البابا فرنسيس ينوي زيارة القدس مرة أخرى

تحضيرات لاحتفالات الميلاد في مدينة الناصرة الفلسطينية (أ.ف.ب)
تحضيرات لاحتفالات الميلاد في مدينة الناصرة الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT

البابا فرنسيس ينوي زيارة القدس مرة أخرى

تحضيرات لاحتفالات الميلاد في مدينة الناصرة الفلسطينية (أ.ف.ب)
تحضيرات لاحتفالات الميلاد في مدينة الناصرة الفلسطينية (أ.ف.ب)

في اختتام زيارة له إلى الفاتيكان، أعلن رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، أن البابا فرنسيس ينوي القيام بزيارة أخرى إلى الأراضي المقدسة خلال العام القادم، تلبية لدعوة القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنه سيقيم الصلوات في كل من القدس وبيت لحم والناصرة، من أجل كسر الجمود ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال سلام إنه في لقائه مع البابا لمس رغبة جامحة لديه لدفع عملية السلام. وإن مصادر في السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية أبلغته بأن هناك اتصالات تجريها الجهتان مع الفاتيكان، لتنسيق موعد الزيارة وبرنامجها التفصيلي. وأكد أن الحديث يجري عن إمكانية إتمامها في عام 2020؛ لكن لم يتم تحديد موعد رسمي لها حتى الآن.
وكان سلام قد التقى البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، يوم الخميس الماضي، تلبية لدعوة رسمية من الفاتيكان. ووفقاً لبيان أصدرته بلدية الناصرة، تحدث سلام مع قداسة البابا عن الناصرة، وأهميتها كأكبر مدينة عربية فلسطينية في إسرائيل كمدينة عاش فيها السيد المسيح أطول فترة من عمره، وتحتوي على آثار بالغة الأهمية عن تلك الحقبة، وكذلك حدثه عن أهمية العيش المشترك الذي يسود المدينة وأهلها، وأجواء الشراكة والتسامح والمحبة بين أبنائها.
ودعا رئيس بلدية الناصرة، البابا، لزيارة مدينة الناصرة، والتوجه إلى مسيحيي العالم ودعوتهم لزيارة الناصرة، مساهماً بذلك في تسويق المدينة وزيادة عدد الزائرين والحجاج المسيحيين إليها. وصرح بأنه سيتم إطلاق اسم «القديس فرنسيس الأسيزي» على أحد شوارعها، تقديراً للبابا المسمى على اسمه. والقديس فرنسيس الأسيزي هو «فرانشيسكو» الإيطالي، الذي عاش حياة البذخ في مراهقته وبداية شبابه؛ لكنه في سنة 1206 ترك عائلته الثرية وأصدقاءه وبيته، وبدأ في الدعوة إلى مساعدة الفقراء، واستعمل لغة بسيطة ومؤثرة لمدة سنتين، وفي 1209 كوَّن مجموعة تتألف من 12 شخصاً، تابعين له، وهبهم سكان مدينة أسيس قطعة أرض، فقاموا ببناء مساكنهم عليها وارتدوا ملابس بسيطة. وراحوا يدعون إلى البساطة وحب الله والناس والمحبة الحقيقية في المسيحية.
وقدم رئيس البلدية مفتاح المدينة للبابا، وشهادة مواطنة شرف في الناصرة، وكذلك الرداء الرسمي لفريق كرة القدم في المدينة (إخاء الناصرة)، مطبوع عليه اسم البلدية واسم البابا فرنسيس، وعدد السنوات التي عاشها السيد المسيح، وهو الرقم 33، وكتاب عن أخبار القديسين باللغة العربية بعنوان «الكنز الثمين في أخبار القديسين» لبطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، مكسيموس مظلوم، ولوحة من الكراميكا الأرمنية مرسوم عليها كنيسة اللاتين القديمة من الداخل، للفنان الإنجليزي ديفيد روبرتس، قام برسمها عام 1831. وقدم البابا ميدالية لرئيس البلدية، وأخرى لأعضاء الوفد، وكتاباً بعنوان «وثيقة الأخوة الإنسانية»، موقعاً عليه من البابا وشيخ الأزهر.
يذكر أن البابا فرنسيس زار الأراضي الفلسطينية المقدسة في سنة 2014، وإذا قام بزيارة أخرى فستكون هذه هي المرة الثانية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».