تطبيقات «التواصل الاجتماعي»... 3.2 مليار مستخدم و7 منصات رئيسية

تصل نسبة الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي حوالي 90 % بين جيل الشباب المولود بينما تقل بين كبار السن إلى 48 %
تصل نسبة الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي حوالي 90 % بين جيل الشباب المولود بينما تقل بين كبار السن إلى 48 %
TT

تطبيقات «التواصل الاجتماعي»... 3.2 مليار مستخدم و7 منصات رئيسية

تصل نسبة الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي حوالي 90 % بين جيل الشباب المولود بينما تقل بين كبار السن إلى 48 %
تصل نسبة الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي حوالي 90 % بين جيل الشباب المولود بينما تقل بين كبار السن إلى 48 %

لم يكن العالم أكثر ارتباطاً ببعضه البعض، في أي حقبة تاريخية سابقة، كما هو الآن عبر وسائط التواصل الاجتماعي. وتشير إحصاءات عام 2019 إلى أن نحو 3.2 مليار إنسان حول العالم، أي ما يقرب من نصف التعداد العالمي، يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي. وهم يمثلون أغلبية من يستخدمون الإنترنت، بوجه عام، الذين يبلغ عددهم 3.8 مليار إنسان حول العالم. ويتوزع هؤلاء على عشرات المواقع والمنصات والتطبيقات التي تنضوي تحت سبع منصات رئيسية في العالم. وغيرت هذه الوسائط أسلوب معيشة الكثيرين، بداية من الحصول على الأخبار، ونهاية بالعلاقات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء الذين يعيشون في مواقع جغرافية أخرى. وينتشر التواصل الاجتماعي حالياً حول العالم، وينمو على مدار كل عام، ومن المؤكد أنه باقٍ إلى المدى الطويل.
وتصل نسبة الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي نحو 90 في المائة بين جيل الشباب المولود في القرن 21، بينما تقل بين كبار السن إلى نسبة 48 في المائة. ويمتلك الجيل الجديد أيضاً أكبر نسبة من الهواتف الجوالة الذكية التي تتيح استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي.
وفي المتوسط، يقضي مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي نحو ساعتين و22 دقيقة يومياً في تصفح المواقع أو المشاركة الفعلية فيها. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة 91 في المائة يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي عبر الأدوات الجوالة مثل الهاتف والأجهزة اللوحية.
وهذه هي أهم سبعة مواقع للتواصل الاجتماعي تؤثر حالياً على نوعية معيشة ما يقرب من نصف سكان الأرض:
- «فيسبوك»: وهو أكبر شبكة اجتماعية في العالم حالياً، وأكثرها انتشاراً. وهو الأول بين الوسائط الأخرى الذي تخطى حاجز المليار مستخدم. وبالإضافة إلى التواصل مع الأهل والأصدقاء على منصة «فيسبوك»، يمكن أيضاً تسويق السلع والخدمات والمشاركة في التعليقات والفيديو.
- «واتساب»: يعمل تطبيق «واتساب» كمنصة تبادل رسائل وصور ورسوم مستقلة ملحق بها إمكانية الاتصال الهاتفي. واقتنت «فيسبوك» منصة «واتساب» في عام 2014، وهي تعمل بصفة مستقلة. وعلى الرغم من تأخر وصول «واتساب» إلى مسرح التواصل الاجتماعي، إلا أنه نجح في جذب الملايين حول العالم. وهو يمنح الأشخاص والمجموعات فرص التواصل النصي وتبادل الصور والمعلومات. وعلاوة على ذلك يوفر التطبيق أيضاً فرص التواصل عبر المكالمات الهاتفية المجانية. ويستخدم «واتساب» حالياً نحو 1.6 مليار شخص حول العالم.
- «تويتر»: وهو موقع للتغريدات القصيرة التي لا يتعدى عدد حروفها 280 حرفاً. ويصل عدد المستخدمين حالياً نحو 320 مليون شخص. وبدأت الخدمة في عام 2006 بعدد 140 حرفاً لكل تغريدة، وزادت في عام 2017 إلى الضعف في معظم اللغات. ولا بد للتسجيل مع «تويتر» من أجل نشر التغريدات. أما غير المسجلين فيمكنهم قراءتها فقط. ويعتبر التطبيق الآن من أكثر المواقع شهرة في التعليقات السياسية. ويستخدم الرئيس دونالد ترمب «تويتر» بشكل شبه يومي، كما يستخدمه أيضاً كبار السياسيين والشخصيات العامة.
- «يوتيوب»: وهو منصة مشاركة فيديو تأسست في مدينة سان برونو، بكاليفورنيا من ثلاثة موظفين في «باي بال»، وذلك في عام 2005، واشترت «غوغل» الشركة في عام 2006 بمبلغ 1.65 مليار دولار. ويعمل «يوتيوب» الآن كشركة تابعة لـ«غوغل». ويتيح التطبيق مشاهدة حلقات تلفزيونية وأفلام عربية ومقاطع فيديو أجنبية ومقاطع يرفعها المشتركون في كافة المجالات. ويمكن أيضاً رفع التسجيلات الصوتية والتعليق على مقاطع الفيديو. ويمكن رفع تسجيلات الفيديو فقط من المشتركين المسجلين، أما غير المسجلين فيمكنهم المشاهدة فقط. وتبذل إدارة «يوتيوب» جهدها لإزالة المقاطع غير المناسبة، خصوصاً في مجالات التطرف والإباحية والعنف.
- «إنستغرام»: نشأ تطبيق «إنستغرام» منصة مستقلة لتبادل الصور ومقاطع الفيديو. وقدم «إنستغرام» نفسه لمستخدميه على أنه وسيلة للحفاظ على لقطات العمر من الصور، ومقاطع الفيديو، ومشاركتها مع الأصدقاء عبر الهاتف، وتحويلها إلى قطع فنية. ويوفر الموقع مرشحات تغيير وتعديل وتجميل الصور. ويمكن مشاركة الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل «فيسبوك» و«تويتر». يصل عدد المشتركين في «إنستغرام» إلى نحو 400 مليون مستخدم. وتم تدشين الموقع في عام 2010، وبعد الهواتف الجوالة شمل التطبيق أيضاً أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام «وندوز 10»، وذلك منذ عام 2016. ويمكن للمستخدمين متابعة غيرهم ومشاركتهم في الصور، ثم أضافت المنصة خدمة الرسائل، وإمكانية وضع عدة صور ومقاطع فيديو في رسالة أو «بوست» واحد. وفي عام 2012 اقتنى «فيسبوك» موقع «إنستغرام» بمبلغ مليار دولار.
- «سكايب»: وهي منصة تواصل تملكها شركة «مايكروسوفت»، وتعد من أشهر المنصات للتواصل بالكتابة والمكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو، بشرط وجود كاميرا «ويبكام» ملحقة بالكومبيوتر. وهو تطبيق يعمل على أجهزة الكومبيوتر المكتبية إلى جوار الأجهزة الجوالة. ويستخدم خدمات «سكايب» نحو 300 مليون نسمة حول العالم، بينما يزيد عدد المسجلين على الخدمة أكثر من ضعف هذا العدد. ويمكن تنظيم مؤتمرات الفيديو عبر «سكايب»، بحيث يشارك فيها أكثر من طرفين من أي مكان في العالم عبر شبكة الإنترنت. ويوفر التطبيق أيضاً الرسائل المباشرة. وفي أوقات الذروة يستخدم الخدمة نحو 34 مليون مشارك في الوقت نفسه.
- «فايبر»: وهو تطبيق تواصل بالعديد من اللغات، ويشمل أيضاً الرسائل الصوتية. ويمكن باستخدام التطبيق المشاركة بالصور والصوت والفيديو. ويتيح التطبيق إمكانية الاتصال بغير مستخدمي الخدمة عن طريق ما يسمى «فايبر أوت»، ولكن مستخدمها يدفع مقابلها رسوم اتصال. ويقدر عدد مستخدمي التطبيق بنحو 249 مليون مستخدم حول العالم. ويمكن استخدام الخدمة على أجهزة الكومبيوتر المكتبي، بالإضافة إلى الأجهزة الجوالة. وفي تقييم الأمان لاتصالات «فايبر»، من حيث المحافظة على سرية المعلومات، حصلت الشركة على درجتين فقط من سبع درجات. وبعد ذلك أدخلت الشركة اليابانية المالكة، واسمها «راكوتين»، عدة تعديلات لتحسين أمن الاتصالات.


مقالات ذات صلة

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

يوميات الشرق الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الأميركي أندرو سكوت الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

انحسار الصحف المحلية والإقليمية يؤدي إلى «صحارٍ إخبارية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
TT

كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)

قبل 861 عاماً، نهضت كاتدرائية «نوتردام دو باريس» في قلب العاصمة الفرنسية. ومع مرور العقود والعصور تحوّلت إلى رمز لباريس، لا بل لفرنسا. ورغم الثورات والحروب بقيت «نوتردام» صامدة حيث هي، في قلب باريس وحارسة نهر السين الذي يغسل قدميها. إلا أن المأساة حلّت في شهر أبريل (نيسان) من عام 2019، عندما اندلع حريق هائل، التهمت نيرانه أقساماً رئيسة من الكاتدرائية التي انهار سقفها وتهاوى «سهمها»، وكان سقوطه مدوياً.

منظر للنافذة الوردية الجنوبية لكاتدرائية نوتردام دو باريس(رويترز)

حريق «نوتردام» كارثة وطنية

وكارثة «نوتردام» تحوّلت إلى مأساة وطنية، إذ كان يكفي النظر إلى آلاف الباريسيين والفرنسيين والسياح الذين تسمّروا على ضفتي نهر السين ليشهدوا المأساة الجارية أمام عيونهم. لكن اللافت كانت السرعة التي قررت فيها السلطات المدنية والكنسية مباشرة عملية الترميم، وسريعاً جدّاً، أطلقت حملة تبرعات.

وفي كلمة متلفزة له، سعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى شد أزر مواطنيه، مؤكداً أن إعادة بناء الكاتدرائية و«إرجاعها أجمل مما كانت» ستبدأ من غير تأخير. وأعلن تأسيس هيئة تشرف عليها، وأوكل المهمة إلى الجنرال جان لويس جورجولين، رئيس أركان القوات المسلحة السابق. وبدأت التبرعات بالوصول.

وإذا احتاجت الكاتدرائية لقرنين لاكتمال بنائها، فإن ترميمها جرى خلال 5 سنوات، الأمر الذي يعد إنجازاً استثنائياً لأنه تحول إلى قضية وطنية، لا بل عالمية بالنظر للتعبئة الشعبية الفرنسية والتعاطف الدولي، بحيث تحوّلت الكاتدرائية إلى رابطة تجمع الشعوب.

وتبين الأرقام التي نشرت حديثاً أن التبرعات تدفقت من 340 ألف شخص، من 150 دولة، قدّموا 846 مليون يورو، إلا أن القسم الأكبر منها جاء من كبار الممولين والشركات الفرنسية، ومن بينهم من أسهم بـ200 مليون يورو. ومن بين الأجانب المتبرعين، هناك 50 ألف أميركي، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وكان أحد الأسباب التي دفعته للمجيء إلى فرنسا؛ البلد الأول الذي يزوره بعد إعادة انتخابه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

متطوعون يضعون برنامج الحفل على المقاعد قبل الحفل (أ.ف.ب)

منذ ما يزيد على الشهر، تحوّلت الكاتدرائية إلى موضوع إلزامي في كل الوسائل الإعلامية. وخلال الأسبوع الحالي، حفلت الصحف والمجلات وقنوات التلفزة والإذاعات ببرامج خاصة تروي تاريخ الكاتدرائية والأحداث الرئيسة التي عاشتها في تاريخها الطويل.

وللدلالة على الأهمية التي احتلتها في الوعي الفرنسي، فإن رئيس الجمهورية زارها 7 مرات للاطلاع على التقدم الذي حققه المهنيون والحرفيون في إعادة البناء والترميم. وإذا كانت الكاتدرائية تجتذب قبل 2012 ما لا يقل عن 12 مليون زائر كل عام، فإن توقعات المشرفين عليها تشير إلى أن العدد سيصل العام المقبل إلى 15 مليوناً من كل أنحاء العالم.

المواطنون والسياح ينتظرون إفساح المجال للوصول الى ساحة الكاتدرائية (أ.ف.ب)

باريس «عاصمة العالم»

خلال هذين اليومين، تحوّلت باريس إلى «عاصمة العالم»، ليس فقط لأن قصر الإليزيه وجّه دعوات لعشرات من الملوك ورؤساء الدول والحكومات الذين حضر منهم نحو الخمسين، ولكن أيضاً لأن الاحتفالية حظيت بنقل مباشر إلى مئات الملايين عبر العالم.

وقادة الدول الذين قدّموا إلى «عاصمة النور» جاءوا إليها من القارات الخمس. وبسبب هذا الجمع الدولي، فإن شرطة العاصمة ووزارة الداخلية عمدتا إلى تشكيل طوق أمني محكم لتجنب أي إخلال بالأمن، خصوصاً أن سلطاتها دأبت على التحذير من أعمال قد تكون ذات طابع إرهابي. وإذا كان الرئيس الأميركي المنتخب قد حظي بالاهتمام الأكبر، ليس لأنه من المؤمنين المواظبين، بل لأنه يُمثل بلداً له تأثيره على مجريات العالم.

لكن في المقابل، تأسف الفرنسيون لأن البابا فرنسيس اعتذر عن تلبية الدعوة. والمثير للدهشة أنه سيقوم بزيارة جزيرة كورسيكا المتوسطية الواقعة على بُعد رمية حجر من شاطئ مدينة نيس اللازوردية، في 15 الشهر الحالي. والمدهش أيضاً أنه منذ أن أصبح خليفة القديس بطرس في روما، «المدينة الخالدة»، فإنه زار فرنسا مرتين، ثانيها كانت لمدينة مرسيليا الساحلية. بيد أنه لم يأتِ إلى باريس إطلاقاً. ووفق مصادر واسعة الاطلاع، فإن قرار البابا أحدث خيبة على المستويين الديني والرسمي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى حدث تاريخي رئيس، وهو أن بابا روما بيوس السابع، قدم إلى باريس يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1804، لتتويج نابليون الأول إمبراطوراً.

وتمثل لوحة الرسام الفرنسي الشهير لوي دافيد، التي خلد فيها تتويج بونابرت، ما قام به الأخير الذي لم ينتظر أن يضع البابا التاج على رأسه، بل أخذه بيديه ووضعه بنفسه على رأسه، وكذلك فعل مع الإمبراطورة جوزفين.

احتفالية استثنائية

لم يساعد الطقس مساعدي الاحتفالية الذين خططوا لأن تكون من جزأين: الأول رسمي، ويجري في ساحة الكاتدرائية الأمامية؛ حيث يلقي الرئيس ماكرون خطابه المقدر من 15 دقيقة، وبعدها الانتقال إلى الداخل للجزء الديني. وكان مقدراً للمواطنين الـ40 ألفاً، إضافة إلى 1500 مدعو حظوا بالوجود داخل الكاتدرائية، أن يتابعوا الحدث من المنصات التي نصبت على ضفتي نهر السين، إلا أن الأمطار والعواصف التي ضربت باريس ومنطقتها أطاحت بالبرنامج الرئيس، إذ حصلت كل الاحتفالية بالداخل. بيد أن الأمطار لم تقض على شعور استثنائي بالوحدة والسلام غلب على الحاضرين، وسط عالم ينزف جراء تواصل الحروب، سواء أكان في الشرق الأوسط أم في أوكرانيا أم في مطارح أخرى من العالم المعذب. وجاءت لحظة الولوج إلى الكاتدرائية، بوصفها إحدى المحطات الفارقة، إذ تمت وفق بروتوكول يعود إلى مئات السنين. بدءاً من إعادة فتح أولريش لأبواب «نوتردام» الخشبية الكبيرة بشكل رمزي.

كاتدرائية «نوتردام» السبت وسط حراسة أمنية استعداداً لإعادة افتتاحها (إ.ب.ى)

وسيقوم بالنقر عليها 3 مرات بعصا مصنوعة من الخشب المتفحم الذي جرى إنقاذه من سقف الكاتدرائية الذي دمرته النيران، وسيعلن فتح الكاتدرائية للعبادة مرة أخرى. ونقل عن المسؤول عن الكاتدرائية القس أوليفييه ريبادو دوما أن «نوتردام»، التي هي ملك الدولة الفرنسية، ولكن تديرها الكنيسة الكاثوليكية «أكثر من مجرد نصب تذكاري فرنسي وكنز محبوب من التراث الثقافي العالم، لا بل هي أيضاً علامة على الأمل، لأن ما كان يبدو مستحيلاً أصبح ممكناً»، مضيفاً أنها أيضاً «رمز رائع».

الأرغن الضخم يحتوي على 8 آلاف مزمار تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام (أ.ف.ب)

كذلك، فإن تشغيل الأرغن الضخم الذي تم تنظيفه وتحضيره للمناسبة الاستثنائية، تم كذلك وفق آلية دقيقة. ففي حين ترتفع المزامير والصلوات والترانيم، فإنه جرى إحياء الأرغن المدوي، الذي صمت وتدهورت أوضاعه بسبب الحريق. ويحتوي الأرغن على 8 آلاف مزمار، تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام. وقام 4 من العازفين بتقديم مجموعة من الألحان بعضها جاء مرتجلاً.

إلى جانب الشقين الرسمي والديني، حرص المنظمون على وجود شق يعكس الفرح؛ إذ أدت مجموعة من الفنانين الفرنسيين والأجانب لوحات جميلة جديرة بالمكان الذي برز بحلة جديدة بأحجاره المتأرجحة بين الأبيض والأشقر وزجاجه الملون، وإرثه الذي تم إنقاذه من النيران وأعيد إحياؤه.

وبعد عدة أيام، سيُعاد فتح الكاتدرائية أمام الزوار الذي سيتدفقوة بالآلاف على هذا المعلم الاستثنائي.

حقائق

846 مليون يورو

تدفقت التبرعات من 340 ألف شخص من 150 دولة قدموا 846 مليون يورو لإعادة ترميم نوتردام