الكوادر الوطنية المشهود لها بالنزاهة والكفاءة».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر رئاسية أن رئيس الوزراء المكلف أجرى لقاء مطولا أمس مع الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل التشاور على الأسماء التي ستشغل المناصب الوزارية السيادية، وفي انتظار أن يجري مشاورات مع بقية الأطراف، من بينهم أنصار الله (الحوثيون) من أجل تقديم مرشحيهم إلى الوزارات المحددة، غير أن بعض القوى السياسية، حتى اللحظة، ترفض المشاركة في الحكومة في ظل التمدد الحوثي واستخدام السلاح لفرض أجنداته السياسية، حسب تلك المصادر.
وقالت مصادر رسمية إن هادي حث رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة على «ضرورة الالتقاء بمسؤولي المكونات والأطراف السياسية لاستكمال العمل على تشكيل الحكومة الجديدة بناء على معايير النزاهة والكفاءة والخبرة».
وشدد هادي على «ضرورة اختيار أفضل الكوادر وبما يعزز الشراكة الوطنية نظرا لأهمية المرحلة التي يمر بها اليمن حاليا، وبما يسهم في إحداث نقلة نوعية في الأداء الحكومي بعيدا عن المماحكات السياسية والتجاذبات التي تؤثر سلبا على الأداء الحكومي». ودعا الرئيس اليمني «إلى ضرورة تضافر جهود كل المكونات والأطراف السياسية والاجتماعية لمواجهة التحديات المختلفة الاقتصادية والأمنية وغيرها، للخروج باليمن إلى آفاق السلم والوئام وبناء الدولة اليمنية الحديثة».
وتشير مصادر إلى أن الحوثيين يصرون على تولي وزارات سيادية مهمة من حصة الرئيس، هي الدفاع والداخلية والمالية، أو تعيين شخصيات مستقلة بالتوافق عليها، لكن الرئيس يرفض هذا الاتجاه.
من جهة ثانية اقتحم مسلحو الحوثي أمس، مبنى محافظة صنعاء وقاموا بطرد المحافظ عبد الغني حفظ الله جميل، (وتتكون محافظة صنعاء من المناطق المحيطة بأمانة العاصمة وتشكل جميعها العاصمة صنعاء)، وأشارت أنباء غير مؤكدة إلى أن الحوثيين قاموا بتعيين محافظ بديل هو حارس الرئيس السابق علي عبد الله صالح الشخصي (عصام دويب). وتقول المصادر إن الحوثيين يحاولون تعيين محافظين تابعين لهم في المحافظات التي استولوا عليها.
يأتي ذلك فيما عقدت اللجنة الأمنية العليا اجتماعا لها أمس في مبنى القيادة العليا للقوات المسلحة بصنعاء، بحضور مستشار رئيس الجمهورية صالح علي الصماد المنتمي لجماعة الحوثي، وأمين العاصمة عبد القادر علي هلال، ومدير مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن عبد الرحيم صابر، والقيادات العسكرية والأمنية في أمانة العاصمة.
وناقشت اللجنة الخطة الأمنية التي قدمها مدير عام شرطة أمانة العاصمة صنعاء العميد عبد الرزاق المؤيد. وأكد المجتمعون على ضرورة تنفيذها وتدشينها في الأسبوعين المقبلين، مع توفير الإمكانيات المادية والبشرية الضامنة لنجاحها والحرص على تعزيز التنسيق والتعاون بين كل الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية والوجاهات الاجتماعية.
وشددوا على أهمية إسهام الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار، وأن تتحمل شرطة أمانة العاصمة والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية المسؤولية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في الأمانة.
وأقرت اللجنة استمرار قرار حظر حركة الدراجات النارية في أمانة العاصمة لتفادي حالات الإخلالات الأمنية التي قد يلجأ إليها الخارجون عن القانون والعناصر الإرهابية.
وأهابت اللجنة بالمواطنين الالتزام بعدم إطلاق النار والألعاب النارية في الأعراس وغيرها نظرا لما تسببه من إزعاج وإقلاق للسكينة العامة، ولما تتركه من خسائر مادية وبشرية في أوساط المجتمع والمواطنين.
من ناحية ثانية، توصلت السلطة المحلية في محافظة إب بوسط اليمن إلى اتفاق للتهدئة مع المتمردين الحوثيين، وقالت مصادر محلية إنه جرى التوصل إلى الاتفاق بين السلطة المحلية والمسلحين الحوثيين على التهدئة بعد مواجهات عنيفة شهدتها المحافظة الأيام الماضية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين الحوثيين الشيعة ورجال القبائل السنة.
وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق يقضي بخروج المسلحين الحوثيين من محافظة إب في غضون 24 ساعة، وأشار شهود عيان إلى أن المسلحين الحوثيين اقتحموا أمس (الأحد) عددا من المنازل لبعض الشخصيات الهامة في مديرية يريم، ثاني أكبر مدن محافظة إب، وقاموا بتفجيرها، ويعتقد أن هذه المنازل تعود إلى شخصيات لها ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، وفي مديرية رداع بمحافظة البيضاء، تشير المصادر المحلية إلى مقتل عدد من الحوثيين في هجمات شنها مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة.
ويعيش اليمن على وقع مفاجأة سيطرة الحوثيين على معظم محافظات البلاد الشمالية واستمرارهم في التقدم نحو المحافظات الجنوبية ومحافظات وسط البلاد، في ظل صمت رسمي إزاء هذه التطورات، غير معلومات مؤكدة تشير إلى أن الحوثيين سيقابلون بمقاومة من قبل مسلحي تنظيم القاعدة في الجنوب، و«الحراك التهامي» في الغرب، والقبائل في الوسط.



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.